البارت التاسع

2.9K 131 9
                                    

كان يزن يشعر بأن عيناها ستغرقه بيوم اسقط نظره الي شفتيها ولم ينتبه بتاتاً لما يقول عقله استسلم لمشاعره ولكيانه الذي سلب عن ارادته ولا يقدر على ايقاف نفسه اخذ يقترب الي شفتيها بمهل فأتسعت عينا اسيل من كثرة قربه ودفعته عنها بذراعيها بقوة فوقعت السترة التي فوقعهما و نظر لها يزن بدهشه لا يصدق ما كان سيفعله وتفاجأ بها تصفعه بقوة وخلعت سماعة رأسها ثم هبطت من السيارة تركض مسرعة بخوف وهي تشهق من كثرة البكاء ثم وقفت فجأة ونظرت حولها اذا بها تبللت تماما من المطر وسمعت صوت الرعد مرة ثانية جلست على الارض واضعة يداها على اذنيها وتصرخ بوجع.

كان يزن واضعًا يده مكان صفعتها على خدّه هل كان يحتاج لتلك الصفعة ليفيق حقا! هل هو بفتًى مراهق ليضعف هكذا؟ ولكن جميع السبل ساعدته لفعل تلك الخطيئة صوت المطر ولحن الهواء كاد ان يشعل نيران قلبه بالاقتراب اكثر خاصتا بعد ان وضع السترة واقترب منها وانفاسها الدافئة لامست خداه هو انسان ولديه نفس امارة بالسوء ولكنه كان ضعيفا ولو لم تمنعه هي كان سيفعل شيء يندم عليه طوال عمره.

لاحظها بأخر الطريق جالسه على الارض تضم ركبتيها على صدرها وواضعة يداها على اذنيها.... انها تمطر وبالتأكيد هي خائفة... لقد فعلت كل هذا لكي لا ترى المطر او تسمعه ولكني بالنهاية تصرفت بحماقة .
هبط من سيارته مسرعاً الي حقيبة السيارة واخذ مظلة معه وركض نحوها بلهفه وهو يهتف بإسمها
كانت جالسه وتجهش بالبكاء وتشعر بألم بجسدها وكأن هذه القطرات كأنها جمرات تحرق جسدها.
ثم شعرت بعدم نزول قطرات مياه المطر على جسدها فظنت ان المطر قد توقف ولكنها حين فتحت عينيها وجدته امامها واضع المظلة فوقها بعدت يداها عن اذنيها قليلا ولكنها وضعتهم مرة آخرى بسرعة حين سمعت صوت المطر
تحدث معها بحزن ينتابه/

اسيل.... انا اسف..... بجد انا اسف عارف اني غلطان وحقك.... بس ممكن اروحك البيت عشان المطر وانت بتخافي.... صدقيني ما هقرب منك..... اوعدك خليني ارجعك البيت عشان اكون متطمن عليكي

وقفت ونظرت اليه بغضبٍ واخذت تضربه بقوة على صدره بيديها وبداخلها كلام كثير لا تقدر على البوح به.. وهو صامدًا مكانه لا يهتز يتحمل ضرباتها القوية يمكن هذا قد يخفف ما بداخلها ولو بالقليل.

سمعت صوت الرعد فارتجفت كل اعضاء جسدها بهلع وارتمت بصدره تحاوط ذراعيها حول ظهره ممسكة به بقوة وهي خائفة وكأنه اصبح آمانها الوحيد التي تلجأ اليه.
ضمها بشوق وهو يأخذ انفاسه بعنف شديد ويربت على رأسها بحنو /

اهدي يا حبيبتي متخافيش انا معاكِ

ماذا قلت؟
حبيبتي!
افعل ما شئت يا يزن لا شيء اسوأ مما كنت ستفعله مسبقاً.

لم تسمع شيئا من المطر فحين تشعر بالسكينة والدفء لا تعمل حواسك بشكل جيد.
وبعد مده طويلة نوعًا ما توقف المطر وانزل يزن مظلته وهي مازالت تعانقه فكر بأنها سوف تبتعد حين تسمع توقف صوت المطر ولكن الظاهر انها لا تسمع الأن.
ظل واقفًا لم يمل فهو ينتظرها حتى تبتعد هي ولا يريد قلق سكينتها الداخلية.. وحقا قلبه يشعر بانغمار مشاعره الآن لم تعد مشاعره مختلطة مثل قبل.... هو الأن يراها قد ترتبت!

لا تخافي عزيزتي(مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن