20-rovan..

59 5 2
                                    

"هو الزعيم العسكري، و هي يده اليمنى الإلكترونية"
.
.
.
.
.
.
.
.
.



مريم..
عدتُ إلى منزل أخي أخيرا، المنزل الذي أشعر فيه بألفة العائلة و أمانها على عكسِ القصر المهجور خاصة رجل الرماد ذاك..

آدم ذهب و لم يعد منذ ساعات، أتسائل فقط أين يختفي و ماذا يفعل،  جانبه المظلم ذاك بكل تأكيد هو من يتحكم به حاليا، أقصد جانبنا و أعتقد أنه أبعدني هذه الفترة متعمدا..

بدأت أشعر بالوحدة و أنا هنا برفقة أفكاري، ترى ماذا حل بجواد!؟ هل هو بخير!؟
تأنيب الضمير لا يزال طاغيا علي، كل ما يحدث معه بسببي، قدومي إلى إنجلترا خطأ حياتي الذي لن يُصحح،  أنا أدفع ثمنه و سأدفع المزيد مستقبلا..

صوت فتحِ الباب الخارجي قد قاطع حواري مع نفسي، صوت فتح الباب!؟

الباب كان مغلقا من الداخل، و لا يمكن لأي أحد فتحه من الخارج أبدا، إلا في حالة وحيدة، من فتح الباب يمتلكُ مفتاحا!

و هذا يعني أنه شخص واحد أتى!فتحتُ باب غرفتي أنظرُ من خلاله إلى البهو، لا يوجد أحد هنا..

هل أصابني الجنون أم أن الجنون بحد ذاتهم هنا! يا إلهي..

لن أكذب أذناي، لقد سمعته يفتح و متأكدة من ذلك، و الآن أنظر إليه، الباب موصد من الداخل كما تركته..

شعور رهيب يراودني في هذه اللحظة، شعور أعرفه جيدا، لا بد أن ذلك الأحمق قد دخل و لعب علي بمزاحه، و لكن هذا ليس من عادات آدم.. هل إكتسب عادة جديدة!

- آدم..

إرتد صوتي من الغرف الفارغة، ما جعل خوفي يزيد، فتحت باب غرفتي أكثر أخرج إلى ذلك البهو بحثا عن أي أثر لإنسي و لكن تبا، لا أحد موجود..

سأعود لإكمال نومي إذن، ربما أستطيع الهروب قليلا من الواقع القاسي و المؤلم الذي يحيطني من كل جانب، خصلات شعري مبعثرة على شكل كعكة غير مرتبة، يا إلهي كم مظهري جميل بشكل يوضح تماما أني طالبة طب من الدرجة الأولى..

لحسن حظي أني أحب تخصصي و إلا قلت تبا للدراسة..

تقدمت خطوتين عودة إلا غرفتي، و اصطمت بجسم صلب يعيق طريقي..

أنفي..

هذا مؤلم..

رفعتُ نظري إليه لأجده يرفع أحد حاجبيه، و أخيرا ظهر من دخل و على عكس من توقعته، لقد كان جواد!

تجاهلتُ دهشتي و أنا أراه يقف أمامي سالما و ليس به شيء، أيعقل أن القضية قد حلت! سأطير فرحا على فرحتي الآن إن حدث ذلك..

- جواد!

- أميرتي المدللة لم تشتق إلي على ما يبدو..

- لستُ مدللة.. و لكن خفت أن يحدث لك شيء بسببي.. و اشتقت لك كثيرا..
ضمني إليه بعناق جانبي و هو يبتسم، أخيرا إضمحل جزء من قلقي، و أخي الآن هنا بخير..

 the only witness /الشاهدُ الوحيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن