الحكاية السادسة وعشرون

230 24 27
                                    

اسكريبت

خرجت من غرفتها المشتركة مع أختيها وهي تفرك أجفانها بكسل وتوجهت للمرحاض وخرجت بعد عشرين دقيقة مرتدية بنطالها من قماش الچينز قديم تخصصه للعمل وتعلوه سترة قديمة ايضا وحجاب يخفي نصف خصلاتها ويكشف النصف الأخر

جلست على الأرض أمام طاولة مستديرة أرضية تسمى "طبلية" لا تهتم بعدم وجود أشقائها وشرعت في الأكل بشراهة، وضعت والدتها الأطباق المتبقية من الطعام البسيط الخاص بالفطور وجلست بجانبها يلفحهم الصمت حتى قطعه صياح رجولي خشن

_محدش صحاني ليه؟ وانتِ يابت خفي شوية خلصتي البيض كله.

ابتلعت ما بفمها ثم وضعت به لقمة كبيرة أخرى وهي تقول بصعوبها بسبب فمها الممتلئ:
_بقولك إيه أنا بتعب وبفضل طول النهار اتنطط من عربية للتانية وأنا شايلة حاجات قد كدا لأزم أكل لقمة تنسدني.

نظر لها أخوها بضيق وأكمل تناول الطعام اما عنها وضعت أخر لقمة بفمها ثم تمتمت بالحمد وذهبت لغسل يدها ولملمت البضاعة لتستعد للنزول

بالفعل خرجت من منزلها بحقيبة صغيرة تضع بها هاتفها النقال ومالها وحقيبة ظهر كبيرة وحقيبتنا كبيرتان تمسكهم بيدها تسير بتوازن كما اعتادت… وقفت بجانب الطريق وعبثت به قليلا ثم وضعت سماعة سلكية واكملت سيرها تنتظر الرد من الجانب الأخر

                     ******************

تضع أطباق الطعام على المائدة وتنادي على فتاتيها بصوت عالي:
_يا ليلى يا لُبنى أصحوا يلا الفول هيبرد….

قطع وصلة صراخها رنين هاتفها النقال بأسم صديقتها المقربة لترد بمرح قائلة:
_صباح الفل يا صايعة.

_صباح الخير يا شملولة، أنا عديت على الكوافير لقيته مقفول.

_الساعة عشرة يا چنى هفتحه دلوقتي ليه يعني مين هيجي الصبح كدا؟

_ما أنا كنت عايزة أشوفك يا سلمى.
بتذمر هتفت وهي تستقل العربة بحقائبها الكثيرة

_طب ما تخلصي بدري وتعدي عليا نتغدى سوا.

إقتراح صديقتها نال إعجابها لتقول:
_خلاص اتفقنا كدا كدا إحنا في أخر الشهر والناس مأشفرة محدش بيشتري اليومين دول.

_ماشي، هعملك رقاق ياستي ابسطي.

_هقول لأمي ويا رب متقوليش الموشح بتاع كل مرة.

بان الحزن على وجه "سلمى" مع قولها الهادئ:
_ماهي عندها حق برضه أنا أكبر منك بعشر سنين صحوبيتنا دي غريبة.

_بس عسل.
بمشاكسة قالتها "چنى" لترتسم البسمة على وجه الأخرى وهي تقول:

_خلاص هستناكي على الغدا ان شاءلله، هروح اصحي البنات عشان عندهم دروس.

حَكاويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن