الجزء الثامن
لا حقيقة تعلو على صوت قلبك...
جسّار بابتسامة : خلاص تم تجهزي وقولي للحارس مشاعر إني بجي أخذك بس مسافة الطريق
هبه بقهر وهي ما سمعت إلا آخر كلامه : مين تكون مشاعر يا جسّار ؟
جسّار ببرود : وانا من متى أبرر لك من أكلم يا هبه؟
هبه ودموعها تحرق عيونها: بتبرر لي لأني زوجتك وتعرف وش معنى الزوجة تقوم قلقانه على زوجها وتسمعه يكلم غيرها تذبح يا جسّار
جسّار اللي يكره يشوف دموع ضعف: امسحي دموعك كنت أكلم شغف هاك الجوال كلميها إذا مو عاجبك
هبه بجرح له مدة بصدرها : مو عاجبني هذا ولا عاجبني البعد اللي بيننا وموع اجبني إنك بدل لا تمسح دموعي تقول لي أمسحيها جسّار لا تصير حجر قاسي خلك الجاسر اللين تراي غصن ما يتحمل القسوة
جسّار اخذها لحضنه وهو يمسح دموعها ورأسه لفوق ماهو لمّها أبد : يا هبه عندي مليون هم وهم لا تزيديني انا ماني حجر بس الزمن قسّاني خايف وخوفي من شيء واحد خوفي إني أظلم واطغى واقسى واكسر على ناس مالهم ذنب مين يدلني للدرب الصحيح يا هبه
هبه اللي كانت تمسح على ذراعه اللي ضامها فيها : يدلك ربك ثم قلبك اسأل نفسك ليه جاك هالتساؤل لأن اللي تسويه غلط يا جسّار أبوك مات وما ورث وراه غير سمعة طيبة يحسدونه الناس عليها لا تنبش يا جسّار تتعب وبعدين لا تحاول تنسيني موضوع مشاعر
جسّار اللي كشر وهو يشوف ساعته تكلم بسرعة وهو يأخذ ثوبه اللي معلق : كنت أكلم شغف لحالهم في البيت جدها بالمستشفى ومعاه سعود وما معهم الا مشاعر بنت سعود وقلت لها تستأذن منها ويلا بسرعة تأخرت عليها
هبه طلعت من غرفة التبديل بدون أي رد وهي تتوجه لغرفة نوره اللي متأكده إنها صاحيه تقوم الليل وتوتر دقت الباب بخفة وبعد مدة قصيرة وصلها صوت نوره
نوره : ادخلي يا هبه
هبه اللي دخلت بهدوء يشبه هدوء نوره الوقت هذا وسكينة المكان : ازعجتك يمه ؟
نوره بابتسامة مريحة وهي تطبق سجادتها : لا يمه حياك علامك جايه بالوقت هذا فيكم شيء
هبه بتردد : يمه عادي لو سألتك عن أهلك صح ما تتضايقين؟
نوره بابتسامة: بتسألين عن شغف يا هبه ؟ شغف بنتي
هبه باستفسار: بس يمه كيف علاقتها بجسّار قريبة على الرغم إنهم ما يشوفون بعض
نوره تأخذها الذكرى قبل 15 سنة وقت جاتها المزن للبيت : يا يمه يا هبه جسّار مهما قسى داخله حنون بس مين اللي يقدر يكسب حنيته أول ما عرف إني حامل ما زعل لأنها بتكون أخته من أمه بس على إنه كان ضد زواجي من عمه لكن صارم كان يبي يضمن إني ما اخرج من البيت عشان جسّار وانا تزوجت عشان جسّار بس كنا انا وجسّار نتخيل بنتي واخته كان جسّار اذا رحنا الحديقة القريبة من البيت عشان أغير جو كان يقول لي اذا جات اختي راح أجيبها هينا تلعب على كيفها وماراح أحرمها من شيء تبيه بكون الأخو
والصديق كنت اسمع كلامه وابتسم واشوف فيه الفهد بعمر المراهقة ولكن قلبه شاب فيه الدهر يا هبة أكثر شيء زعلني لما سقطت فرحته بأخته كيف بكسرها يكفي مات الفهد قبل أعطيه فرحته بشوفة ولده ما ودي أحرم جسّار من فرحته بشوفة أخته كنت بالمستشفى لما دخلت علي أمي وهي الوحيدة اللي كانت واصلتني ورافضة تصرف أبوي جاتني ومعاها مشاعر و بنت باللفة استغربت العادة تجيني مع مشاعر بس وتوقعت البنت الصغيرة بنت سعود بس اللي أعرفه إنه زوجته توفت
قبل 15 سنة
المزن وهي شايلة شغف : الحمدلله على سلامتك يالنور ومعوضة خير يا أمي
نوره والزعل أخذ من قلبها النصيب الأكبر: أنا ماراح أكمل مع عسّاف يا أمي ما ابيه انا تحملت عشان اللي ببطني وجسّار بس خلاص إلى هينا وما اقدر أجبر نفسي عليه
المزن بابتسامة تخفيف وهي تطبطب على كتف نوره وتجرها جزئيًا لحضنها : معليه يمه الله فكك منه والعوض من ربك عساه أزين لك وللجاسر شفته برى بسم الله على قلبه شلون كبر كان ودي كل الود يا نوره أخذه بحضني وأقوله أنا جدتك ليه انتي رافضة يا أمي
نوره برفض تام : لا يمه انا جيت لأبوي بجسّار ورفضه وما ابي أحطك بموقف لو عرف أبوي إنك توصليني حتى مشاعر بسم الله عليها صارت كبيرة وتفهم لو تقطعين زياراتك معها أحسن
المزن بابتسامة : ما عليك مشاعر حافظه كل أسراري مشاعر نسخة مصغرة مني شكل وطبايع
نوره اللي ابتسامة أمها ومشاعر الصغيرة أجبرتها تبتسم بلطافة : إلا صدق يمه مين اللي بحضنك روح أكبر من كذا وزوجة سعود توفت مين تكون
المزن اللي اختفت ابتسامتها وهي تناظر شغف : هذي شغف بنت رعود
نوره اللي انتفضت لطاريه وتجمعت دموعها بعينها : وهو كيفه يمه
المزن اللي ما تقدر تمثل : يمه انتي تدرين رعود اختفى يدور مين تسبب في موت الفهد وزوجته اللي ما تخاف الله تركت هالشقرا ورجعت ديرتها ورعود وصاني أطلب منك إنك ترضعينها وطلب مني انا أربيها تنفذين الطلب يالنور؟
كانت بترفض لولا دخول جسّار الغاضب اللي انصدم من وجود أحد عند أمه صد بسرعة ونطق : العذر والسموحة ما كنت ادري عندك أحد يمه
بادرت المزن بمغامرة منع لرفض نوره : تعال يا جسّار شوف أختك
جسّار اللي ما صدق خبر وهو يطلع دفتر صغير من جيبه وهو يعد النقاط : خلصنا 29 أسبوع باقي 11 أسبوع جات بدري -قرب من شغف بتودد وحرص وهو يشوفها – عادي يمه ؟
نوره والدموع غرقت عيونها والحسرة ملت قلبها : عادي يا يمه بس انتبه
جسّار اللي ما اهتم وهو يأشر على الكرسي: اجلسي فيها يا خاله أبي أشوفها
مشاعر اللي تقدمت بغيرة ووقفت قدام جدتها : روح وراك ما تشوف حريم
جسّار بعصبية طفيفة : بزر انتي ؟ هذي اختي
مشاعر بغضب طفولي : وهذي جدتي وخر وراك
جسّار بقلة صبر: جدتك حسبة جدتي وخري بشوف اختي
مشاعر اللي بعدت وتكتفت : يا ويلك من رعود
تحولت نظرات نوره والمزن لمشاعر وكلمتها العميقة اللي ما حسبت حسابها وسرعان ما حاولت المزن تلطف الجو
مزن المبتسمة جلست على الكرسي وهي تثبت شغف قدامه بحيث إنه يشوفها : وهذي شغف أختك يا جسّار
جسّار باستغراب : عيونها بحر يمه مو قلنا لازم تكون ليل ؟
نوره بتوضيح : يمه جسّار مو كل شيء نقوله يصير انت تدري إنه ربي يخلق الخلق منهم المتشابه ومنهم المختلف ماهو كلنا بنفس الشكل
جسّار بابتسامة يلمس يدها: حتى البحر حلو يمه وهي حلوه الحمدلله على سلامتك بس ليه اسمها شغف
نوره بابتسامة وهي تشوف قربه وفرحته بشغف : اسمها شغف يعني اللهفة والولع مو انت كنت ملهوف تكون عندك اخت جاتك شغف يا جسّار
هبه باستفسار: يعني كذبتوا عليه إنها اخته اللي كانت ببطنك وما علمتوه إنها بنت خاله ؟
نوره بحب : وجسّار مين يقدر يكذب عليه كانت أمي تجيب لي شغف كل يوم جمعة أرضعها لأنها تدري يوم الجمعة الكل يكون في مجلس الصارم وكان جسّار يسألني عنها دايم ليه ما تجي عندنا وأقول له إنها جات بدري عشان كذا لازم نصبر وكان يلح علي لين علمته بالحقيقة وزعل علي يا
هبه لأني كذبت عليه بس تدرين وش كان يسوي كان يوقف الجمعة عند الباب عشان يشوف شغف ويتأخر عن المجلس عشان يشوفها لين هاوشه صارم لأنه صار يتأخر وقال لأمي تجيبها يوم السبت يشوفها وهو راجع من المدرسة وليومك هذا شوفة عينك كل يوم سبت تجي شغف عندي وجسّار اللي يجيبها بدون لا يدري أبوي
هبه باستفسار مغلف بغيرة : انا ادري انه شغف اخته من الرضاعة من لما شفتها نازله من سيارته بس ما كنت اعرف القصة كاملة ولا اعرف مشاعر بنت خاله
نوره بابتسامة : مشاعر وروح بنات خاله سعود بس وش الطاري للاسئلة هذي يا هبه ما قد سألتيني
هبه بابتسامة وهي توقف: جسّار كان يكلم شغف انا ادري إنها اخته من الرضاعة بس لما قال مشاعر ما عرفت مين تكون
نوره بابتسامة تقاطعها : خلاص خلاص يا هبه وصلني جوابك قومي ونامي واستهدي بالله جسّار ما يعرف يخبي شعوره عشان كذا لا تنبشين وراه
هبه بنفس الابتسامة وقفت : تصبحين على خير يمه
نوره بحب: وانتي من أهله يا هبه
أما عند جسّار
اللي نزل بعد ما بدل ملابسه وهو يطلع مفتاح سيارته من جيوبه ما انتبه للصارم اللي كان واقف بنهاية الدرج مستغرب من نزوله بهالشكل
صارم باستفسار حريص: عسى ماشر يبه وين رايح هالحزة
جسّار اللي ما توقع يكون أحد صاحي الوقت هذا : رايح لي مشوار
صارم بشك: واضح المشوار ضروري اللي مطلعك بالشكل هذا
جسّار بوضوح من غير ما يجيب سيرة شغف اللي ما يعرف عنها صارم: راجح طايح بالمستشفى ورايح أشوفه
صارم بخوف حاول يواريه: وشفيه راجح يا جسّار
جسّار وهو عارف خفايا الصارم : ما ادري انا رايح أشوفه
ترك صارم بحيرته وهو طالع تذكر ضوى رفع عينه للنافذة وشاف الانوار مطفيه تطمن وهو يركب سيارته متوجه لبيت راجح اللي أول ما وصله نزل رن الجرس وهو يوقف ويثني رجله على الجدار المتسند عليه وصله صوت مشاعر اللي واضح فيه الخوف
مشاعر بريبة: مين
جسّار باستهزاء: الجني الأزرق
مشاعر اللي عرفت صوته ونطقت بكره عظيم : وش جابك ناوي شيء زيادة بسببك
قاطعها جسّار: نادي لي شغف
مشاعر بقهر: تبطي ما تطلع معك توكل على الله وروح من قدام الباب يابو نجد
جسّار بتفنن وحرق أعصاب: ترى أدري إنكم لحالكم وعندي قدرة إني أخطر سوركم بس لا نفضح بعض عند الجيران وافتحي الباب
مشاعر بقهر: والله لو سويتها يا جسّار ماراح تفضح إلا نفسك ألم عليك أهل الحي كلهم بصرخة وحدة ولا تظن إني عاقلة وما أسويها
جسّار بضحكة رنانة: افا مين قال إنك عاقلة أنا؟ حشى والله ما قلتها لأنه مافي عاقلة توقف رجال بالطريق وهي ما معها إلا سواق لا تضمنيني يا مشاعر أنا ما انضمن ونادي لي شغف لأني بديت أمل خلصيني
مشاعر بقهر: على أساس إنك ما تكلمها نادها بنفسك بس المفتاح معي وماراح تطلع خطوة من البيت عشان كذا لا تكلف على نفسك وامش من هينا
جسّار بنفاذ صبر: خلصيني يا بنت سعود بنروح لجدك المستشفى نادي شغف واتركي عنك قلة العقل
مشاعر اللي انلهف قلبها لذكر جدها: بتأخذها لجدي؟
جسّار بملل: لا بأخذها على الشارع العام تشوفين كم الساعة انتي اكيد بأخذها لجدك
مشاعر اللي قربت للباب: أطلعها لك بس بشرط أنا وروح نجي بعد
جسّار بتلاعب: مانيب محرم لكم لا تسوون لي مشاكل أنا علي من أختي اتصلي على رعود يجي ويأخذكم انتي واختك
مشاعر بتمرد: أخليك تكلم رعود بشرط تأخذني معك لجدي
في مطار الملك خالد الدولي
بعد مرور 6 ساعات و40 دقيقة من رحلة رمّاح
نزل من الطيارة وهي يستنشق هواء الرياض العليل : يا زين حرّك وقيضك يا الرياض جيتك مشتاق لا ترديني خاوي
وقف سيارة تاكسي وهو يركب متوجه لبيت صارم يبي يشوف جسّار قبل أي أحد يبي يفهم كيف اقنع جده وصل عند بيوت آل صارم المتلاصقة يتوسطها بيت صارم بالنص يمينه بيت سيّاف ويساره بيت جسّار وبجنب بيت جسّار بيت عزّام تكى على سيارة عمه سيّاف وهو يدور على سيارة جسّار طلع جواله من جيبه وهو يزفر بقلة حيلة خطه ألماني وماراح يقدر يوصل لجسّار ضرب كبوت السيارة وهو يشيك تنبيهاته لقى تغريدة لروح " ربي ارفع ما أصاب قلبي" انشغل باله وفتح الرسايل الخاصة قاصد يسألها ولكن قاطعه خروج صارم من البيت
صارم بصدود: ولد عسّاف
رمّاح فز بصدمة متغاضي عن الاسم اللي ناداه فيه صارم: عونك يا جدي آمر
صارم بصدود: لا بارك الله بالحاجة يا ولد عسّاف وصلني للمستشفى اللي فيه جسّار
رمّاح بصدمة توجه لجده قاصد يشدّه : مستشفى أي مستشفى يا جدي
صارم اللي صدّ بوجهه عن رمّاح وهو يشد على عصاه : اتصل على جسّار واسأله راجح بأي مستشفى ؟
رمّاح بخوف: راجح جد جسّار شفيه؟
صارم بحدة ضرب بعصاه على الأرض: جسّار ماله جد إلا أنا اتصل عليه أشوف
رمّاح بشرود وتفكير بـ روح: جوالي ما يتصل
قاطعه صارم وهو يمد له جواله ومفتاح سيارة: اتصل عليه
رمّاح اخذ الجوال والمفتاح وهو يشوف صارم يسبقه لوحدة من السيارات الموجودة بالمصف قدامهم فتح السيارة بالمفتاح اللي معه وهو يردد اللهم اجعله خير وهو متأكد إن اللقاء بين صارم وراجح ما راح يكون لقاء والسلامانتهى
يُرجى التصويت للبارت💕
أنت تقرأ
أحرار مير قلوبنا مُستحلة / للكاتبة : سَحــاب
Mystery / Thrillerأحرار مير قلوبنا مُستحلة للكاتبة / سَحــاب مكتملة