البارت السابع والعشرون

2.3K 93 27
                                    

بعد مرور يومين، استنفرت الشرطة جهودها للبحث عن يارا، فيما كان عمر يرافقهم بقلق متزايد لا يبارحه لحظة واحدة. كان هاتفها ما يزال مغلقًا، مما عمّق في نفسه إحساسًا مؤلماً بالفقدان، وكأن جزءًا من وجوده قد انتُزع منه.

علا، في محاولات بائسة لتهدئة روعه، وجدت نفسها عاجزة أمام إصراره العنيف على البحث. بالكاد كان يبيت في المنزل لساعات قليلة قبل أن يخرج مجددًا، مدفوعًا بأمل متعثر في العثور عليها. تراجعت محاولات علا للتحدث معه أمام صموده الصارم؛ فقد كان يتجنب أي حوار، متحصنًا في معاناته.

كان قلق علا يتفاقم، وهي تدرك أن احتفاظها بالحقيقة قد يؤدي إلى ما هو أسوأ. وفي تلك اللحظات المشحونة، أضحت الحقيقة ثقيلة على صدرها؛ شعرت بأنها إذا لم تبوح لعمر بما تعرفه، فإن الأمور ستزداد تعقيدًا.

تنامى في نفسها قرار حاسم: إذا لم تستطع التحدث مع عمر، فعليها مواجهة أخيها الأخر. عزمت على مطالبته بأن يعترف بمسؤوليته حيال يارا، أو أن يتزوجها.
_____________________________

عادت الدراسة، وكان مصطفى يذهب إلى جامعته بينما عقله مشغول بأخته يارا. بعد انتهاء محاضراته، كان ينضم إلى عمر للبحث عنها. الجميع كان يشعر بالقلق، خاصة رحاب، التي كانت تبكي كل ليلة على فقدان ابنتها.

في لحظات بكائها، كانت رحاب تسترجع أخطاءها الماضية: "أعيد التفكير في كل شيء الآن، أشعر أنني أدفع ثمن أخطائي القديمة. لو تعود يارا، لن أقسو عليها مرة أخرى. لن أدعها تبكي مجددًا. سأبذل كل جهدي لجعلها سعيدة، سأهتم بسعادتها فقط. عودي، يا حلوتي، وسأواجه من أساء إليك. عودي، يا يارا."

كانت رغبة رحاب في عودة ابنتها قوية، وكانت مستعدة لفعل أي شيء لإصلاح ما فات وضمان سعادتها.

_____________________________

كان شريف لا يبدي أي اهتمام بالوضع، روتينه اليومي لم يتغير: يذهب إلى عمله، ثم يعود لينام، متجاهلًا قلق الآخرين. كان يجد في دموع رحاب مصدر إزعاج، وعندما تبكي بجواره، كان يرد ببرود: "اخرجي وابكي في مكان آخر، أحتاج للنوم."

في تلك اللحظات، كانت رحاب تندب حظها، تشعر بالمرارة بسبب اختيارها لهذا الرجل(آسفة).... اقصد لهذا الذكر اخجل من انتسابه لبقية الرجال.

تتساءل في صمت عن سبب ارتباطها به، وهي مغمورة بخيبة أمل كبيرة.

وكانت تعيش في ندم مستمر، متحسرة على حياتها معه، وهي ترى في تصرفاته انعكاسًا لقسوة الأيام وخيبة الأمل في الشريك الذي خذلها في أصعب الأوقات.

____________________

بعد أن استقصى يزن حول الدواء الذي أعطته له هدير، اكتشف أنه غير مرخص ولا يُباع في الأسواق. أدرك أن هذا الدواء الضار لا يمكن الحصول عليه من مصادر مشروعة، مما أثار في نفسه تساؤلات ملحة: "من أين تحصل عليه رحاب؟ وكيف أمكنها التسبب في صمت حبيبتي لعشر سنوات بسبب تلك الحبة؟"

لا تخافي عزيزتي(مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن