الجزء الحادي عشر
نحتاج للحزن ..
كشجرة من الدمع تقف على عتبة الروح
تحرس نوافذَ البيوت من فساد الريح
-في النقطة المركزية للإستخبارات السعودية
عبدالعزيز ورعود اللي توجهت انظارهم لجسّار واحد مباشرة وواحد من خلف الزجاج : بتفجر طيارة يا جسّار
جسّار بصدمة: وش أسوي؟
عبدالعزيز بصرامة: كلامي واضح راح تفجر طيارة
جسّار برفض: أنا شرطي عشان أكون في فريقك هو إنه ما تكون برقبتي أي روح وانت تقول لي افجر طيارة! اعتبر هذا رفض مني والآن بطلب نقلي لقسم ثاني
عبدالعزيز بصرامة : اجلس وافهم يا جسّار
جسّار بعصبية واضحة على تقاسيم وجهه وجبينه اللي أحمر نتيجة الغضب: وش افهم يا حضرة العميد كان شرطي من البداية واضح
عبدالعزيز بحدة: الطيارة فاضية يا جسّار
جسّار باستغراب: فاضية !! شلون
عبدالعزيز اخذ نفس: قلنا لك اجلس وافهم اجلس يا جسّار
جسّار تنهد بتعب وجلس على الكرسي: تفضل حضرة العميد أسمعك
عبدالعزيز طلع الملف اللي كان بالدرج ومدّه لجسّار: الملف هذا فيه تفاصيل المهمة كاملة ماهي صعبة عليك يالجاسر
جسّار اخذ الملف المكتوب عليه بالخط العريض " مهمة سرية للعميد مُهاب" : قبل اقرأ الملف ابي اسمع الموضوع من طرفك حضرة العميد
عبدالعزيز بجدية : المهمة سهلة يا جسّار قدمنا السيرة الذاتية الخاصة فيك كمهندس طيارات للمطار وقبلوك أكيد ودوامك يبتدي بكره لكن دوامك ماراح يكون مهندس وبس أول ما توصل المطار راح تأدي وظيفتك بشكلها الطبيعي وفي ثالث يوم بالضبط يا جسّار راح يتم إعلان تصنيع أول طيارة من النوع
العسكري وراح يتم احتفال بسيط داخل المطار وقتها ابي أسمع بنتيجة مهمتك
جسّار باستفسار: إذا تبيني أكون في وظيفتي بشكل طبيعي كيف راح أسيّر الخطة وليه نفجر الطيارة
عبدالعزيز بجدية: ركز معي يا جسّار أول يوم انت مهندس طبيعي وبتتعرف على كل من في المطار وتوصل لنا تقرير كامل ثاني يوم راح تقابل سامي شريكك بالمهمة خبير قنابل تابع للاستخبارات وراح يعلمك عن خطوات المهمة بالضبط
جسّار بشك : ليه نفجرها يا حضرة العميد
عبدالعزيز : الطيارة يا جسّار مع الأسف تحت يد جماعة سافلة تم تصنيعها على انها تكون طيارة عسكرية لكن داخلها محشي بأنواع المخدرات والممنوعات من الدولة والعرض العسكري اللي راح يكون وقت الحفل شكليات فقط و بعد ما ينتيه العرض ويدخلون منسوبي المطار لداخل المطار، الطيارة ماراح ترجع المدرج راح تكمل طريقها بالممنوعات اللي فيها وعشان كذا راح نزرعها متفجرات والطيارة طبعًا من غير طيّار يعني ماراح يكون برقبتك روح
جسّار بريبة: تمام انا فهمت المطلوب مني بس سامي هذا مين أول مرة اسمع فيه
عبدالعزيز اللي رفع حاجبه : وتعرف انت كل اللي في الاستخبارات يا جسّار ؟
جسّار بعدم اهتمام : لا بس ما سمعت باسمه قبل على العموم انا بأخذ الملف معي اراجعه وان شاء الله خير
عبدالعزيز بحزم: قريته أو ما قريته يا جسّار المهمة هذي يا تسويها يا تسلمني سلاحك وبدلتك وتنسى انك بالسلك العسكري
جسار بصدمة: مهمة للدرجة هذي!!
عبدالعزيز بقهر: أقول لك إن الطيارة كلها ممنوعات وتسألني السؤال هذا
جسّار : وتعرف إني ماراح أرفض أي عمل يخدم وطني لكن طريقة عرضك للمهمة مريب يا حضرة العميد يعني فيه مهندسين داخل الاستخبارات ليه انا وانت عارف حساسيتي من الموضوع هذا
العميد بحدة: ولأني عارف حساسيتك من الموضوع ولأن اخطاءك كثرت نستفيد من مهاراتك قبل تودعنا
جسّار ابتسم: مانيب مودعكم إلا لو صرت مصير أبوي ومت بسبب مهماتكم
العميد بحزم: تفضل يا جسّار تقدر تمشي
ترك جسّار المكتب ومعه الملف وتوجه لمكتبه في الاستخبارات ترك الملف بالدرج وطلع يلحق على صلاة الجمعة
أما بغرفة العميد
رعود بحدة وعصبية بالغة: شلون تسمح له يأخذ الملف معه يا عبدالعزيز
عبدالعزيز براحة: لا تخاف يا حضرة العميد مكتب جسّار مراقب ومحد يتجرأ يقرب منه
رعود بعصبية: حتى لو ليه تغامر يا عبدالعزيز ما كنا مجبورين كان يقدر يقرأ الملف عندك المهمة هذي سرية وانت عارف الموضوع هذا والمهمة جايه باسمي مين سمح لك تعطيه الملف
عبدالعزيز براحة: لا تخاف جسّار بيحافظ على الملف لأنه عرف مدى سرية المهمة
رعود بقهر: ماهو بس سرية المهمة انت سريتي انا لأنك تدري سامي خبير القنابل اللي راح يقابله جسّار هو انا
عبدالعزيز بصدمة: ما كنت ادري اسمك مكتوب في الملف؟
رعود وهو يدور بالمكتب بحيرة: عبدالعزيز تعبت وانا أقول لك الملف لا يطلع كيف تطلعه بالطريقة هذي مانت جاهل انه حتى المهام السرية اذا وصلت لقائد المهمة توصل بكامل الأسامي الملف يرجع فورًا للمكتب وقبل لا يقرأه جسّار تفهمني ولا ما تفهم
عبدالعزيز بطاعة: خلاص تم الملف يرجع والآن ارتاح انت
طلع عبدالعزيز من المكتب وبقى رعود المتورط وجدًا لو قرأ جسّار الملف
-في بيت عزّام
فاتن ونبض
نبض اللي متعودة كل جمعة تجي عند فاتن تتغدا معها عشان ما تجلس لحالها اذا راح عمها عزّام لغداء العايلة
نبض بقهر : وتخيلي انه أبوي وافق لكايد وبيطلب له أجواد
فاتن الهادية الطبع كانت تجمع شعرها وتربطه : طيب وش اللي مضايقك يا نبض أجواد بنت عمنا وتعرفونها واذا كايد يبي يتزوج لا توقفون بوجهه
نبض بقهر: ما فهمتيني يا فاتن كايد لسى ما جهز وضعه حتى بيت ما عنده وانتي تعرفين أجواد كيف متطلبة وما يرضيها أي شيء وبعدين أنا كنت أتمنى أوراد مو أجواد
فاتن بابتسامة: اذا قصدك على طلبات أجواد لا تخافين أكيد بتقدر إن كايد لسى متخرج وطلبها لأنه يحبها وماراح تبالغ كثير
نبض بقهر: يا رب ما توافق اصلًا عمي سيّاف رافض يزوج بناته
فاتن بابتسامتها اللي ما غابت عنها اخذت عصاها البيضاء وهي تقوم من على تسريحتها وتجلس جنب نبض : عمي سيّاف ماراح يزوج أوراد بس أجواد عادي
نبض باستغراب: ليه وش الفرق
فاتن : لأنه أوراد قريبة لعمي سيّاف لدرجة إنه يستكثرها على كل بني آدم أما أجواد بنته ويحبها صحيح بس ولد عمها ماراح يضرها أو يخزيها عرفتي الفرق
نبض بعدم فهم : يعني لو مثلًا قايد خطب أوراد راح يوافق عمي سيّاف لأنه ولد عمها
فاتن بابتسامة : صحيح يعني أوراد نصيبها يا واحد من اخوانك يا رمّاح أو واحد يكون كفو بعين عمي سيّاف ومع كذا خروج أوراد من بيت عمي سيّاف راح يكون صعب عليه لأنه يغليها بالحيل
نبض بابتسامة: طيب وانتي يا فاتنة آل صارم بيرضى عمي عزّام خروجك من بيته
فاتن بابتسامة صافية ولكن اجتاحها كم بسيط من الحسرة : انا ما أفكر بالزواج يا نبض ولا اللي بمثل حالتي يفكرون انا مكتفية بحياتي كذا وعاجبتني
نبض بصدمة: من جدك كل هالجمال وما تفكرين بالزواج مين اللي يفكر أجل
فاتن بحسرة: الجمال مو كل شيء يا نبض مو الكل يشوف الجمال اللي تتكلمين عنه و أقربهم أنا ما عرفت جمالي اللي تتكلمون عنه ولا شفته
نبض اللي التمست نبرة الحسرة بفاتن قربت منها وهي تمسك يد فاتن وتمررها على شعرها : يا فاتن ماهو لزوم تشوفين بس أكيد تحسين بالله عليك ما تحسين بنعومة شعرك وطوله ولا وحده فينا عندها مثل شعرك وطوله وحتى لونه الأسود الغاتم طيب شفتي شعرك الحين حطي يدك على عيونك يا فاتن اللي يشوفك ما يحس بعماك من رموشك اللي مغطيه عيونك ووسعها بسم الله عليك ما شاء الله ما أشوفك الا وتحلوين صدق لك من اسمك نصيب واللي يزيدك فتنة ابتسامتك الحلوة اللي ما تغيب عن وجهك لا تظلمين نفسك يا فاتن
فاتن بابتسامة أوسع: صح كلٍ له من اسمه نصيب حتى انتي نبض فعلًا انا ما شفت جمالك عشان أمدحه مثل ما سويتي بس انا شفت جمال روحك يا نبض جمالك الداخلي والعميق مثل اسمك
سمعوا صوت الكرسي المتحرك الخاص بعزّام وصوت رايد المتكفل دايم يوصله للبيت اذا جسّار ماهو موجود
نبض بحماس: خلك يا فاتن بنزل أسلم على عمي صوت رايد اللي جايبه
فاتن بابتسامة : تمام يا نبض اذا راح أخوك قولي لبسمة تقول لي
نبض بابتسامة: من عيوني
قامت نبض بكل حيويتها وطلعت من غرفة فاتن القريبة من الصالة بحكم إن بيت عزّام دور واحد فقط : هلا بعمي وشيخ آل صارم كلهم
رايد بخبث: وينك يا بتّال تسمع بنتك اللي باعتك
عزّام بحب مختلف لنبض : هلا بزينة البنات يا هلا ومرحبا
نبض اللي باست رأسها وهي تسأل عن حاله: بشرني عنك يا عمي كيفك وكيف صحتك
عزّام: الحمدلله بألف خير ومبروك لكايد وعقبالكم انتي وقايد ورايد
نبض باستفسار خفي: تم كل شيء خلاص؟
عزّام بابتسامة : ايه وافق سيّاف واليوم بالليل عشاء خطوبتهم
نبض بابتسامة مصطنعة: توقعت عمي بيسأل أجواد قبل يوافق
عزّام بعدم رضا: وهذا المفروض بس سيّاف استعجل وماهي عادته
نبض بابتسامة: الله يقدم اللي فيه الخير أقول رايد وصلت عمي خلاص توكل
رايد باستهبال: يرضيك يا عمي تطردني من بيتك وبحضورك
عزّام بمزح: وهي صادقة وصلتني خلاص توكل خلني أجلس مع البنات شبعنا من جلستكم المرّة
رايد بقهر مصطنع: أفا يا عمي حتى انت بعتني وكايد باعني ونبض باعتني مين باقي يبيعني
عزّام بمزح : عزّم مثل ما سوا كايد وبيع قايد قبل يبيعك هو بعد
رايد بنفي شديد اللهجة: لا يا عم ابعد عن الشر وغني له ما عندنا الا هالنبض ومطلعه قرون أروح اجيب الشقا لنفسي واجيب ثانية لا خلني كذا
نبض بغرور: حاصل لك عاد تلاقي وحده مثلي هو زين ان لقينا وحده ترضى فيك بعد
عزّام برفض: لا عاد وشفيه رايد ملح وقبلة وخفيف دم وش تبي بنت الناس زيادة
رايد بحماس : ينصر لي دينك يا عمي يلا انا بمشي واخليك مع البنات توسع صدرك بسواليفهم التافهة
نبض كانت بترد عليه لولا خروجه المستعجل وضحك عزّام عليهم
عزّام بحب: نادي فاتن يا نبض
نبض بابتسامة: تم
-في بقعة ثانية من أرض آل صارم
بيت سيّاف
دخل بيته والابتسامة مرتسمة على وجهه لقى أوراد بوجهه تنتظره بقهوته اللي يشربها من يدها وبس
أوراد بحب: حيّ هالمبسم يبه وجهك مستبشر
سيّاف: أي والله انه مستبشر وين أجواد ؟
أوراد بابتسامة مدت له قهوته: مع أمي يبخرون البيت
سيّاف بابتسامة أوسع : رمّاح رجع
أوراد اللي اختفت ابتسامتها وتوسطت الصدمة وجهها: رجع؟ شلون مو جدي رافض رجعته ؟
سيّاف بابتسامة: ورجع اليوم وجدك راضي
أوراد بتوتر: الحمدلله على سلامته
سيّاف يجس نبضها: وأجواد اختك انخطبت اليوم
أوراد بصدمة: لرمّاح؟
سيّاف بابتسامة: لا لكايد والعشاء اليوم بمناسبة رجوع رمّاح وخطبتها
أوراد بصدمة: كايد يبه ؟ بس
قاطعها سيّاف : نادي أمك وأجواد وتعالوا لي الصالة
مشى تاركها بتفكيرها وراح للصالة اللي كانت تبخرها أجواد
سيّاف بابتسامة: عروستنا هينا
أجواد التفتت على أبوها : عروسة؟
سيّاف اللي اقترب منها وهو يضم رأسها لصدره: كبرت بنتي وصارت عروس
أجواد بخوف وخجل: يبه المدخن لا يطيح
سيّاف بضحكة نادر تنسمع: حطي المدخن على الطاولة وتعالي
أجواد اللي توجهت للطاولة وحطت المدخن عليها ورجعت لأبوها بخجل على دخول أمها وأوراد
سيّاف بابتسامة فرح : دامكم كلكم هينا تجهزوا اليوم لخطبة أجواد وكايد بالليل
أجواد بصدمة: كايد!!! ما أبيه يبه-انتهى
يُرجى التصويت للبارت💕
أنت تقرأ
أحرار مير قلوبنا مُستحلة / للكاتبة : سَحــاب
Mystery / Thrillerأحرار مير قلوبنا مُستحلة للكاتبة / سَحــاب مكتملة