اقتباس

118 22 0
                                    

_لينا، عايز سنون بتوعي خلصوا.

منهمكة في طبخ شيء لا يستطع تخمنيه لشدة غرابة شكله أخذت لحظات تتذكر أين وضعته حتى قالت

_هتلاقيها في أول درج في المكتب.

قال بفضول _إنتِ بتعملي إيه؟

_شوفت وصفة حلويات على النت قولت أجربها بس شكلها كدا بتودع.

ضحك بخفة واسترضاها قائلا:
_شكلها حلو أهو، أي حاجة من إيدك جميلة تسلم إيدك.

دلف لغرفة المكتبة الخاصة بها هي صممت على عمل مكتبة بسيطة تجمع بها ثروتها من السنوات الماضية وتضع بها كُتبها وكذلك زوداها بمكتب ومقعد مريح له لتكتب براحة أكبر ويكمل تيم دراسته ما بعد الجامعة

_هي قالت الدرج اللي فوق مقالتش شمال ولا يمين!

فتح الجاورو الأيمن ليجد بعض الأشياء العبثية!! أقل ما يقال عنها عبثية!

أوراق مالية قديمة وأخرى من غير بلدهم، وردة مصنوعة من الورق اللامع ومكسورة الساق، تذكرة معرض من عشرات حضرتهم لكن هذه لها معزة خاصة... مرسال قديم وشرائط حمراء لتغليف الهدايا.. كل شيء لا يليق ببعض ولا يجتمعوا الا بكونهم ذكريات خاصة بها

عبث بها قليلًا ولمح علبة سنون القلم أخذها لكنه تفاجئ بشكلها القديم والتالف قليلًا بإضافة لعدم وجود غطائها وحوافها!!

دلفت للمكتب لتلاحظ عبثه لأول مرة بجارورها الخاص.. جارور الذكريات كما تُسميه به كل شيء قديم عزيز عليها لدرجة تواجد ورقة تابعة لتغليف حلوى أخذتها يوما من معلم في الصف الأول الثانوي!!

اقتربت قليلًا وفضوله يزداد… شعر بخطواتها ليلتفت لها بوجه متسأل مع قوله:
_إيه العبث دا؟ إيه كل الحاجات اللي مش مفهومة دي؟

جلست على المقعد وضحكت بخفة مع قولها:
_بالعكس دا كلهم مفهومين وليهم ذكريات معايا.

رفع العلبة المكسورة وقال بسخرية:
_يعني العلبة اللي طالع عينها دي إيه ذكراها مثلا؟

توقع رد ممازح لكنها فاجئته بتنهيدة حنونة مع قولها بحنين أشد:
_دي أول حاجة أشتريها من المكتبة كانت أول مرة افتكرك وافتكر ملامحك وفضلت رفيقة مشواري لوقت طويل مش عايزة تخلص لحد ما كنت في امتحان والعلبة وقعت ووقع منها أخر اتنين فاضلين فيها.

تسائل بجدية أكبر:
_طب إيه اللي كسر الحواف بتاعتها كدا؟

_المراقبة ساعتها شدت مني الورقة غصب فاتعصبت وقعدت أكسر فيها من غيظي.

_وهانت عليكِ؟

_بعد ما كنت عايزة أكسرها كلها افتكرت يوم ما اشترتها وقد ايه هي عزيزة عليا.

أحمرت بشرته البيضاء بخجل محبب لها لكنه ناغشها بقوله:
_واللي بعهالك يومها وقع في حبك…

ابتسمت بخجل وصمتت ليعبث هو مرة أخرى ورفع قنينتين من البلاستيك يوجد بهم القليل من المسحوق الملون البراق مع قوله:
_دي بتاعة الجليتر؟

_آه بس بتوع أول مرة خالص لما كنت في أولى ثانوي.....

#مـريـم_قـنـديـل
#إقتباس
________________

نزلتلهم اقتباس فيس بوك فقولت أنزله هنا كمان

حَكاويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن