ارتدت علا ثيابًا مهندمة، ونزلت من بيتها وهي تشعر بالتوتر يتزايد تدريجياً في قلبها مع كل خطوة تقتربها من نقطة اللقاء المرتقبة مع حبيبها. وهي تسيطر على أعصابها في الشارع المزدحم، تترقب حولها بحذر شديد، تبحث عن أي دلالة تكشف وجود أحد من أفراد عائلتها. وفي لحظة من الهدوء، تصيبها صدمة صوته المرتفع الذي طالما أزعجها يناديها قائلاً:"آنسة علا"
التفتت اليه وهي وجهها عابس من رؤيته ولكن جذب انتباهها قدمه المكسورة فاندهشت قائلة بقلق
"هي اتكسرت!"
ضحك ساخرا وقال: "امال كنت فاكرة اي لما تنزلي بطفاية حريق على رجلي هتفضل سليمة؟"
ردت بصخب وهي محاولة تبرأة نفسها"لا بس انا نزلتها براحة على فكرة "
ضحك وهو ينظر اليها ظاهرا بعينيه اعجابه بها فتحدثت علا بغضب "ثواني بس.. هو حضرتك بتراقبني؟؟"
واجهته موجة كبيرة من التوتر والقلق بسبب سؤالها، فهل سيجيب بصدق؟ هل سيعترف بأنه يراقبها منذ لحظة رؤيته لها أول مرة؟
رد محاولاً الهروبمن سؤالها وقال:
"انا عاوزك تديني فرصة بس و...."قاطعته بقولها بصوت عالٍ: "مفيش فرص.. قولت لحضرتك لا... مش هرتبط بحد انا وقسمًا بالله يا ادم لو قربت مني تاني لاقول لاخواتي يشوفوا صرفة معاك... ولو لمحتك تاني في شارعنا هتزعل على نفسك"
ضحك قائلاً بمرح: " هزعل اي اكتر من كدا على نفسي؟ عربيتي واتكسرت ورجلي اتكسرت و... قلبي هو كمان... ناقصلك اي تاني يا علا "
"طب عن اذنك.."
تركته وذهبت من امامه ولكن لاحقها ببطء بسبب قدميه وظل ينادي عليها بدون ملل فزفرت بضيق وتوقفت والتفت اليه وهي واضعة يدها على خصرها قائلة بتزمر "ايوة"
"طب قوليلي على سبب رفضك ليا؟... انا مستعد بكرة اجي اتقدملك بس خايف ترفضيني وتطلعي اهلي شكلهم وحش... اديني سبب عشان ابطل الاحقك وانا اوعدك مش هاجي جمبك لو اديتيني سبب مقنع"
تنهدت بقولها "بحب شخص تاني ومرتبطة بيه وهو بيظبط اموره وهيجي يتقدملي لما ظروفه تسمح.. اي اسئلة تانية؟"
تكررت هذه الاجابة في عقله مرارًا وتكرارًا، ولكن كان يختار بشكل متعمد أن يقنع نفسه بأنها مجرد خيالات ليس لها أساس من الواقع وان لابد من وجود حقيقة اخرى تمنعها من التعرف عليه. الآن، وسط حالة من الارتباك والحيرة، يجد نفسه في مواجهة الواقع، لا يعرف كيف يُعبر أو يتعامل مع تلك الاجابة وظل صامتًا.
حتى تركته ورحلت من امامه تزفر بضيق وهو مازال واقفًا في مكانه لا يتحرك يتابع خطواتها ببطء وعيناه تحرقه ولكن ليس بكثرة حرق قلبه.
_______________________________
أنت تقرأ
لا تخافي عزيزتي(مكتملة)
Romanceخُلق الحب بينهم، رغم إختلاف الطرفين... فهي لا تتكلم وفاقدة للنطق منذ زمن وهو رجل ثرثار لا يخاف من شيء ومقبل على الحياة بصدر رحب هل سيكون سعيدا بأن يحب فتاة تتمنى الموت كل يوم، وتخشى العيش مع البشر سيخلق الحب بينهم دون حديث يبوح منها لَهُ كيف؟ مَن س...