6- تمهيد للقضية..

111 10 0
                                    

"و إن كانت حياتِي ستذهبُ ثمنا لتخليصِ العالمِ من مُجرم كأبي فلتذهب، ففِي النهايةِ أنا قتلتُ و علي دفعُ الثمن.."

.
.
.
.
.

طالعتهُ بفمٍ مطبق، كانَ واضحًا أنَّ هناكَ شيءً خفي، و لم أفهم ما هو حتى الآن..

- لقد تعمدتُ لقاءَ مريمَ في الكليّةِ لأضمنَ نجاحَ خطّتِي، و إخترقتُ كمراتِ المَخفرِ لأتكأدَ مِن سلامتها، أما بالنسبةِ للفيديوهاتِ التّي تم تسجيلهَا و أنا أضعُ مِعصَم الخِنجرِ في يدِ مريم فقد قطعتُها لأبعِد وجهيهِما عن الحادثة و كي لا يشُّك والدي عندمَا يرى الأمر..
و الآن و بما أنك قد أتيت فهذا يعنِي أن 50% من الخطة ناجحة، و تقمُّصِي لدورِ الشريرِ البارد قد راق لي بشدة..
أنهى كلامه ساخرا قبل أن أفتحَ فاهِي إندهاشًا من كمِّ المعلوماتِ التي قالهَا دُفعةً واحدة..

كيف حدثَ كلُّ هذا!؟ و من تخطيطِه أيضا!

- ماذا تعرفُ أيضا!؟

- أعرفُ أنك قُمتَ بأربعِ سباقاتٍ غيرِ قانونية و زوّرتَ رقم سيارتِك كي لا يتم القبضُ عليكَ مِن طرفِ دوريّة الشرطة التي لاحقتك..
فتحتُ فاهي لتتسعَ حدقتايَ دهشةً، من أينَ يعرفُ هذا و أنا أخفيتُ المعلوماتِ حتى عن نفسِي!؟

مهلا.. هل إخترقَ خُصوصيّاتي!؟
لن أُصدِّقَ إن فعلَ ذلك، و نظامِي أقوى من أن يتم إختراقه..

- هل إخترقتَ خُصوصياتي!؟

هز رأسهُ نافيا يطالعُنِي قائلا : إخترقتُ الكثيرَ من الأجهزةِ و الهواتفِ و الأنظمة إلا أني وقفتُ عاجزًا أمامَ نِظامِك‌ المحصن، أنتَ و المحققينَ كذلك، حتى مريم و منار هواتفهما محصّنةٌ بذاتِ النِظام..

إبتسمتُ بعدما قاله، توقعتُ ذلك، كنتُ سأجزِم أنه سيصبِحُ مطلوبًا دوليًا إن نجحَ في إختراقِ نِظامِي، أو من الأحسنِ أن أقولَ نظامنا..

- كيف عرِفتَ بسباقاتي إذن!؟

- لأني كنتُ جزءً منها.. و كنتُ أنا من منعَ الشُرطة منِ الوصولِ إليكَ بعدمَا بدأتُ بتشتيتهم..

م مذا!؟
أقالَ أنهُ من قامَ بتشتيتِهم عني!؟

- ماذا لديكَ بعد.. ستنتهِي حيَاتِي بصدمةٍ من صنعك..

- أنا بحاجةٍ إليكَ أيها" الشاهد الوحيد "

أعرتهٕ كاملَ حواسِي عندَ كلمَاته الأخيرة، فاستعمالُ ذلك اللقبِ في مناداتِي يجعَلنِي أُدرِكُ أنَّ الأمورَ خَطيرةٌ بِما فيهِ الكفاية، و ذلك لأسبابٍ ربما سأفصِحُ عنهَا لزين يوما ما..
فأردفَ و هو يتكلّمُ بجديّة باديةٍ من ملامحه :

- أنا بحاجتكَ لأنك الشاهدُ الوحيد لتلك‌‌ الجريمةِ التي لا بد و أنهَا فُتحت اليوم، و لأني كمَا تعلمُ لا شأنَ لي بالمحاكمِ و لا أحدَ سيستطيعُ تحمّلَ هذا غيرُك أنتَ، ستفتحُ تلكَ القضيةَ و ترفعُ بشهادتِك مجددًا، لننتهيَ مِن قذرٍ مِثله، حتى ذلك الوقت و قبلَ دخولِي أنا للسجن، سأكونُ إخترقتُ نظامهم لأقدّمه لك، بما أن هناكَ ما تخفيهِ عني بواسطةِ نظامِ الحمايةِ خاصتك، و ليكن بعلمِك أن ذلكَ النظام لو وضعتهُ في رأسِي لدمرته، لا تستهِن بقُدرات أخيك..

 the only witness /الشاهدُ الوحيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن