الفصل التاسع: مًحًآوٌلَةّ

84 8 0
                                    

•رواية: المنظمة301
•بقلم: نوال نعيم
قراءة ممتعة

==================================================


ابتسم بمكر فقد كان موقنا انه لن يوافق، يبدوا كأنه شيطان وسط الظلام ... تلك الضحكه لا تنبأ على خير 
هذا خبر سار بالنسبة له لطالما كان يبغضه و يحقد عليه لكن أعطاه فرصة لكي يوافق فرفضها..
اخذ هاتفه و ظل يعبث بالارقام قليلا 
_هل انت مستعد؟؟
_نعم سيد جاك . متى تريد رأسه 
_جاك: الليلة . .
============================================================
الليلة، ليلة باردة ، ككل ليالي ديسمبر  الساحرة. . تجاوزت الساعة الواحده ليلا
راكان خرج في سهرة ولم يعد ،و  فهد لم يرحمه النوم ظل يقطع الغرفة ذهبا وإيابا من وضعه المخزي .. ضاق صدره فجأة فشعر برغبة باستنشاق الهواء كان في اتجاهه نحو الحديقة عندما سمع صوتا غريبا بالحديقه وخيالا. . ظن انه احد الحرس فتقدم نحوها فتح الباب و ما ان تقدم خطوتين . . حتى شعرها باصطدام شيء الصلب برأسه اوقعه ارضا وانزف رأسه بشدة فقد توازنه على إثرها...

كاد يفقد وعيه، لكنه لازال يحتفظ بشيء منه...
لا زلت الصورة غير واضحة تماما أمامه ولم يعلم من اين ابتلي في هذه الليلة .. لم تسعفه قدماه وعقله كان يميل لفقدان الوعي ، ودوار عنيف يشتته...  حاول الوقوف لكن سرعان ما يتهاوى..
وقف الرجل أمامه بابتسامة عريضة، و كأنه يتلذذ بمنظر فهد،  و ببرود قاتل قال:
 _ المنظمة تبلغك سلامها... وخاصة جاك . .
ثم اخذ مسدسه وصوبه نحو قلب فهد مباشرة،و بدون تردد . .
فهد الذي شعر بأنها نهايته ... شريط حياته بأكمله أمامه...كيف سيقتل بهذه الطريقة...؟ من سيحمي عائلته...؟ كيف سينتقم منهم...؟ اسألة تواثبة عليه.. ابتسم بمرارة وهو يتذكر نور اغمض عينيه في استسلام ،
لتطلق الرصاصة فيخترق صوتها سكون الليل..
======================================================

  في غرفة أريناس شعرت  بالعطش نظرات لحالها كانت ترتدي لباس النوم بنطلون مريح مع قميص نصف كم باللون الوردي و تملؤها زهور حمراء، وشعرها ينسدل على أكتافها بسخاء . . اخذت الغطاء ودارت به جسدها لأن اللباس كان ضيقا نوعا ما، ثم تسللت نحو المطبخ وملأت الكوب وشربته دفعة واحدة . .
فجأة شعرت  باصطدام و اصوات غريبة في الحديقة توقفت عن الشرب وبلعت ريقها في خوف حركت رأسها يمينا وشمالا واخذت المقلاة بيدها كإحتياط، كانت تتحرك خائفة و على استعداد للضرب   ، بخطوات مرتجفة متوترة اخذتها قدماها لمصدر الصوت،  ليذهلها مظهره و هو ملقى على الأرض، قشعريرة و برودة سرت في جسمها،
وضعت يدها على فمها في دهشة ، حتى كادت المقلاة تسقط من يدها لولا تشبثها بها في آخر لحظة...
كانت خائفه .... عقلها سينفجر و قد انهالت عليها تلك الذكريات الأليمة.... تسللت اناملها وسط  خصلاتها البنية في تفكير... حتى سقط الغطاء لم تأبه له
فهناك على بعد سنتمرات قليلة شخص معرض للموت المحقق ، لينطلق صوة بداخلها يحثها
اريناس افعليها من اجل نور هيا ربما لم تستطيعي  انقذي فهد هيا يا اريناس افعليها...
 كانت تشجع نفسها أغمضت عينيها و أخذت نفسا عميقا قبل ان تقدم على فعلتها... شددت قبضتها على المقلاة وتحركت بخطوات حذرة حتى لم يتبقى سوى خطوة في حين كان القاتل على مقروبة من ضغط الزناد... زادت من قوة الشد على المقلاة رفعتها للسماء لتهوي على رأس الرجل بأقصى قوتها حتى انقسمت يد المقلاة في يدها... لتطلق الرصاصة في الهواء...
سقط الرجل وقد غاب عن الوعي فالضربة كانت قوية . .
لتبقى هي في مواجهة فهد... سقطت يد المقلاة  من يدها لتهوي بجسدها قبالته، كانت ترتجف و الدموع شلال يفيض من عينيها...  هي دقائق بل ثواني لكن ما عانته كان اكثر من تحملها...
 سمعته يقول بالم
_ لم يمت لا تخافي...  أبعدي المسدس..
تنهدت في ارتياح واخذت تساعد فهد الذي اوشك على فقدان الوعي لتهتف بخوف:
_ لا تمت ارجوك انا هنا افتح عينيك لا تغلقها ؟ ؟
_فهد:انا بخير.. ليس لدرجة الموت....
كان ينظر لها كما لم ينظر من قبل لأول مرة يراها بهذا القرب، لأول مرة يرى انسدال خصلات شعرها الطويلة دائما ما تخنقها ولا تفرده ابدا... لا تعلم كم تعذبه بتلك الملابس . .
ساقاها كانتا ملتصقتين بذاك البنطلون الضيق، لم يكن بتلك الحالة السيئة لكنه مستمتع بوجودها وقربها ساعدها لتوصله لأقرب كرسي... اغلقت الباب لتجد الغطاء على الارض اخذته وغطت نفسها ، ارتجفت وهي  على رأسه تتمتم:
_ يا رب ماذا سافعل ؟
سمعت كلمات متقطعة منه:
_ اولا . . اتصلي بالحرس . . اخبريهم
احضرت الهاتف في المطبخ اتصلت بالحراس واخبرتهم ليأخذوا الرجل المقلى بالحديقة

_ احضري علبة الدواء . . انها بالخزانه التي بجانب المدخل قرب المطبخ...
اخذت تنظف له الجرح وهو لا يزال متأملا لتلك الحورية قربها يهلكه و هي  لا زالت مركزة على عملها لفت راسه بضماض وقالت:
_ سأوقض الخالة زهره..
امسكها من يدها:
_لا...  هل جننتي ستقلق غدا سأكلم الطبيب اتركيها تنام..
جلست على الكنبة المقابلة له وظلت تشتت نظرها هنا وهناك حتى نامت اما هو علم ان هذه اللحظة لن تكرر، رؤيتها متوترة خائفة عيونها تتغير من بحر هادئ الى هائج متمرد لكن الالم والاجهاد منعاه من اكمال نظراته، لم يشعر بشيء حتى وجد نفسه مغطى بالغطاء الذي كانت هي تغطي به نفسها ..
تأوه بألم و دوار شديد يصيب رأسه..
سمع زقزقة العصافير في الصباح الباكر ليتفقد مكانها لكنه لم يجدها ...
استيقظت فجرا عندما القت عليه نظرة  لتجده غارقا في سباته، ابتسمت لان ملامحه كانت تبدوا هادئة وبريئة للغاية، لكن سرعان ما لامت نفسها فهذه تعتبر خيانة لضياء..
شعرت بشيء يتحرك على باب غرفتها غطت فهد وهرعت نحو غرفتها لتتذكر  القطة واحضرت لها الاكل ثم ذهب تتفقد نور التي غرقت في النوم ويبدوا انها لم تستيقظ، لم تستطيع النوم ففضلت ان تبقى مستيقظة استحمت و غيرت ملابسها، ثم ذهبت لتحضير القهوة
  شردت لاحداث الليلة الماضية ، ماذا لو لم تأتي كان سيكون في عداد الموتى.... لما خافت عليه لا، لا يجب ان تخاف عليه او على غيره هذه خيانه لحبيبها...
تذكرت لباسها اللعين الذي كاد يسقط فهد مقتولا. . . فارت القهوه وان دفعت بقوة حتى امتدت يد واغلقت الغاز فهد الذي كان يراقبها لمدة وهو مستند على الباب ملامحها تتغير في كل مرة لكنها تبدوا شاردة . .
انتبه للقهوة واسرع نحوها قائلا:
_يبدوا ان عقل الانسة المربية لا زال معلقا بالاحداث امس
انتفضت من مكانها لما هو مصر على اقتحام خلوتها 
_اريناس: لا انا.... القهوة....
 فهد قطعها :
_تدينين لي بشكر.
 اربكها بشكره لها نظرت له بدهشة هل هذا الثور المتعجرف يعتذر؟ . .! 
_... العفو هذا واجب سيدي..
لتردف: هل انت بخير... كيف الجرح برأسك؟
_انا بخير...
صمت قليلا:
_ما اسمك؟
فاجأها كعادته بسؤاله، نظرت له كالغبية.
_ نعم ؟!!!
ابتسم فهد:
_ لا أظن اني أسأل سؤالا صعبا
_ اريناس : اريناس...
_ فهد: لابد ان من سماك بهذا الاسم يحب الامازيغ 
ابتسمت تلقائيا:
_ نعم انه ابي
كانت تهرب بعيونها بعيدا عن فهد، فهذه أول مرة تحادثه خارج اطار العمل ،
سمعت نور تبكي وكأنها سبيلها للنجاة من الحديث او من الموقف كله
_  نور تبكي...
_فهد: والقهوه 
_اشربها....
ثم اسرعت نحوها و هو ظل  يراقبها حتى اختفى طيفها أمامه ليردد بهمس:
_أريناس.....
==========================================================

استيقظ الكل و خرجوا للافطار كالعاده . . فزعت زهره لرؤية فهد، اما راكان فاصطنع انه غير مبالي و قد رآه أمس  عندما كان نائما بالصالون مع تلك المربية لكن لازال الفضول ينهشه بالداخل، يدعي انه لا يهتم لأخيه لكنه يهتم لأمره رغما عن انفه...

=======================================================
_في غرفة اريناس_
  غيرت  لنور كالعادة والان هي تطعمها ، اهتز هاتفها باصرار للمرة الثانية لم تجب لانها تخاف ان يراها فهد فيطردها . .
اخذت الهاتف وضعته على اذانها بينما تطعم نور
_نعم امي .. هل تريدن ان اطرد....
لتبتر كلماتها و هي تسمع لوالدتها بالهاتف،  ارتعد قلبها خوفا،  و اتسعت زرقاوتيها في خوف، ليسقط الهاتف من يدها و  خرجت من الغرفة تركض كالمجنونة ..
=======================================================
ألفتي نظر قلبي لكي، و فتنته...  و ها انا أسقط في مصيدة حبك رويدا رويدا....  اهربي من جحيمي حتى لا تحترقي بنيران حياتي المظلمة...
========
نهاية الفصل

•روٌآيَةّ آلَمًنِظُمًةّ 301

رواية المنظمة 301 (بالفصحى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن