الجزء السابع
غرق بسبب تدفق مشاعره...
سعود باستهزاء : تبي تشوفه ؟ ليه ما شفته بالشغل وانت العميد المسؤول عنه جاي تشوفه في بيتي
رعود بنبرته المتلاعبة : هو يعرف العميد مُهاب ما يعرف العميد رعود يا سعود في الوقت المناسب بكون بوجهه العميد رعود وقت اللي أعرف كيف مات الفهد يا سعود وقت اللي أعرف مين اللي فجر الطيارة راح أكون رعود
سعود بقهر: ليه ما تقول حادث وانتهى ليه تبحثون ورى حادثة موت من 32 سنة وأكثر
رعود بنبرته المعتادة : قبل 32 سنة يا سعود انا كنت ضابط عادي بالقوات المسلحة الحين أنا عميد قتالي في القوات الجوية المسلحة تحت أمري كتيبة وقوات عندي خبرة تخليني أعرف إنه موت الفهد كان بفعل فاعل وبتدبير مخطط خططوا لكل شيء يا سعود حتى لبسوني الجريمة وتبيني أعتبره حدث وانتهى ؟
اختفت نبرة الاستهزاء اللي بصوته بشكل دايم لنبرة حزن مكتظة بالوجع : هالحادث اللي ما يهمك يا سعود غير لي حياتي زوجتي طلبت الخلع ورجعت لديرتها وبنتي اللي ما شبعت منها ولا قدرت اضمها لصدري أو احتفل بتخرجها أو اسألها عن درجاتها حرموني يا سعود حتى أسمع كلمة بابا من بنتي وتبيني أقول عادي وخلونا نكمل حياتنا بسببهم يا سعود أنا ما عاد لي حياة حتى اسمي تغير من رعود لمُهاب عشان أوصل لجسّار عشان أبين له الحقيقة اللي انعمى عنها
سعود بعصبية وقهر: أرجع رعود وفهّم جسّار كل شيء لا تعقدها لا تعقدها يا رعود
رعود اللي رجع للنبرة اللعوب : عشان بنتك روح طلعت شياطينك وانت الراكد وانا يا سعود ما أعدي اللي صار بالساهل برجع رجعة تليق برعود رجعة تخلي شغف تفخر إني أبوها وما تكون
ضحية وبس خذ لي طريق بطلع
سعود اللي ما كان عنده أي رد على سعود طلع من غرفته اللي بجناحه بالدور الثالث من بيت راجح وهو قاصد يتأكد إن الباب اللي ينزل على الشارع مافيه أحد : تعال يا رعود
ما كمل كلمته إلا باب الجناح ينفتح وتدخل منه شغف : بابا سعود تعال روح تبكي ومشاعر معصبة وبابا راجح ماسك رأسه تحت تعال ما أعرف وش أسوي
سعود اللي توتر رعود أكيد سمع كيف عقب سيل المشاعر راح يمنعه يطلع يشوف بنته : خلاص أطلعي انتي وروحي غرفتك انا جاي أشوف
شغف باستغراب وريبة : ماراح تسأل وش صار ؟
سعود بتدارك الموقف وعيونه تنتقل على الغرفة وهو يشوف ظل رعود واضح على الجدار ويرجع يكلم شغف يلهيها : وش صار يا شغف
شغف اللي ما صدقت أحد يسألها: جاء جسّار عندنا وعصب على جدي ونزلت مشاعر تشوف وعصبوا ولحقتهم روح ورجعوا ثنتينهم يبكون جدي ما رضا لي أجلس عشان جسّار
سعود بملل من كلام شغف الكثير وبتوتر من وجود رعود مسك كفها : طيب أنا بجي الحين وأشوف يلا قومي معي
شغف باستغراب رافض : ما سألتني من يكون جسّار تعرفه انت؟
سعود وأعصابه تلفت من إصرار شغف: ايه أعرفه قومي يلا
شغف برفض: لا ما تعرف إنه أخوي ماما نوره رضعتني عشان أصير أخت جسّار بعد ماراحت سهر
سعود وهو عارف إن المسألة هذي راح تتلف أعصاب رعود: سهر أمك وبعدين جسّار شلون يكون أخوك ما يصير
شغف بحماس : الا يصير ماما نوره تزوجت غير أبو جسّار تزوجت أخوه وكانت راح تجيب أخو لجسّار بس انه مات في بطنها ورضعتني انا
سعود باستغراب : نوره تزوجت عقب الفهد ؟
شغف بمحاولة تتذكر اسم زوج عمتها الثاني : ايه تزوجت اخو الفهد بس نسيت وش اسمه
سعود وهو يتذكر رعود المحبوس داخل : يا بنت قومي يلا خلينا نشوفهم وعلميني بالطريق وش اللي صار بالضبط
شغف اللي انتبهت اخيرًا على الظل : بابا فيه أحد شوف الظل
سعود اللي نشف دمه : لا يا بابا مافيه أحد يلا بسرعة نشوف مشاعر وروح وأبوي
شغف اللي اختفى الظل من قدامها شكت : أبي أشوف الغرفة
سعود بعصبية : قلت لك مافيه أحد يا شغف يلا تعالي
سمعوا صوت شيء انكسر داخل الغرفة واللي كانت فازة تعمد رعود يكسرها عشان تجي شغف للغرفة والداعي من هذا كله كان شوقه ولكن عقله العسكري دلّه يفتح النافذة ويتخبى بالممر المؤدي لغرفة التبديل وهو يسمع صوت سعود اللي يمنع شغف من الدخول ولكن عناد شغف وصلها للغرفة واخيرًا روى رعود شوقه شاف بنته اللي ما شافها من كان عمرها سنتين شاف بنته وهي بنت الـ 17 سنة بطولها القصير يناقض شعرها الطويل ولونه الأسود يناقض بشرتها البيضاء واخيرًا عيونها اللي فتحت جروحه أخذت عيون أمها الزرقاء وشعر رعود الأسود اخذت أنف رعود المرفوع وطول أمها هذي شغف اللي أمنها عند المزن قبل يروح هارب بنفسه للموت هذي شغف رعود وجرحه كان يشوفها من داخل الممر خرّ جالس من عظم المشاعر اللي غزته وهو يشوفها تتلفت للغرفة ويلف شعرها معاها وتلحقها نظرات رعود المنهارة وسعود اللي يقنعها إنه مافيه شيء
شغف بريبة : الفازة انكسرت بس مين كسرها
سعود اللي يناظر برعود مستقل نظرات شغف المتنقلة على الغرفة : النافذة مفتوحة يا ابوك أكيد هواء طيح الفازة
شغف بشك للحين : بس الفازة ثقيلة شلون يطيحها الهواء وما يطيح إطار الصورة اللي جنب النافذة
سعود اللي انتبه للإطار : تعرفين مين اللي بالصورة يا شغف؟
شغف باستغراب وتركيز بالصورة : هذا بابا راجح بس هذا مين ؟ انت ؟ بس ما يشبه لك هذا أسمر
سعود اللي ابتسم : هذا الصغير أبوك يا شغف
شغف بتمثيل لعدم الاهتمام : ما عندك صورة مع بابا راجح ؟
سعود بابتسامة : عندي بس اخترت الصورة هذي
شغف واللي اختارها الهروب هالمرة : نروح لجدي؟
سعود بابتسامة اتسعت وهو وصل لغايته اخيرًا : يلا
نزلوا تاركين رعود بانهياراته صوتها عيونها طولها كلها لأمها حتى بياضها ما اخذت منه الا سواد شعره خشمه ويمكن فطنته راجع لك يا شغف راجع لك قام على طوله وهو ناوي يطلع من البيت من النافذة اللي فتحها ولكن صوت الصراخ ردّه للبيت وش صاير طلع من الدور الثالث بحذر قاصد محد يشوفه شاف مشاعر وروح يسبقونه لتحت انتظرهم ينزلون وقبل لا ينزل عرف من سمع صوت مشاعر وهي تقول "جدي "
خفق قلبه وغزا الخوف صدره أبوه وش فيه وبداخله يتوعد بكل شخص حرّمه يكون قريب من عايلته وخلاه يبعد هالقد لدرجة اللي يعرف إنه أبوه تعبان بس ما يعرف وش فيه ولا في طريقة توصله له صابه العجز والقهر والخوف والضعف كره نفسه وظروفه وكل شيء منعه ووصله للحالة هذي كان يراقبهم من فوق وهو يشوف مشاعر تتصل على الإسعاف وشغف تبكي بحضن روح وسعود حاضن أبوه وهو وينه من اللوحة هذي ولا شيء ولكن مو رعود اللي يبقى واقف رجع للغرفة وهو يكلم الوحدات : آلو العميد مُهاب معك بطلبك خدمة شخصية احتاج سيارة إسعاف ضروري مع مسعفين على الموقع اللي برسلك إياه حالًا
سكر جواله وهو يرسل الموقع وينزل من النافذة بمهارة عالية وهو يغطي وجهه بالكاب اللي كان لابسه وراح لأول الشارع ينتظر سيارة الأسعاف
اللي ما مرت خمس دقايق إلا بوصولها ركب مع المسعفين وهو مازال محتفظ بالكاب على وجهه وتوجهوا لبيت راجح اللي أول ما وصلوه طلع سعود وهو حامل راجح بيدينه وحطه على النقالة وركب مع المسعفين وهو يوصي مشاعر على البنات ومشاعر توصيه يكلمها ويطمنها جلس على الكرسي بسيارة الإسعاف وصدمه صوت رعود
رعود بهدوء : وش فيه يا سعود ؟
سعود بصدمة : انت كيف جيت ؟
رعود اللي اخذ نفس : جاوبني يا سعود
سعود بقلة حيلة : ما ادري بنتك تقول روح قالت له كلام ثقيل بحقه
رعود وهو يتذكر شغف اللي شافها : دام شغف اللي علمتك مشاعر بتعلمني
طلع جواله وهو قاصد رقم مشاعر اللي كانت على أعصابها تنتظر اتصال سعود ولكن اللي وصلها اتصال رعود بعدت عن البنات وهي ترد عليه : رعود لازم اسكر منتظره اتصال من ابوي
رعود بتمثيل لنبرته المعتادة : صاير شيء يا مشاعر اتصلتي على جوالي كثير
مشاعر بسرد وهي تحاول تتمسك وهي تشوف انهيار روح اللي حملت نفسها ذنب طيحة راجح : كنت بقول لك إن جسّار جانا البيت وتكلم مع جدي وجاب طاري روح ورمّاح وجدي شك ولكن روح ردة فعلها كانت قوية صدمتني يا رعود وهي تواجه حسيت إنها فعلًا مستمدة قوتها من رمّاح وجدي الظاهر ما تحمل وارتفع ضغطه وتو طلع أبوي مع الإسعاف رايحين المستشفى وانا جلست مع روح وشغف
رعود بمحاولة لتهدية أعصابها وعينه على راجح : بيقوم منها يا مشاعر راجح قوي ما تطيحه كلمة
مشاعر بتأكيد : بإذن الله يقوم منها سالم
رعود : انتبهي على نفسك وعلى البنات وطمنيني وش يصير
مشاعر بابتسامة : ابشر
رعود بابتسامة : تبشرين بالجنة ونعيمها يا عمي
سكر من مشاعر وهو يلف على سعود : لو انجازك الوحيد في حياتك إنك جبت مشاعر للدنيا كفاك
سعود بابتسامة : أنا أشهد لا حسستني ولا حسست أختها بفقدان أمها طبايع المزن كلها انرسمت بمشاعر
رعود بابتسامة : الله يرحمهم
عند رمّاح
اخذ شنطته على كتفه والشنطة الثانية بيده وهو يمر على أبوه
رمّاح : يبه توصي شيء انا راجع السعودية وتركت لك مفاتيح البيت والسيارة وكل شيء بمكانه
عسّاف بقهر : بدري تقول لي كان ما قلت ورجعت ما عندك أبو هينا اصلًا
رمّاح بهدوء : ما شفتك بالبيت عشان أقول لك بعدين تو جسّار ارسل لي رسالة بالتذكرة وان جدي وافق على رجعتي
عسّاف بعصبية : طس باللي ما يحفظك
رمّاح بسخرية : استودعناك الله
طلع من عند أبوه وابتسامة مريحة ترتسم على وجهه خلص من هم أبوه ومن جلسته بالمكان هذا بيرجع لبيته وأهله والأهم لروحه اخذ نفس عميق لآخر مرة يدخل صدره هواء ألمانيا مشى للمطار اللي قريب من بيته بمسافة متوسطة بما انه ترك السيارة لأبوه وصل للمطار وهو يفكر بردة فعل أمه يتصل عليها ويقول لها إنه راجع ولا يفاجئها وآخر قرار توصل له يفاجئها ركب الطيارة وهو يفتح تويتر الخاص فيه ويدخل على حساب روح الشخصي في تويتر وهو يشوف تغريداتها اللي كلها كانت مختصة بالقانون ولكن التعريف الشخصي اللي كانت حاطته كفيل يوضح له إنها ما نسته كانت كاتبه "روحًا تزداد بهاءً ورفعة كاد النجم ان يقول لروح انزلوا بي " اتسعت ابتسامته وهو يتخيل كيف بيكون اللقاء بعد وعد جسّار إنه بيقنع جده يخطبها له ترك كل شيء وهو يسلم أجفانه للنوم
بيت بتّال
أنت تقرأ
أحرار مير قلوبنا مُستحلة / للكاتبة : سَحــاب
Mystery / Thrillerأحرار مير قلوبنا مُستحلة للكاتبة / سَحــاب مكتملة