عاد إلى غرفته متعبًا، وبمجرد دخوله، قام بتبديل ملابسه سريعًا واستلقى على فراشه. شعر براحة غامرة وهو يفتح هاتفه ليطمئن على رسائله. وجد رسالة من يارا، فطمأنها بأنه عاد إلى المنزل بخير. ثم لاحظ رسالة من علا كانت عبارة عن مقطع صوتي، لم يكن على علم بما يحتويه، لكنه قرر فتحه والاستماع إليه.
فجأة، سمع طرقات على باب غرفته. نهض بتثاقل من فراشه ليفتح الباب، ووجد علا واقفة هناك. فور أن فتح الباب، اندفعت إليه وعانقته بشدة، فبادلها العناق وهو يمرر يده على خصلاتها برفق، محاولًا تهدئتها:
- "مالك يا علا؟ من امبارح وانتِ مش على طبيعتك، في حاجة حصلت؟"
ابتعدت عنه قليلًا، بلعت ريقها بشحوب وقالت بصوت مهزوز: "انت صحيح خطوبتك من يارا بكرة؟"
ابتسم عمر بفرحة عارمة، تراجع خطوات إلى الخلف وجلس على فراشه وهو في قمة سعادته، ثم تحدث بفرحة مبهجة: "أيوة... أخيرًا يا علا، أخيرًا."
- "بتحبها؟"
- "بعشقها."
تجمعت الدموع في عينيها، غير مصدقة أن أخيها سيواجه كل هذا وحده. الفتاة التي يحبها، إنها حامل بطفل أخيه!
استلقى على السرير وفتح ذراعيه بسعادة ومبتسمًا: "يارا مش مجرد صاحبتي يا علا... يارا طلعت حاجة كبيرة أوي، أنا مش واخد بالي منها."
نهض بسرعة ليعتدل في جلسته وقال: "تخيلي، مكنتش واخد بالي إنها جميلة كده غير لما حبيتها... أو يمكن لما نظرتي ليها اتغيرت لنظرة حب. كل حاجة فيها حلوة... حاسس إني مراهق وأنا بتكلم كده."
تقدمت نحوه وجلست بجانبه، تحاول أن تبتسم بصعوبة: "كان باين عليك من الأول، بس انت كنت معاند."
- "كنت غبي... إزاي ضيعت السنين دي كلها."
- "بس مش حاسس إنك اتسرعت؟"
- "بالعكس، أنا اتأخرت أوي. بحاول أسرع بالخطوبة والجواز عشان نبقى سوا بأسرع وقت... بصي، نقيتلي البدلة النهاردة، بكرة هستلمها. وكمان انتِ وماما عاوزين لكم سواريه. انزلي معايا بكرة عشان تجيبي دريس ليكِ ولماما عشان الخطوبة."
- "معنديش حاجة بكرة... أوكي هاجي معاك."
سمعا الاثنان طرق والدتهم على باب الغرفة المفتوحة وهي تقول بضجر: "علي لسه مروحش يا عمر، شوفه فين. علا حبيبتي، تعالي معايا بنحضر العشاء لخالتك قمر."
سألتها علا بفضول: "مين طنط اللي جات معاكِ؟"
أجابها عمر: "دي يا ستي صاحبة ماما الروح بالروح. متفتكريهاش انتِ، بس أنا فاكرها. اختفت سنين ودلوقتي ظهرت، معرفش كانت فين كل دا، بس ماما تعرف."
نظر الاثنان إلى والدتهم بتساؤل، فتحدثت دعاء بارتباك وهي تتوجه إلى المطبخ: "مش وقته الكلام دلوقتي. عاوزين نتعشى عشان بكرة ورانا هم ما يتلم. لسه هنعزم العيلة وأبوك جاي بكرة."
أنت تقرأ
لا تخافي عزيزتي(مكتملة)
Romanceخُلق الحب بينهم، رغم إختلاف الطرفين... فهي لا تتكلم وفاقدة للنطق منذ زمن وهو رجل ثرثار لا يخاف من شيء ومقبل على الحياة بصدر رحب هل سيكون سعيدا بأن يحب فتاة تتمنى الموت كل يوم، وتخشى العيش مع البشر سيخلق الحب بينهم دون حديث يبوح منها لَهُ كيف؟ مَن س...