الفصل الثالث عشر: مجزرة💔

67 8 0
                                    

   🦋 آلَلَهّمً صّلَِّ عٌلَﮯ نِبًيَنِآ مًحًمًدٍ وٌعٌلَﮯ آلَهّ آلَطِيَبًيَنِ آلَطِآهّريَنِ آجّمًعٌيَنِ 🦋
________________________________
•رواية: المنظمة 301
•بقلم: نوال نعيم
قراءة ممتعة


هدوء غريب... صمت مطبق.. ضوء مزعج يخترق عيناه . . تململ في مكانه ورأسه كأنه جبل ثقيل امسكه بكلتا يديه بألم ...

ثم اتسعت عيناه حين تذكر ليلة امس . . تلك الفتاه . . وجد ورقه بجانبه مكتوبه فيها:
"اسفه . . كان علي فعل ذلك . . لقد اخذت بعض المال من محفظتك مضطرة"
انكمشت الورقة . . بين يديه ورماها بغضب :
_هل هذه عاهرة أم ماذا ؟ . .
لم يعد يفهم شيء . . لم يعد يفهم سوى انه سيجدها رغم أنفها . . .

===============================================

رجعت نعمة للملهى لتبيت الليل هناك بعض ان اخذت بعض المال من حقيبة راكان ، اخذت قسطا من الراحة حتى تشرق الشمس نامت بعمق فالليلة ايضا استطاعت ان تفلت ككل ليلة ، استيقظت على صوت منبه الهاتف . .. ثم تسللت مباشرة وخرجت من الحانة في اتجاه منزلها . . .
دخلت بكل نشاط وهي في غاية السعادة فقد احضرت لوالدها اليوم مبلغا مهما سيجعله ينسى امرها لايام . . . احيانا تشك انه والدها . . فكيف لأب ان يبيع جسد ابنته مقابل المال . . لو يعلم احد انها تعطي المنوم لقطع رأسها، ابتسمت بفرحة لكنها لم تكتمل . . ابتسامة لم تتسع كثيرا . . سعادتها أضحت حزنا في ثواني معدوده .. تلونت وجنتها لاصفر باهت وشفتاها شاحبتين فأصبحت كالميتة . . . . لا تصدق عيناها . . . صدمت صدمة ألجمت لسانها
=========================================
 مثل الفراشة كانت تنتقل من مكان لآخر ، تخطو خطوات  متذبذبة تارة، وتارة اخرى تسقط بجسمها الصغير لتستقبلها الحشائش الخضراء . . وبالقرب منها تجلس صاحبة الخصلات البندقية، و ذات الشعاع البرتقالي، يضحكن ويتحدثن وعيونهن على نور . . لاحظت اريناس بعض الاحمرار حول عيون نور لكنها ظنتها شيئا عادي . .
_هل احببت يوما ؟
فاجأتها ريهام بسؤالها . نظرت أريناس في الفراغ وحركت رأسها بالايجاب، ابتسمت ريهام:
_ واين هو الان؟ وكيف عرفته و. .. ؟
قاطعتها أريناس لكي لا تظغط على الجرح أكثر و لتقطع سيل الأسئلة:
_لقد مات...
صمتت ريهام قليلا:
_ آسفة انا...
_لا داعي للتأسف..
_عذرا لكن كيف مات . .
امتلأت عيون اريناس بالدموع
_ قصة طويلة يا ريهام 
_اذا لم يكن لديك مشكلة فإني اريد سماعها . .
_لا...  أريد ي ريهام أن أتخطى... حسنا ولكن لا اظن النهايه ستعجبك
_اريناس  النهايه لم تعجبني من الاول . . هيا

____ فلاش باك _____

والد اريناس كان من اهم رجال الاعمال في المدينة وضياء كان من معارفه، لا تعلم كيف او متى  اخترق حياتها دون اذن . .
ابدا اعجابه الكثير باريناس التي كانت وقتها فتاه مدللة تهتم فقط لشكلها وجامعتها وخروجاتها  مع اصدقائها..
مات والدها بعد فترة كانت صعبة و ثقيلة عليها، لكنها لا تنكر انه مع مرور الوقت اوقعها في مصيدة حبه . . احبته  لا بل عشقته فهو اول حب لها . . . لم تحب قبله احد..

في يوم زفافها كانت تتجهز كأي عروس .. خبيرات التجميل تتفنن في تبرجها وإبراز ملامحها الملائكية وفستان زفاف ابيض رقيق وناعم بتفاصيل ونقوش دقيقه ، مع بعض البريق المريح وقد صففت خصلاتها البندقية بطريقة مذهلة يتوسط رأسها تاج فضي لامع،
كلها على بعضها مزيج بين الانوثة والجمال والاناقة . . تأخر ضياء ليلتها كانت تتصل به مكالمة فيديو لكي تطمئن عليه ولكي يرى كم انها جميلة، في الاخير تظل أنثى والأنثى تحب الدلال والمغازلة . . امتلأت الشاشه بصورته امامها وهو يركب سيارته ابتسم لها بحب فهي تبدو كملكة بفستانها الابيض ، وضع مفاتحه لتتحرك السيارة وهو يحادثها ويتغزل بها . .

وهي تحمر خجلا من كلامه المعسول . . فجأة اتسعت عيناها على اخرها وثلاشت البسمة المرتسمة على وجهها ،
رأت ظلا أسود يتحرك خلف ضياء لم يظهر منه شيئا، كانت تظن أنها تتوهم، أما ضياء فقد كان مركزا على الطريق و هو يثرثر..
قبل ان تتحدث ، تجمدت أطرافها رأت يد ذلك الظل مزينا بوشم غريب في الوقت الذي كانت تمر السيارة بضوء الشارع  . .
وثواني قليلة بدأ كابوسها الأسود اقترب ليمتد لرقبة ضياء رفعها بخفة ثم سحب سكينه من الطرف الايمن للرقبة الى الطرف الايسر ذبحه كأنه أضحية العيد،كل هذا مر بسرعة لم تستوعبها و لم يلحظها ضياء..

 انفجر عنق ضياء بالدماء وامتلأ كل شيء بدمائه كان ذلك سريعا وبشعا ، مؤلما ومخيفا . . لم يكن لضياء وقت ليدافع عن نفسه او يسحب مسدسه فقد قطع عنقه قبل ان يتصرف . .
الدماء تنسكب من عنقه كالنافورة وصوة مخيف يخرج منه،لأنه يلفظ انفاسه الاخيرة وما هي الا ثواني حتى اصطدمت السيارة بأحد أعمدة الضوء . .

وهي على حالها فقط تنظر للشاشة التي اصبحت سوداء . . جمدت نظرها بالهاتف .. دقات القلب ارتفعت . . تنفست وتنفست بصوت مسموع ، امتدت يد امها على كتفها ففزعت وصرخت كانت امها اعادتها للواقع . . فقط تصرخ .. هذا كل ما تفعله . . ثم ركضت بجنون نحو الخارج ركبت سيارتها وكل من في بيتها تبعها فقد كانت في حالة صدمة و واضح ان هناك شيء خطير .. بحثت على الطرقات . . لتجد السيارة مهشمة مع العمود الذي اصبح بدوره منحنيا على السيارة،و الدماء تقطر من الباب الأمامي، للحظة لم تصدق ذلك الشريط . . اللعنه كأنه فيلم رعب مخيف . . لكنه حقيقه . . ارتجفت، صرخت ، تحدثت ، ضحكت،  خائفة من فتح ذلك الباب الملعون، تخشى الحقيقة او تخشى تصديقها..
وفي الاخير وجدت نفسها تفتح السيارة، ليقع ضياء أمامها بدمائه، اي شجاعة هذه التي اخذتها هناك؟ 
قطع ذلك وصول بعض السيارات التي لحقتها الكل كان مصدوما بل مذهولا ، جثت بجانبه وهي تحركه بجنون:
_ ضياء هيا... انظر انا جاهزة... اليوم زفافنا . . ضياء هيا .. 
لا مجيب فقط صوت الهمسات وانفاسها العالية ادخلته لصدرها ، وصرخت والدموع تتسابق على خدها ذلك الثوب الأبيض اصبح ملوثا بدماء عريسها المغدور ، تلك هي العروسة صاحبة الرداء الاحمر . .

____نهايه الفلاش باك ______
كانت تشهق وتبكي مع كل كلمة تقولها ، وكل ذكرى اليمة تذكرها . . وريهام مصدومه و الدموع على خدها لكنها، تخفف عنها لا تصدق ان هذه الفتاة البريئة الهادئة تحمل في قلبها كل هذا .. لقد كان كل ذلك قويا وعنيفا بالنسبة لفتاه مثلها ، حتى طريقة موته مخيفة ولا يستطيع احد تحملها...
________________________________
أحببتك حبا نقيا،  دافئا...  لما تصر الحياة على صفع كل حب طاهر؟
=============
نهاية الفصل

                      آلَمًنِظُمًةّ 301

رواية المنظمة 301 (بالفصحى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن