6

812 14 1
                                    

الجزء السادس

قاسية كـ الحرب ناعمة كـ السلام ...

راجح : وش ذنب رعود اللي بتحاسبه عليه ؟
جسّار ببرود : على موت الفهد مو على جرح النور على خيانته للفهد وموتته
راجح بصدمة: وش تقصد؟
جسّار بحقد دفين بان على وجهه : أبوي كان بيركب طيارة ثانية غير اللي انفجرت وسببت وفاته بس ولدك رعود أرسل له يغير الطيارة وما يطلع فيها وكان هذا السبب في موته ولا تسألني كيف عرفت المهم إني عرفت وموت رعود ما يكفيني أبيه يموت محروق القلب والجسد والحين عن أذنك إذا هذي الحقايق اللي بتقول لي عنها انا ما ابي أسمعها سمعت اللي يكفيني
وصلهم صوت مشاعر اللي كانت واقفه بالدرج : غلطان يا بو نجد عمي رعود ما كان قاصد موت أبوك
قاطعها جسّار بحدة : وانتي مين تكونين عشان تدافعين عنه وتعتقدين إني بسمع كلامك ؟
كمل كلامه بخبث : إلا إذا كنتي للحين متواصلة معاه هذا كلام ثاني
مشاعر بتمثيل للقوة : لو أتواصل مع رعود بقول له إن خصمه ما يسوى تمثيله للموت يرجع لنا وما يجيه شيء دامك خصمه
راجح بحدة : أقطعي كلامك و أرجعي غرفتك يا مشاعر
جسّار بسخرية : بعيد عن كلامك اللي تقصدين تغيضيني فيه أبوك وينه أسلم عليه قبل أمشي وأثني عليه بتربية بناته اللي وحده منهم توقفني بالشارع والثانية الله يستر عليها
مشاعر بقهر : اقسم بالله لو تطري روح على لسانك بالشينة ما تلوم إلا نفسك
جسّار بسخرية تامة : وحده تتطلق قبل تتزوج والثانية تتزوج ومحد يدري وش هالعجب
راجح بعصبية قام ووقف بوجه جسّار : ارجع وأكرر يا جسّار كله ولا بناتي
جسّار اللي جلس على الكنبة وحط رجل على رجل : أقول وش سبب طلاق ساري لبنتك؟ ولا صح بدون سبب
راجح بقهر : ولد الراشد بنتي اللي ما بغته وطلبت الطلاق وهو اللي خسرها أما مشاعر القلب ما خسرت شيء
جسّار ببرود : طيب على فرض إن مشاعر معها حق لما طلبت الطلاق وروح معها حق لو تزوجت من غير علمك ؟
راجح باستفسار: وش تقصد يا جسّار
مشاعر بقهر: جدي لا تصدقه يكذب
جسّار موجه كلامه لمشاعر : دليلك ؟
مشاعر بعصبية وقهر ورجفة سرت بصوتها : روح ما تزوجت روح لعب عليها ولد عمك الكذاب
جسّار بابتسامة وهو يشوف نظرات الحيرة على وجه راجح ويحس إنه أخذ بثأر أمه ولو بالقليل : أفهم من كلامك ما عندك دليل بس أنا عندي
راجح بكامل حيرته : وش دليلك يا جسّار
جسّار بقهر يوقف بطوله بوجه راجح ونظراته شرار متطاير : شرحت لي كل شيء وما عطيتني للآن سبب مقنع لما جاتك أمي شايلتني بيدها ليه ما لميتها تحت جناحك يا راجح ليه ما رجعت النور لظلك
راجح بحزن عميق وجسّار يفتش بجروحه بقسوة: كنت أبي أثبت للكل براءة نوره إنه حتى بعد موت الفهد أهله ما استغنوا عنها هذا دليل على براءتها كنت أدري صارم بيحميها وبيربيك خير تربية
قاطعه جسّار بقسوة: غلطان يا راجح وولا شيء يشفع لك
