the only witness /الشاهدُ الوحيد

16- مشاعر طاغية..

"أخبريني.. و سأقدم روحي من أجلكِ.."
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

.

كور زين قبضة يده بعنف و راح يقترب منه نية في قتله هو الآخر.. لكن آدم وقف أمامه يمنعه من ذلك رغم محاولاته العدة.. ليعود بنظره إلى أخيه يقرب أنامله من عنقه و هو يخشى أن يلتمس برودة الميت فيه.. هو لا يزال على قيد الحياة.. تبضات خفيفة جعلت زين ينظر إلى كمية الدماء التي فقدها ياسر من تلك الرصاصة.. الرصاصة التي إنطلقت من فوهة والده دون أن يرف له جفن..

فك آدم يديه يسنده على الأرضية بينما جثى زين أمامه..أخذ بالقطعة القماشية الناصعة يضغط على جرح أخيه ليوقف النزيف ليتما تصل الإسعاف..

هكذا دائما كانا يعانيان من بطش والدهما و ظلم لوديس و طرق التعذيب عند أصغر خطأ..و ما فعله العمدة اليوم كان أقل ما فعله بهما في الماضي.. كان مصيرهما مشتركا.. "الفرق الوحيد أنه عندما كان زين يفكر كيف يعالج جراح أخيه.. كان أخوه يفكر في طريقة إنتقامه لما يفعلونه بأخيه.."

- منار.. إهدئي هو سيكون بخير..

- كيف تطلب مني أن أكون بخير و أخي في الداخل إبتعد عن طريقي..

إنتبه زين إلى كلمات منار و هي تعاند آدم للدخول إلى هنا.. لا يجب عليها أن ترى مشهدا دمويا كهذا.. وقف من مكانه يلتفت إلى الباب كي يمنع عاصفتها من الثوران.. و لكنه الأوان قد فات.. هي الآن تنظر إلى أخيها الغارق في دمائه بجسدها المتجمد جف الدم في عروقها..

- أخي..

هذا ما نطقت به شفتاها قبل أن يقترب زين منها يعانقها بكل ما أوتي من قوة متجاهلا آلام ظهره.. إحتواها بين ذراعيه يحاول تهدئة بكائها.. لم يكن سهلا عليها تجاوز كل هذا في ساعات قليلة من يوم واحد.. إنهارت آخر قطع صمودها و قوتها عندما رأت أحد إخوتها يجلد أمامها بقسوة..و الآخر غارقا في دمائه..هي تريد مبادلة عناقها مع زين و لكنها تخشى أن تلمس ظهره فيتألم..و هذا جعلها تزداد بكاء..

إنتهى رجال آدم من تنظيف الجثث.. و قبضو على العمدة في إنتظار مجيء الشرطة..
- منار..إهدئي أرجوك.. ياسر قوي و سيكون بخير بإذن الله..

شعر بإيماءتها على صدره و هو لا يزال يعانقها بكلتا يديه.. يخفيها من شر هذا العالم بين ذراعيه بعيدا عن الجميع..

أتت الإسعاف.. و دخل المسعفون بسرعة يأخذون المصاب.. مغادرين بعد ذلك بسرعة..
فصل زين عناقه عن منار و وضع وجهها بين كفيه يمسح دموعها.. قبل أن يطبع قبلة على جبينها..إستعادت ثباتها مجددا رغم آثار البكاء الواضحة على تقاسيم وجهها لكن لم يكن منها الآن إلا الصبر..

- ياسر سيكون بخير بإذن الله..

أومأت له مجددا قبل أن يمسك يدها مغادرا نحو الخارج..