البارت الواحد والثلاثون(قبل الأخير)

2.7K 125 39
                                    

"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير." هتف بها الشيخ، ومن بعد كلماته الأخيرة، ملأت الأجواء الزغاريد، وانطلقت الأفراح في كل القلوب الحاضرة. كانت ليلة لا تنسى ليزن وأسيل، كانت ترقبها حلمًا بعيدًا لكنه تحقق فجأة. تأمل يزن في أسيل من بعيد، مستكثرًا على نفسه تلك الجوهرة، لا يصدق أن الحلم أصبح واقعًا، وأنها باتت شريكة حياته إلى الأبد. لا يريد منها شيئًا سوى وجودها بجانبه، يكفيه أن يرى عينيها كل يوم.

بينما كان يزن يغرق في تأملاته، اقترب منه مازن وهمس بابتسامة متقدة: "يابختك والعة معاك. البنت اللي بتحبها اتجوزتها بسهولة وملهاش أخ رزل يتحكم فيك وامها حتة سكرة وبتحبك...لكن انا فضلت تلت سنين خايف اقولك اني بس بحبها لحسن اموت فيها وفعلا روحت علمستشفى يوميها...حظوظ بقا ."

ولكن فجأة، قطع تلك اللحظة إنذار شديد، يهز جدران المستشفى ويعلن عن وجود حريق. تجمدت نظرات يزن على مازن، وصرخ بذهول: "هي فعلًا ولعت... يا خي منك لله."

اندفع الجميع بخطى مضطربة نحو الخارج، تتسارع نبضات قلوبهم مع أصوات الصافرات. بعد دقائق طويلة مليئة بالقلق، تمكنوا من السيطرة على الحريق وإخماده. عادوا إلى غرفهم بقلوب ملأها الامتنان، شاكرين الله أن الحريق لم يؤذِ أحدًا. وقبل أن يدخل مازن الغرفة، صاح يزن، موجهًا كلامه نحو زينة: "خدي الواد دا وامشوا من هنا..."

ضحك مازن، ونظر لأسيل قائلًا: "على فكرة... أنا عندي أمل إنك تحسني أسلوبه معايا... ونبي أنا ما عارف خدتيه على إيه؟"

استشاط يزن غضباً وقال: "والله ولا إحنا كمان عارفين أختي خدتك على إيه... يا عم يلا اتكل على الله انت ومراتك."

رد مازن وهو يجلس على الأريكة ويفرد ظهره براحة: "لا يلا إيه... دا لسه اليوم طويل والقاعدة هتحلو... وربنا مانا متحرك من مكاني... يوم كتب الكتاب مخلتنيش أقعد معاها دقيقة واحدة لوحدنا تقوم انت عايز تفضي الأوضة عشان تتبسط... العب غيرها. دنا شوفت منك كتير... وانا وطنط قمر بقينا صحاب وأسيل كده كده أختي، فانت أصلا جوز أختي اللي مرضاش أبدًا إني اسيبها مع راجل... غريب."

نظر يزن إليه باستغراب عميق: "غريب؟!... أنا جوزها، انت عبيط؟"

نهض مازن بفرحة قائلاً: "إيوه... هو دا نفس الرد اللي قولتهولك ورديت قولتلي ايه؟... سمعني كده..."

ثم التفت إلى أسيل قائلاً: "أنا أقولك يا أسيل قالي إيه... قالي: جوزها دا عند أم ترتر... طول ما هي في بيتي مش في بيتك لا تقعد معاها ولا تقرب منها ولا حتى تبصلها... فانا دلوقتي بقولك دا مش بيتك... دي مستشفى... وطول ما هي في المستشفى مش في بيتك تبقى لسه مش م..."

قبل أن يكمل جملته، تحرك يزن نحو فراش أسيل بحركة سريعة وحملها بين ذراعيه، وقال بنبرة صارمة وهو ينظر لوالده: "اكتب لها على خروج يا بابا، هنمشي... لبيتي... ها يا حيلتها عشان عارفك ما بتصدق، فانا هقفلك بوقك دا خالص."

لا تخافي عزيزتي(مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن