البارت التاسع والعشرون

2.9K 115 19
                                    

صرخت رحاب بصوت يتخلله الرعب والغضب: "إيه دا؟ إزاي تدخل كده؟!"

واجهها يزن بعينين محمرتين من الغضب المتفجر، كلماته كانت قذائف حارقة وهو يقول: "فين أسيل؟"

ردت رحاب ببرود، وكأنها تواجه سؤالًا لا يعنيها: "أسيل مش هنا..."

اقترب يزن منها بخطوات ثقيلة، عروقه منتفخة وتبرز تحت جلده من شدة الانفعال المكبوت. صوته كان منخفضًا ولكن نبرته تحمل تهديدًا جليًا: "أنا بقول فين أسيل، وإلا والله لطربقها فوق دماغكم كلكم... لحد دلوقتي أنا ماسك نفسي... انطقي، فين أسيل؟"

نظر إليه شريف بنظرة تحمل كل معاني الاستهزاء والاحتقار، وقال: "الله على التربية! ولما أكلم أبوك وأقول له إنك اقتحمت بيتي وبتتهددني، تتخيل رد فعله هيبقى إيه؟"

تطاير الشرر من عيني يزن، وابتسم بسخرية داكنة قائلاً: "أقولك أنا رد فعل أبويا هيبقى إيه... هيجيب لكم الشرطة. إنت متعرفش إن عنفك ده له ضريبة في القانون... يلا، اتصل بيه! أنا أبويا بيتعامل بالقانون، لكن أنا لا... أنا هجيب حقها بإيديا دول. أنا لسه مموتش... ودلوقتي، انطقوا، فين أسيل؟"

في تلك اللحظة، خرجت يارا من غرفتها وقد تبعها مصطفى الذي حدق بالمشهد غير قادر على فهم ما يحدث، أو سبب هذه المواجهة المحتدمة. أما يارا، فقد كانت على دراية كاملة بكل شيء، وأدركت أن أفضل خيار هو الصمت، تاركة الأمر ليزن، واثقة أنه لن يغادر دون العثور على أسيل.

انعكست سعادة هدير بقدوم يزن في عينيها، كانت تتمنى لو استطاعت الصراخ لتخبره بأن أسيل في المستودع، لكنها كانت خائفة من مواجهة رحاب أو شريف فهي مهمًا كانت خادمة بمنزلهم!

استدار يزن نحوهم بنظرات صارمة، عيناه تعكسان نارًا موقدة من الغضب: "برضو مش هتتكلموا؟... تمام."

صعد يزن السلالم بخطوات أشبه بالركض، متوجهًا نحو غرفة أسيل. دفع الباب بقوة ولكنه وجد الغرفة فارغة. سار في الممر، ينادي باسمها بصوت مشبع بالقلق واليأس، عاد أدراجه بنبرة تهديد: "وربي... وربي لو ما قولتوا هي فين، مش هيحصل طيب... أسيل فين؟ انطقوا!"

نظرت رحاب إلى شريف بارتباك، وقالت بصوت مهتز: "قولتلك مش موجودة... اتفضل امشي من هنا، وإلا أنا اللي هطلب الشرطة... إنت مش طبيعي."

تصاعد الغضب في عيني يزن، وصاح بصوت ملتهب: "أنا اللي مش طبيعي؟! أنا؟! دا إنتوا اللي مجانين... إنتِ مريضة ومحتاجة تتعالجي... إنتِ السبب في كل حاجة وحشة حصلت لها في حياتها... منك لله. بس اتفرجي، اتفرجي وشوفي هيحصل فيكِ إيه! دلوقتي، هقولها للمرة الأخيرة، لو ما قولتوش فين أسيل، ه‍..."

في تلك اللحظة، لمعت عيناه على قطرات دم صغيرة تقود نحو المستودع. تذكر فجأة ذلك المكان الذي كانوا يحتجزون فيه أسيل دائمًا. اندفع نحو المستودع، صارخًا بقلق متزايد: "أسيل... سامعاني؟!"

لا تخافي عزيزتي(مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن