"أفضل قتل نفسي على أن يصيبك أصغر أذى"
.
.
.
.
.
.أوقف ياسر السيارة في مكان لم أتوقع أبدا.. بناء عملاق غير مكتمل البناء يتوسط ثلاث أبنية بنفس حالته.. و تحيط الأشجار به من كل جانب..
لا أصدق أني سأدخل هذا المكان.. سرت القشعريرة في كامل جسدي و أنا أنظر إلى إرتفاعه الشاهق..
هل ظهور مخاوفي في يوم واحد مصادفة!؟ أحاول تهدئة نفسي فقط..
بناء عالي.. و ظلام..
لقد إجتمعت مخاوفي.. سحقا..
إهتز هاتفي مجددا معلنا عن دخول رسالة جديدة..
رفعتُه إلي لأنظر إلى محتوى الرسالة " المذكرة موجودة في الطابق الأخير "
هذا ما كان ينقصني تماما..- ياسر هل تأتي معي!؟
ربما سيوافق لعل الخوف الذي يعانقني يذهب.. لكن قبل أن أسمع إجابته.. رن هاتفه..ليجيب بكلمة واحدة.. "عُلم"
- يؤسفني يا منار أن أخبرك أننا في المهمة ذاتها..و أنا سيتحتم علي الذهاب للبناء المقابل..
أومأت له بصمت يخفي الكثير من العواصف.. هل ربما علي مواجهة مخاوفي.. دقات قلبي بدأت تتسارع منذ هاته اللحظة..
خرجتُ من السيارة آخذ نفسا عميقا لعلي أهدأ..لألمح إقترابه مني بعدما علق سلاحه على صدره مجددا..
- تبدين مترددة..
- نعم.. أنا أخاف الظلام و المرتفعات كذلك..
هذا إعتراف صريح مني..ماذا سيحدث لو أني لم أقم بمهمتي لمرة واحدة!؟ هل سيقتلني ذلك القائد.. سيفعلها دون أن يرف له جفن..
- خذي..
نظرتُ إلى الشيء الذي قدمه لي.. ليردف..
- لنبقى على تواصل..إن شعرتِ بأي خطر أخبريني..
أخذتُ سماعة البلوتوث منه بهدوء.. أشعر بالخطر منذ هذه اللحظة حقيقة.. و لكن لا بد لي من إكمال المهمة..
نظرتُ إلى المكان حولي بتمعن..هدوءه لا يعني أنه مهجور.. و القائد لا يرسلني إلى مكان دون عقبات طبعا..
ثبتُ السماعات على أذني لأربط إتصالي بياسر.. وجوده في المكان حولي يشعرني أني لست وحيدة في مواجهة مخاوفي..
رفعتُ بنظري إليه ليومأ لي كإشارة للإنطلاق.. ليذهب كل منا بإتجاه أحد البناءين..
لن أنكر أن يدي بدأت ترتجف حالما توقفتُ أمام السلالم المكشوفة.. نظرتُ إليها برعب و أنا أحاول تنظيم أنفاسي المتسارعة من الهلع الذي أصابني..دقات قلبي تطرق على قفصي الصدري بعنف لدرجة أني أكاد أستمع إليها..
أخذتُ نفسا عميقا.. و عزمتُ على تجاوز الأمر..سأحاول إقناع نفسي أن ما سأفعله شيء عادي..و سأتجاهل كوني داخل أحد مخاوفي..
أنت تقرأ
the only witness /الشاهدُ الوحيد
Action-♡- الحياة صعبة جدا عندما تجبرك على إتخاذ قرارات خطيرة قد تدخلك في دوامات لا رجعة منها، لن تتأقلم مع حياة مأساوية قد دخلتها مجبرا، و في ذات الوقت لن تستطيع الرجوع و العودة عن قرار كان إعداما بالنسبة لك، هذا ما سيحدث لك عندما تدخل العالم السفلي و تري...