بعد صِدام تايكوك الأخير تحوَّلتْ حياة V إلى جحيم . نام اليوم بطوله ، استيقظ في اليوم الموالي أو ربما الذي بعده ، بلا طاقة ، لا يعرف أهو صباح ، ليل ، مساء أو ربما ضحًى.
جلس في فراشه ، بعثر شعره ، ثم مرَّر يديه على وجهه بعنف بعض الشيء .
كان مُستاءًا و تعيسا جدا . وضع له الحرس الطعام على عتبة الباب ثم اخذوه كما هو ، لم يلمسه قط .
غضب على نفسه أشدَّ الغضب ، لم يسامحها لأنه بسبب سذاجته أصبح عاجزا على تصفيةِ ذهنه.
فقدَ القدرة على أن يخلو إلى V القديم ، ففي يقظته او نومه ، عقله الباطن يستصحب جونغكوك إن حضرَ و يستصحبه إن غاب ايضاً .
لا يكادُ يستفرِد بضميره ، حتى يجد صورة جونغكوك ماثلةً امامه ، و لا يمُدَّ عينه في الأفق إلا رأى شخصه .
فهو في الزنزانة ، وروحه هناك عند سجَّانه .
كان ناقماً على نفسه ، لأنه ما فتِئَ يصنع في مخيلته مع الشاب القوي ألف لقاء ولقاء . يتحدث معه في خياله ، يوقِعُه أكثر في حبائله ، علَّهُ يُعوِّض واقعا لم يشفق عليه ليُحقِّق ما يتمناه .
لم يفهم كيف بإنقضاء الأيام وجد نفسه يتأمل تفاصيل جونغكوك في حجرته ، إبتسامته اللطيفة الحزينة ، عطره الأنثوي نوعا ما ، فقد كان يعبق برائحة الصابون وبودرة الأطفال ، و أزهار الغابات .
هو الذي لا طالما استغنى ، لم يثق بأحد ، لم يُبدي اهتماما لأحد ، ذراعه لا تُلوى و قلبه لا يُهان وهو لا يسقط ، ها هو خسر رهان الثَّبَات .
" اُقسم أنك لن تتزوج تلك العاهرة حتى لو اخذتُ روحك و روحها معا " : حدّث V نفسه ، ثم رتَّب الفوضى بعقله و نام كجثة أعياها الندم .
على الطرف الآخر من المدينة ، و في قصر يشبه إلى حدٍّ ما مدينة الأحلام ، كان أمير الرواية يقضي أتعس أيامه، الأمير الذي لم يُجرِّب يومًا عذابات الحب مِن سَهَر و عطش للنوم ، ها هو اليوم مسجون في ليلِهِ الذي ما عاد يأتيه مُنفرِدًا ، بل كل مساء يُقبِل في صُحبةِ طيف V و عطره واشتياقه و صدى صوته.
أصبح يتمنى أن يشق نور النهار مساره ،حتى يطرد من خياله شبح سجينه ،الذي لا يكفُّ عن شَغلِ قلبه و باله حتى آخر قطرة من كأس الظلام .
كان ناقما هو الآخر على حظه التعيس ، صحيح أنه لم يتأمَّل الكثير من هذه العلاقة ، ولكن أبسط احلامه كانت أن يعيشا الأيام القليلة التي تجمعها في حبور .
لماذا فعل به والده هذا ! لماذا يستمتع برؤية أحلام ابنه التي أزهَرَت بنفسجا تتحول إلى شوك .
لماذا عندما بدأ بدر غرامه و إن كان مستحيلَ الإكتمال باللمعان اغلق والده بوجهه الشبابيك و الأبواب .
أنت تقرأ
جلاّد الشيطان
Fanfictionولج الضابط جيون جونغكوك الزنزانة الموحشة -بعد أن طلب من مرافقيه من الحرس البقاء خارجا - مشى بخطوات واثقة ، و غرورر فاضح ، و إتَّجه صوب الرجل ، الذي بالرغم مما تعرَّض له من صنوف العذاب في هذا المعتقل الرهيب ، ظلَّ شامخ الهامة ، حاد النظرة ، م...