3-الشاهد الوحيد..♡

159 17 3
                                    

قد تبدو القضيةُ بسيطةً لك، و قد تكونُ حقيقتها أكبر مما تتخيل..
.
.
أتمنّى أن لا تكونَ نهايتكمُ صدمةً من صُنعِي
☠️😁
.
.
.

كاد قلبِي يخرُج من قفصِي الصّدري بعدمَا نظرتُ إلى وجهه، شعر أسود و عينين رماديتان، و إبتسامةٌ حادة..

مهلا!؟
هذا نفسه الشاب الذي إلتقيته في الكلية!؟ و نفسه الذي إرتكب الجريمة!؟

أشرتُ بيدي لهُ أن يتفضَّل إلى الصالة، و لا بد أن نبرتِي بدت مرتجفةً من الهلعِ الذي أصابنِي، أغلقتُ باب المنزلِ حالما دخل، لأعود أنا إلى هاتِفي أتصلُ بآدم..

أغلقتُ بابَ غرفتِي أحاولُ تنظيمِ أنفاسِيَ المتسارعة و أنا أمسك الهاتف بيد مرتجفة، قبل أن يفتح آدم الخط لأندفع في الكلام..

- أين أنت!؟

- تبقى القليل فقط و أكون عندك.. حوالي عشرة دقائق و أصل..

- أرجوك إسرع قليلا.. أنا خائفة مما قد فعلته الآن..

- ما بك!؟ ماذا فعلتِ!؟

- لقد أدخلتُ المجرم إلى البيت..

- ماذا!؟ كيف!؟

تكلم بدهشة فابتلعتُ ريقي أنظم الكلمات في فمي..

- ذلك المحامي الذي أرسلتَه إلي هو نفسهُ الشابُ الذّي إلتقيتُه في الكلية.. و هو نفسهُ من إرتكبَ الجريمة..

- مهلا.. مهلا.. هل أنتِ متأكدة!؟

- نعم..

- حسنا.. إهدئي و تصرفي معه بشكل عادي.. دقائق فقط و أصل إليك..

أغلقتُ الخط لأذهبَ إلى صاحبِ العيونِ الرماديةِ ذاك أجلسُ مقابلةً له، كنتُ أحاولُ السيطرةَ على رجفةِ يدِي بصعوبة، و أنا أحاربُ أفكارِيَ السوداويةَ بصعوبة..

ماذا لو كانَ سفَّاحًا متمرِّسًا!؟ و جاءَ ليبتِرَ رقبتِي دونَ أن يترُكَ أيَّ دليلٍ خلفه!؟ و يجعلُها تبدو كأنِّي مَن قُمتُ بقتلِ نفسِي!؟
يا إلهي..

تبا.. تبا لهذه الأفكار..

أخرَجنيِ مِن عاصفةِ أفكارِي العنيفةِ صوتُهُ الهادِئ و هو يتكلّم باللُّغة العربيَّةِ..

مهلا هل هو عربي!؟

لماذا هيأتُه تشبهُ الأجانبَ!؟ ملامحُه و حتى لباسُه!؟

- أنا المحامي ياسر أربعة و عشرون عاما.. تشرفت بتولي قضيتك يا آنسة..

إبتسمتُ لهُ بإحباط لأقومَ أنا الأُخرى بتعريفهِ نفسي، قبل أن أسأله..

- ألستَ أجنبيا!؟كيفَ تتحدثُ اللغة العربيةَ بهذه الفصاحة!؟

ظهر شبحُ إبتسامةٍ هادئةٍ على وجههِ، و صمت لهنيهةٍ قبل أن يجيبنِي..

 the only witness /الشاهدُ الوحيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن