-10-

1.7K 122 160
                                    

بعد صِدام تايكوك الأخير تحوَّلتْ حياة V إلى جحيم . نام اليوم بطوله ،  استيقظ في اليوم الموالي أو ربما الذي بعده ، بلا طاقة ، لا يعرف أهو صباح ،  ليل ،  مساء أو ربما ضحًى.

جلس في فراشه ، بعثر شعره ، ثم مرَّر يديه على وجهه بعنف بعض الشيء .

كان مُستاءًا و تعيسا جدا . وضع له الحرس الطعام على عتبة الباب ثم اخذوه كما هو ،  لم يلمسه قط .

غضب على نفسه أشدَّ الغضب ،  لم يسامحها لأنه بسبب سذاجته أصبح عاجزا على  تصفيةِ ذهنه.

فقدَ القدرة على أن  يخلو إلى V القديم ، ففي يقظته او نومه ،  عقله الباطن يستصحب جونغكوك إن حضرَ و يستصحبه إن غاب ايضاً .

لا يكادُ يستفرِد بضميره ، حتى يجد صورة جونغكوك ماثلةً امامه ، و لا يمُدَّ عينه في الأفق إلا رأى شخصه .

فهو في الزنزانة ، وروحه هناك عند سجَّانه .

كان ناقماً على نفسه ،  لأنه ما فتِئَ يصنع في مخيلته مع الشاب القوي ألف لقاء ولقاء . يتحدث معه في خياله ،  يوقِعُه أكثر في حبائله ، علَّهُ يُعوِّض  واقعا لم يشفق عليه ليُحقِّق ما يتمناه .

لم يفهم كيف بإنقضاء الأيام وجد نفسه يتأمل تفاصيل جونغكوك في حجرته ، إبتسامته اللطيفة الحزينة ،  عطره الأنثوي نوعا ما ، فقد كان يعبق برائحة الصابون وبودرة الأطفال ، و أزهار الغابات .

هو  الذي لا طالما استغنى ، لم يثق بأحد ، لم يُبدي اهتماما لأحد ،  ذراعه لا تُلوى  و قلبه لا يُهان وهو لا يسقط ، ها هو خسر رهان الثَّبَات .

" اُقسم أنك لن تتزوج تلك العاهرة حتى لو اخذتُ روحك و روحها معا " : حدّث V نفسه ، ثم رتَّب الفوضى بعقله و نام كجثة أعياها الندم .

على الطرف الآخر من المدينة ، و في قصر يشبه إلى حدٍّ ما مدينة الأحلام ، كان أمير الرواية يقضي أتعس أيامه،  الأمير الذي لم يُجرِّب يومًا عذابات الحب مِن سَهَر و عطش للنوم ، ها هو اليوم مسجون في ليلِهِ الذي ما عاد يأتيه مُنفرِدًا ، بل كل مساء يُقبِل في صُحبةِ  طيف V  و عطره واشتياقه و صدى صوته.

أصبح يتمنى أن يشق نور النهار مساره ،حتى يطرد من خياله شبح سجينه ،الذي لا يكفُّ عن شَغلِ قلبه و باله حتى آخر قطرة من كأس الظلام .

كان ناقما هو الآخر على حظه التعيس ،  صحيح أنه لم يتأمَّل الكثير من هذه العلاقة ، ولكن أبسط احلامه كانت أن يعيشا الأيام القليلة التي تجمعها في حبور .

لماذا فعل به والده هذا !  لماذا يستمتع برؤية أحلام ابنه التي أزهَرَت بنفسجا تتحول إلى شوك .

لماذا عندما بدأ بدر  غرامه و إن كان مستحيلَ الإكتمال باللمعان اغلق والده بوجهه  الشبابيك و الأبواب .

جلاّد الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن