الجزء السابع عشر
برقًا أصبح لي عدوًا من أين لي الجسارة كي اغدو عليه
كان صوت مشاعر اللي نادى نوره يرجع صداه لأذن راجح المتلهف للقاء بنته ونور عيونه بنت مزون وسمية نوره كانت عيونه تترجم اللهفة اللي يخفيها جوفه لكنها تظهر واضحة لمشاعر
اما نوره اللي مشت على صوت مشاعر حتى وصلت للمكان اللي كانت موجودة فيه مشاعر تراجعت بشكل سريع وهي تشوف رجال واقف بشكل جانبي يخفي وجهه ويظهر لها وجه مشاعر المبتسمة
مشاعر بابتسامة مريحة : نور الراجح ما ودها تقابل راجحها ؟
نوره بتراجع توقفت جميع حواسها وارتفعت دقات قلبها اللي واقف قدامها راجح ابوها وحبيبها الأول وفي نفس الوقت اكثر من تخلى عنها وجرحها بس ابوها كيف تتركه انتظرته هالمرة يبادر يلف يقابلها يطلبها تجيه ينسيها انه بيوم نفاها بعيد عنه بادر يا يبه انا محتاجتك كثيرراجح اللي ارهف سمعه يبي يسمع صوتها يبي يوقف معها ويساندها لكنه متردد قلبه ما يقوى تصده يدري ان بنت المزن ما تصد بس هو اثقل عليها كثير اقربي يا بنتي
مرت الدقيقة تتلاها الدقيقة حتى بادر راجح وهو يلف بشكل كامل لنوره محتاج يروي صدره ونظره فيها اول ما لف لها اتبعته شهقة قوية من نوره اللي ما توقعته يرضح ويحن بعد كل الجفا والبعد
شهقة من نوره محاجر امتلت بالدموع من راجح وهو يشوف بنته من 32 سنة واقفه قدامه بعد ما عاث فيها الزمن يعرف وش تحملت من هموم ومصايب فتح يدينه مرحب لها ينتظر منها عفو
هزت نوره رأسها برفض بشكل متكرر : لا تجرحني مره ثانية يبه لا تفتح لي حضنك وتسد بابك بوجهي ترى كسر الخواطر حرام
راجح بلهفة تخللتها دموعه : تنكسر ضلوعي كلها ولا اكسر لك خاطر مره ثانية ما تعرفين بغلاتك يا ابوي ما تعرفين انك نور راجح وكل دنيته فرقتني عنك الدنيا والناس والعادات ورجعتك لي مشاعر تعالي يبه تعالي اسقيني منك انا عشت حول الثلاثين سنة ضميان تعالي يبه
انتقلت عيون مشاعر وعيون راجح لخطوات نوره المتكسرة والمترددة لين قربت من مشاعر وشافت دموع ابوها ركضت لحضنه مثل الضايع اللي لقى ملجأهما كان لقاء عابر وبس كانت جسدين عاشوا من غير روح وانبثت فيها الروح دفعة وحده كانت دموع الاثنين تسقي الحضن اللي انحكم بالبعد من 32 سنة
اما نجد اللي جات لجدتها وهي تشوفها بحضن هالغريب تملكها الخوف لين رافت عليها مشاعر وهي تشوف نظرتها التايهه
توجهت لها بحنية : نجد وش فيها ؟
نجد اكتفت انها تشير باصبعها للرجال اللي واقف قدامها : مين هذا ؟
مشاعر بابتسامة : هذا بابا راجح جدي
نجد بتفكير مبتسم : مثل بابا صارم جدي ؟
مشاعر ابتسمت بعمق وهي تبوس رأسها : بابا صارم وبابا راجح اخوان انتي جدك صارم وانا جدي راجح وكلهم بنتهم عمتي نوره
نجد تركت مشاعر وهي تتوجه لراجح اللي كان نهاية حضنهم انهيار نوره اللي ما شالتها رجولها وهي تتمسك الأرض ونزل معاها راجح وصلت عندهم وهي تطبطب على كتف راجح بخفيف : بابا راجح
راجح اللي اخذ نفس عميق وهو متأكد انها نجد
مسح دموعه بشماغه وباطن يده ولف عليها بقلبه قبل عينه : هلا بنجد الفهد
أنت تقرأ
أحرار مير قلوبنا مُستحلة / للكاتبة : سَحــاب
Mystery / Thrillerأحرار مير قلوبنا مُستحلة للكاتبة / سَحــاب مكتملة