نظر عمر بقلق شديد إلى يارا وهي تجلس على حافة السطح، وقد بدا عليها علامات الحزن والتردد. صرخ بها بصوت مليء بالقلق: "يارا، ايه اللي مقعدك هنا؟"
ابتسمت يارا بحزن، ولكن لم تستطع إخفاء ملامح الألم التي تعتريها، ثم عاودت النظر إلى الأسفل بلا كلام، ونهضت ببطء، ووقفت على قدميها محاولة للحفاظ على توازنها.
صرخ عمر بلهفة: "حاسبي، انزلي يا يارا، هتقعي."
ردت يارا بتفاؤل مرهف: "متخافش... مش هموت نفسي، يعني اكون خاسرة دنيا وآخرة؟ لا، خلينا نطلع منها كسبانين بحاجة."
نزلت يارا إلى الأرض، ثم توجهت نحو عمر ووقفت أمامه، وسألته بصوت متألم: "جيت ليه؟"
رد عمر بحنان: "عشان قلقت عليكِ، قافلة موبايلك ليه ومش بتردي عليا... يارا، هو أنا عملت حاجة غلط، انت باعدة نفسك عني ليه؟"
أخذت يارا نفسًا عميقًا، محاولة لتهدئة أعصابها المتوترة، ثم قالت بصوت هادئ ومؤثر: "الحمل بس تاعبني يا عمر... ها عايز اي؟."
قاطعها عمر بقلق: "عايزك."
لكن يارا تابعت بحزن: "بس انت بتكدب... زي ما عرفت تقولهم انك هتتجوزني عشان بتحبني، هو دا نفس اللي قولته ليا عشان اكمل معاك وتسترني، زي ما امي بتقول."
رد عمر بغضب متحكم: "انا مش بكدب يا يارا... انا عاوز أبقى جمبك وأساعدك و..."
اندفعت يارا نحوه بغضب، وهي تضربه بصدره بقهر، وتبوح بكلمات مؤلمة: "يا سيدي، انا مش عايزاك تساعدني... انا مش عايزة شفقة، انا مش عايزة حد يساعدني فيكم... مكتفية بربنا خلاص... امشي بقا... ابعد والله يا عمر، مبقيت قادرة أتحمل والحمل لوحده تاعبني، فارجوك ابعد... انا بقالي اسبوع قاعدة هنا لوحدي وكنت مرتاحة، فانا هعيش لوحدي انا وابني ومش محتاجة حد يساعدني شفقة."
أجاب عمر برفض: "لا، انا مش بشفق عليكِ... انا بحبك... مش بساعدك عشان شفقة بساعدك عشان تهميني.. مفيش علاقة بين بنت وولد وبتتسمى صداقة لا، احنا كنا بنضحك على بعض...وبنحب بعض لكن محدش فينا قال للتاني او الشجاعة اتمالكته انه يعترف بكده.. انا بحبك فعلاً ومش هسيبك يعني مش هسيبك وهتجوزك."
ردت يارا بحزم: "وانا قولت لا... مش هتجوز حد انا... انا اكتفيت بذاتي وابني."
أقترب عمر ببطء من يارا، تلك الشخصية التي اصبحت محور حياته، وهو يحمل في قلبه عاصفة من المشاعر المتضاربة.
أنفاسه لامت خدَّاها جعلتها تشعر بالتوتر من اقترابه ليهمس لها بكلماته يائسة:
، "يعني أنتِ مش بتحبيني؟"
أنت تقرأ
لا تخافي عزيزتي(مكتملة)
Romanceخُلق الحب بينهم، رغم إختلاف الطرفين... فهي لا تتكلم وفاقدة للنطق منذ زمن وهو رجل ثرثار لا يخاف من شيء ومقبل على الحياة بصدر رحب هل سيكون سعيدا بأن يحب فتاة تتمنى الموت كل يوم، وتخشى العيش مع البشر سيخلق الحب بينهم دون حديث يبوح منها لَهُ كيف؟ مَن س...