الحكاية الواحدة وعشرون_ليس مكانها!

256 34 23
                                    

وضعت الرداء الأبيض الخاص بالأطباء أو ما يُسمى بـ "البالطو" على علَّاقة ملابس متواجدة في غرفة الطبيبات ومن ثم ارتدت سترة ثقيلة ومنتفخة قليلًا لتتناسب مع الأجواء الأوروبية الباردة

خرجت من المشفى بخطوات سريعة تبحث عن مطعم حلال تتناول به إفطارها وعندما وجدت أقرب مطعم يبيع طعام حلال وجدت معه صف طويل من الناس وأغلبهم صائمين مثلها

وقفت أمامهم في حيرة هل تذهب لمطعم أخر لكنه بعيد قليلًا أو تقف في الصف وأيضًا يضيع عليها فطورها ليس معاها حتى القليل من الماء!!!

قررت الذهاب لمطعم أخر وفي طريقها إليه صدح هاتفها بِأذآن المغرب وقفت بجانب الطريق تبحث عن بقالة لتبتاع الماء على الأقل، هي تائهة _حرفيًا_ هاجرت لأوروبا من أشهر قليلة ولا تعرف الكثير عنها!!

لفتت إنتباه الواقف بالقرب منها يردد دعاء الإفطار فأقترب منها ومد يده بثلاث تمرات وإبتسامة تزيّن مُحياه

رفعت بُنيتاها ليُلفت إنتباهها الكُحل العربيّ الذي يحاوط سوداويه!

أخذت تمرة وهتفت بِإمتنان بالعربية:
_شكرًا يا كابتن.

ردد بحبور_العفو يا.....

صمت قاصدًا لتقول إسمها لكنها خيبت امالهِ مع سيرها بعيدًا عنه مع ترديدها
_أنا من سوهاج يا أخ.

قالتها قاصدة معرفته مكان مولدها ليلتزم حدوده ومع ذلك ذهب خلفها مُسرعًا في خطاه وقولهِ بصوتٍ عالي نسبيًا

_أنا أصولي من المنيا، قريبيين يعني.

وقفت والتفتت إليه قائلة بحدة:
_اهلًا وسهلًا يا كابتن، مُمكن تسيبني امشي من غير ما تيجي ورايا؟

رفع منكبيه ببراءة يهتف بهدوءٍ
_كنت ناوي أساعدك تلاقي مطعم حلال وقريب وأكله حلو، بس براحتك.

أسرعت في سيرها وبعد دقائق لاحظت سيره بالقريب منها

التفتت مرة أخرى وعَلا صوتها بحدة
_أنا مش قولت متمشيش ورايا؟؟؟

_ياست دا طريقي أنا أمشي وراكِ إيه بس؟

تلون وجهها بحمرة الإحراج لذلك سارت في طريقها دون رد حتى وصلت لمطعمٍ حلال تأكل به إفطارها

جلس هو الاخر بالقرب منها وتناول إفطاره مثلها وبعدما انهى طعامه خرج من المطعم وذهب لمنزله

هي أيضًا انهت إفطارها وخرجت تسير في الشوراع الأوروبية الهادئة في مثل هذه الأجواء الشتوية

وصلها إتصال مرئي من شقيقتها، فتحت المكالمة وابتسمت بإصطناع هاتفة:
_إزيك يا سماسيمو وحشتيني.

حَكاويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن