42

3.1K 88 2
                                    


الفصل الثاني و الاربعين :
بعد فترة طويلة من خروج حاتم .. ذاك اليوم ... كان التوتر يخنق كرمة و هي تتنقل من غرفتها الى غرفة الجلوس و منها لغرفتها ... مجددا .... تتسائل عما سينتهي به تفكيره !!
زفرت كرمة بقوة و هي تمسك بهاتفها تنظر اليه بين الحين و الآخر ....
مرة تنوى الاتصال بالرقم الغريب .. تريد فقط من انه كان محمد بالفعل ...
و مرة تنوى الاتصال بحاتم تسأله لماذا تأخر .... و تترجاه ان يعود سريعا ....
لكن في الحالتين كانت اصابعها تتخاذل كل مرة ......
لذا حين يأست من تبديد قلقها .. اتجهت الى الغرفة الأقرب الى قلبها ....
طرقت كرمة باب الغرفة بهدوء و هي تنادي برقة ....
( هل استيقظت يا محمد ؟!!.........)
فاجابها بعفوية
( ادخلي يا كمرة ..... انا احضر حقيبتي )
شعرت كرمة بغصة شوق و هي تتأكد من أنه بالفعل ذاهب لأمه .... ففتحت الباب ببطىء و عيناها تلتقطان الحقيبة الرياضية المفتوحة على السرير ... و رأت الأغراض الشخصية تتطاير لتحط بها و كأنها سلة للكرة الطائرة ...
دخلت كرمة الغرفة و هي تنظر اليه مبتسمة بحزن ... تراه يعبث في دولابه بحثا عن ملابسه , فقالت بخفوت
( هل تحتاج الى مساعدة ؟؟ .......)
رد عليها ببساطة دون ان ينظر اليها
( يمكنك طي الملابس التي اقذفها في الحقيبة ..... )
ابتسمت كرمة و دخلت لتطوي كل قطعة على حدة .... و قلبها يشعر بالإفتقاد له قبل حتى أن يغادر ....
التفتت قليلا اليه ... تشعر ان وجود محمد بالنسبة لها كان اكبر اهمية من مجرد كونه صبي محبوب و يشعرها بالصداقة احيانا و بالأمومة العزيزة احيانا اخرى
محمد هو حجر التوازن لها في حياتها الجديدة هنا في هذا البيت ....
هل يعقل أن تشعر بالقلق من ذهابه الى أمه و تركها هنا وحيدة !! ..... مع والده المفترس عاطفيا ....
هزت رأسها قليلا مبتسمة ... بينما عادت الى طي قطع الملابس و هي تنظر الى كلا منها بتقييم ... ثم تنظر الى محمد و هي تقول باهتمام عابسة قليلا
( هل انت متأكد من أنك تريد هذا القميص يا محمد ؟؟!! ............من اختاره لك من الأساس ؟!! ... )
استدار محمد ينظر الى القميص في يدها فقال مكشرا
( أي قميص يثير بداخلك الشعور بالحيرة تفكير من اختاره لحظة اختياره ..... فاعلمي أنه من اختيار حاتم )
نقلت كرمة عينيها من محمد الى القميص المخطط بالازرق و الابيض ... و هي مجعدة انفها ...
ثم قالت بصدق
( والله معك كل الحق يا محمد ..... اي قميصٍ هذا ؟!! .... لا ينقصك و أنت ترتديه سوى الجريدة تحت ذراع و البطيخة تحت الذراع الآخر ..... ماذا يظنك والدك ؟!! .... كاتب في الأرشيف ؟!! ..... )
نظر محمد الى القميص في يدها و هو يحمل عدة من القمصان القطنية الرياضية بين يديه ....
و قال بغيظ ...
( منذ أن انفصل عن أمي وهو يصر على معاملتي و كأنني أصغر سنا مما كنته و هما متزوجان ...... )
أخفضت كرمة القميص و هي تنظر الى محمد متأملة طويلا ... ثم جلست على حافة السرير و هي تسأله بهدوء خافت
( هل يزعجك كثيرا موضوع طلاقهما ؟!! ......... )
لم يرد محمد لفترة .... ثم لم يلبث ان هز كتفه وهو يقول بلا مبالاة
( اعتقد أن هذا أفضل كما قال حاتم لي تمهيدا للموضوع ....... )

بعينك وعد. 🌺 بقلم تميمة نبيل 🌺حيث تعيش القصص. اكتشف الآن