طلع محفظته من جيبه وهو يطلع بطاقة العائلة نفسها اللي كانت مع مشاعر ويمدها لراجح : دليلي لأني ما أترك الشيء ناقص وإذا وافقت على عرضي الأول ترى رمّاح راجع بكره
ما أعطاهم أي فرصة يناقشونه وهو يتوجه للباب ويطلع من البيت بكبره وهو يتنفس بشكل متسارع ويده توجهت ليسار صدره الذكريات كلها تنازع روحه الذكرى اللي تجرح راجح تموت جسّار بس محتاج يسمع من الكل باقي الصارم يسمع منه ولكن ما هو وقته استنزفت طاقته بشكل كامل من كلامه مع راجح رفع رأسه للسماء قاصد يكتم جروحه لكنه شاف شوفه منعت عيونه تتوجه للسماء ووقفت بالدور الثالث لبيت راجح وهو يشوف رعود واقف على النافذة تعوذ من الشيطان وهو يفرك عيونه بحدة ويرجع يناظر للطابق الثالث اللي أنطفت كل أنواره وكأن اللي شافه عدم ضرب رأسه بباطن يده بشكل خفيف وكأنه يأنب نفسه على خيالاته اللي وصلته للمرحلة هذي ويقنع نفسه إنه ما شاف رعود إلا بالصور أكيد اللي كان واقف سعود ركب سيارته راجع لبيته اليوم هذا كان ثقيل ثقيل بكل تفاصيله وباقي له درب طويل يوصله لرعود ابتسم وهو يخمن ردة فعل راجح بعد ما شاف بطاقة العائلة وزعزع ثقته ببنات سعود وبالأخص روح اللي زواجها من رمّاح ما صار رغبة رمّاح وبس إلا رغبة جسّار بعد وصل البيت اللي كان هادي على غير العادة ولكن من مصلحته هالمرة دخل لبيته هو وأمه وهو يتوجه لجناحه بالطابق الثاني دخل الغرفة وهو يشوف هبه اللي فزت له
هبة بخوف : تأخرت جسّار صاير شيء ؟
جسّار بعدم رغبة بالكلام هز رأسه بالرفض وتوجه لغرفة التبديل طلع منها بعد خمس دقايق وهو يشوف هبه للحين واقفة بمكانها : تبين شيء هبه ؟
هبه بتساؤل : وش صاير لك يا جسّار ما كنت كذا حتى نجد حاسه بالفجوة اللي بعلاقتنا وصارت تقارن جسّار أنا أدري إنه جدك هو اللي أجبرك تتزوجني عشان تنسى فكرة السلك العسكري وتستقر بس لا ترخصني وتخلي الكل يحس بغيابك انت صاير تتهرب من البيت ما صرنا نشوفك والكل يلومني بالشيء هذا
مسكت يده بحرص : أدري إنك تعبان وما تبي تتكلم بس أنا مالي ذنب ترخصني يا جسّار
جسّار اللي توه انتبه إنه فعليًا هبه مالها ذنب والأهم نجد ما يبيها تحس بالنقص لقرارات ما كانت بيده أو بيدها باس رأسها بحنية وهو يمسح أطراف شعرها : اعذريني هبه بس الشغل زايد لكن بإذن الله بحاول أتدارك الأمور ولا تطري الأفكار هذي برأسك أنا راضي فيك وكفاية علي عطيتيني نجد ومهتمة بأمي وبيتي ما تستاهلين إلا كل خير
هبه بمقاطعة : وانت يا جسّار ما ذكرت نفسك ذكرت أمك ونجد ما ذكرت نفسك ما عطيتك شيء لنفسك؟
جسّار اللي توجه للسرير وهو يتغطى بالبطانية : أنا تعبان يا هبه أجلي الكلام لبعدين ونامي انتي بعد تأخر الوقت
في ألمانيا
في بيت رمّاح
كان جالس بغرفته اللي لطخ جدرانها البيضاء بفنون مختلفة أول جدار مقابله كان يضم رسمة تعبيرية مزيج من الألوان الأساسية اختلطت مع بعض عشان تكسر حدة اللون الأبيض أما الجدار اللي بالجهة اليسار كان مكون من مجموعة صور في إطارات صغيرة متلاصقة كل إطار يحمل جزء من الصورة والصورة الكاملة كانت صورته "رمّاح" أما الجدار اليمين كان من نصيب المخطوطات بما إنه شاعر كان مخطوط على الجدار " الرمح أنا والسيف سيفي ، في حربٍ انا وانتِ نصري " وآخر جدار كان محتضن ركن القهوة الخاص فيه اللي كان واقف عنده يسوي قهوته وهو يتأمل القمر والنجوم المنعكسة على سقف الغرفة الشفاف رفع جواله وهو يتصل على شموخ بما إنها الأقرب له يبيها تعرف برجعته لنجد انتظر ثلاث رنات حتى وصله صوت شموخ النايم : آلو
رمّاح وفرحته مطبوعة في صوته : يا هلا ومية هلا
شموخ بفزع : رمّاح فيك شيء أبوي فيه شيء؟
رمّاح بروقان: مشتاق لكم بس
شموخ بخوف وشك: رمّاح قول الصدق فيكم شيء متصل علينا
رمّاح بشوق حقيقي وهو يحس قلبه شفاف وفرحته يشوفها الأعمى من وضوحها : وش أخباركم
شموخ بريبة : بخير بخير
رمّاح : وكيف مرّ يومكم
شموخ بطفش: اليوم كله راح في حفلة تخرج التؤام دال
رمّاح بابتسامة وضحت من صوته : من أعلى لأعلى ومن فرحة لفرحة إن شاء الله
شموخ وهي تشوف ساعتها : الساعة 1 الليل رمّاح متأكد ما فيكم شيء
رمّاح : لو فينا شيء بكلمك وانا رايق كذا وش اخبار أمي وأنهار نجد وش اخبارها
شموخ ببرود: يا حبك لهالنجد كلنا بخير انت وابوي وش اخباركم
رمّاح بروقان : انا بألف خير وأبوك طيب تستقبلون ضيف يجيكم بكره؟
شموخ باستغراب : ضيف ؟ مين الضيف
رمّاح بحماس: انا جاي بكره
شموخ اللي فزت من السرير : تكذب رمّاح قول والله طيب وجدي شلون
رمّاح بفرحة : والله جايكم بكره جسّار كلم جدي ووافق على رجعتي
شموخ بخوف: طيب وأبوي
رمّاح ببرود : وشفيه هذا هو نايم وبيتي بتركه له يعيش فيه ويدبر أموره لمتى بجلس معه انا
شموخ بفرحة ناقصة: الله يفرحنا برجعته مثل ما فرحنا برجعتك كم الساعة راجع ببشر أمي
رمّاح برفض سريع : لا لا انا بكره بتصل عليكم فيديو وببلغهم بنفسي بس قلت ببلغك أول وآسف أزعجتك وصحيتك من النوم تصبحين على خير يا قلبي
شموخ بابتسامة: وانت من اهله رمّاح والله يلحقنا بكره وشوفتك وانت بألف خير
رمّاح : يلا سلام
شموخ بابتسامة : حافظك الله
عسّاف بحدة : مين تكلم انت
رمّاح ببرود وسخرية خفيفة : الحمدلله على السلامة يبه توك ترجع
عسّاف ببرود : ايه بدري ما قلت لي مين اللي تكلمها آخر الليل ألمانية ؟
رمّاح بعصبية : يبه !! كنت أكلم شموخ
عسّاف اللي يناظر ساعته : شموخ هالحزة ايه خير ان شاء الله
رمّاح بقهر : تصبح على خير أو الأصح تمسي على خير لأنك مستحيل تصحى الصباح
في بيت راجح
مشاعر بقهر : جدي أقول لك البطاقة ماهي حقيقية
راجح بعصبية : وانا أقول لك نادي أختك اشوف وينها
راجح اللي حدة صوته بدت تزيد وهو ينادي روح بصوت عالي
مشاعر بقهر: يبه روح ما تزوجت اللي ينقال له رمّاح
راجح بقهر وعصبية وعروق جبينه برزت : ما تزوجته أجل بأي حق وبأي جرأة يطلبونها عطية انا ينقال لي هات حفيدتك عطيه انا يا مشاعر سودت وجهي وطيحت رأسي بتراب انا وش مسوي يوم الله يبلاني ببناتي
روح اللي نزلت من فوق وهي سامعه آخر كلام راجح : هذا آخرها يا جدي تصدق كلام الناس فيني انا لو متزوجة ما جلست عندك في البيت بعد هالكلام تشك فيني يا جدي وتصدق كلام واحد توك تشوفه وتقول عني بلوه ؟
راجح اللي رمى البطاقة في وجهها : انا ما صدقت جسّار الا لين شفت البطاقة بعيني وش أفسرها
روح اللي اخذت البطاقة من الأرض وقربت لجدها : هات بطاقتك يا جدي
راجح باستغراب : وش تسوين يا بنت
روح اللي دموعها سبقتها: بطاقتك يا جدي
راجح اللي طلع بطاقته بيد راجفة وهو يشوف دموع روح وهو اللي بعمره ما بكّاها ولا سمح لأحد يبكيها : سمي
روح اللي خذت البطاقة وهي تقلب البطاقتين على بطن كفينها : شايف الفرق يا جدي وين الشريط الأسود البطاقة مزيفة يا جدي يا سندي وعزوتي اللي مفروض ما تصدق فيني
قاطعتها مشاعر وهي تسحبها لصدرها : خلاص يا روح تعالي غرفتك
راجح بندم : تعالي يا روح تعالي يابوك
مشاعر اللي أخذت أختها وهي تصعد فيها لفوق سامحه للندم يأكل بصدر راجح عشان يتعلم درسه
في الطابق الثالث من بيت راجح
سعود بحدة : انت كيف تسمح له يسوي الشيء هذا ببنتي كيف تسمح روح هذي روحي كيف يضرها بالطريقة هذي
رعود بنبرته المتلاعبة والرايقة : بنتك راضيه يا سعود بنتك تبي رمّاح وسوت الشيء هذا عشان رمّاح وتعمدوا يخلون البطاقة بدون شريط لو احتاجت روح تثبت براءتها وهذا شرط بنتك عشان توافق تكون أم وهمية لنجد بنت جسّار عشان يحمونها وما يصير فيها اللي صار بشغف افهمني يا سعود
سعود برفض: انا مالي دخل بهذا كله طلعوا بنتي من لعبتكم يا رعود طلعوها واطلع انت وفهم ولد نوره وش اللي صار
رعود بنفس النبرة : سعود عطني الثقة وما يمس بناتك شيء وعلى فكرة رمّاح مناسب جدًا لروح
سعود بعصبية مسك ياقة رعود بقهر وهو يشده لعنده : تبيني أعطيه روحي عطية يا رعود ؟ انا ما اتخلى عن بنتي مثلك
رعود اللي تغيرت نبرته واخوه جالس ينبش جرحه : انا انجبرت اترك شغف لمصلحتها وانا ما قلت لك عطه روح عطية لكن في حال تقدم لها لا ترفض يا اخوي وشوف لي طريق الحين لأني طالع
سعود بسخرية : جاي تجنن جسّار وتروح ؟ تبيه يشوفك ليه ؟
رعود باستهزاء : ليه جسّار يعرفك أو يعرفني ؟ ما يعرفنا وغير كذا ما قصدت انه يشوفني انا اللي كنت أبي أشوفه
سعود باستهزاء : تبي تشوفه ؟ ليه ما شفته بالشغل وانت العميد المسؤول عنه جاي تشوفه في بيتي
رعود بنبرته المتلاعبة : هو يعرف العميد مُهاب ما يعرف العميد رعود يا سعود في الوقت المناسب بكون بوجهه العميد رعود وقت اللي أعرف كيف مات الفهد يا سعود وقت اللي أعرف مين اللي فجر الطيارة راح أكون رعود

-انتهى
يُرجى التصويت للبارت💕

أحرار مير قلوبنا مُستحلة / للكاتبة : سَحــابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن