the only witness /الشاهدُ الوحيد

26-ذاكرة مفقودة..

"كان يصوب ليقتل، و لن يتبقى بهذا عمل لدكاترة المشفى، ألا يكون أفادهم بهذه الطريقة!؟ "
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

مريم..

فتحت مقلتيها بجهد و تعب تنظر إلى سقف الغرفة بملامح شاحبة، رفعت نفسها قليلا مستندة على ظهر السرير الملتصق بالجدار و نظرت حولها و هي تفرك عينها..

كانت في غرفة من الطراز العتيق، و ذلك كان واضحا من تفاصيلها، و هندسة سقفها المزخرف و الجدران الخمرية المخملية..

كانت السرير على يمين الباب مستندا بالجدار و تقابلها مدفأة تقليدية، أما آخر الغرفة فقد كان زجاجا مغطى بستائر قاتمة جعلت من الغرفة مظلمة نسبيا..

تجولت بنظرها في الغرفة للحظات ثم نظرت إلى نفسها و شعرها المحرر، شهقت بتفاجئ و وضعت أصابعها على فمها بعدما لم تجد خمارها..

فعادت بنظرها إلى الغرفة بحثا عنه بنظرها إلا أنها تفاجأت بوجود فتاة تجلس على أرضية الغرفة في الزاوية و هي تضم قدميها إلى صدرها و تحيطهما بذراعيها..
خصلاتها الشقراء كانت تخفي كل ملامحها.. لكن هالتها السوداء تثبت أنها محطمة.. و مكسورة..

وقفت مريم من مكانها و أخذت تقترب منها بهدوء إلى أن أضحت تقف أمامها على بعد أقل من خطوتين..

جثت أمامها على ركبتيها و أبعدت خصلاتها تنظر إلى ملامحها، أنفها المحمر و مقلتيها الغارقتين بالدموع..

- ما يبكيكِ صغيرتي!؟

كانت في نظرها طفلة صغيرة رغم أنها تصغرها بخمس سنوات فقط، لكن ملامحها الطفولية تجعلها تبدو أقل من ذلك..

ما من رد من الفتاة، فأرخت مريم كتفيها تخرج زفيرها بخفوت قبل أن تجلس بجانبها بنفس الوضعية..

- أنا.. أنا تم إختطافي و جلبي إلى هنا، هل تعرفين أين نحن!؟

- أنتِ في قصر لوديس..

أجابتها الفتاة بنبرة تكاد تسمع دون أن ترفع رأسها، إلا أن مريم إستغربت.. كيف وصلت إلى قصر لوديس بعدما كانت ملاحقة من قبل آغون!؟ أليس هناك خطأ في الموضوع، بعيدا عن ذلك هي لن تبقى مكتوفة الأيدي، ستحاول الهرب و بكل تأكيد لن تترك هذه الفتاة خلفها..

إقتربت منها بهدوء و أسندتها على كتفها ثم أمسكت يدها لكي تطمأنها..

- أنا مريم و أنت ما إسمك!؟

- مريم..إسمك جميل.. أنا يولين..هل يمكنني مناداتك ماريا!؟

- أجل بكل تأكيد يمكنك يولين.. تشرفت بمعرفتك..