طرقت بشدة على باب المرحاض، صائحةً باسم مصطفى ليفتح الباب، لكنه استمر في تحطيم كل شيء حوله، وسط صرخاته العاتية،بيأس قائلاً:"اخرج من حياتي بقا... انت السبب في هلاكي... مش عاوز حد... امشي يا هدير... امشيي"
في الوقت نفسه، أمسك مصطفى بزجاجة صغيرة، مستعدًا لقطع شرايينه والانتحار!، ولكن سمع صراخ هدير الموجوع قائلة
"مصطفى افتكر ربنا... انت يَئِست من رحمته!"، .
أردف مصطفى بعدم إيمان وسيطر شيطان نفسه عليه قائلاً "ربنا مش رحيم بيا"
حاولت هدير تهدئته واسترجاعه للوثوق بربه وبرحمته"ازاي تقول كده، هو بس بيختبرك... ان الله اذا احب عبدًا ابتلاه يا مصطفى وانت ان شاء الله هتتعالج وتبقى كويس..."، .
قاطعها مصطفى بحزن وألم: "تعبت يا هدير... تعبت من الدنيا والناس وتعبت من عقلي... وهو... هو كمان تاعبني... انا معدتش بني ادم طبيعي يا هدير" .
سمعت هدير تكسيرًا جديدًا، فبكت بحزن وهي تقلق عليه من ايذاء نفسه، وحاولت بكل ما أوتيت من قوة إقناعه بالتفاهم قائلة،
"اطلع يا مصطفى طيب ونتفاهم... صدقني كل حاجة هتبقى كويسة بس خلي ايمانك كبير وصبرك اكبر ربنا هيجازيك حق صبرك وهتشوف.. اخرج بس عشان خاطري اخرج برا ومتعملش في نفسك حاجة".
نظر مصطفى نحو الباب وهو يُقرب الزجاجة من يده اكثر ويصرخ بوجع يحتال قلبه، "مفيش طريقة تانية غير دي... خلاص معدتش قادر اكمل في حياتي"، كان مستسلمًا لنفسه الأمارة بالسوء!
صرخت هدير بقلق أكبر، وادركت أنها تحتاج الي التحدث بسرعة لانقاذه: "لا فيه... فيه.... انا محتاجاك يا مصطفى!"،
قال بقهر وهو دموعه تتدفق بشكل هائل"مفيش حد محتاجني... أمي نفسها مش محتاجاني! "
"أنا.. أنااا محتاجاك... أنا عايزاك متموتش نفسك"
قالتها مسرعة، وكأنها تعلم بأن مصطفى يقترب من الانتحار.
ظل مصطفى صامتًا، فارتعبت هدير أكثر وقلقت على حياته، فقالت بصوت مرتجف تلقي بكلمتها التي خبئتها دائمًا بقلبها ولم تكن قادرة على البوح بها ولكنه الوقت المناسب ليعلم مشاعرها تجاهه،
أنت تقرأ
لا تخافي عزيزتي(مكتملة)
Romanceخُلق الحب بينهم، رغم إختلاف الطرفين... فهي لا تتكلم وفاقدة للنطق منذ زمن وهو رجل ثرثار لا يخاف من شيء ومقبل على الحياة بصدر رحب هل سيكون سعيدا بأن يحب فتاة تتمنى الموت كل يوم، وتخشى العيش مع البشر سيخلق الحب بينهم دون حديث يبوح منها لَهُ كيف؟ مَن س...