17- جنون الثالثة صباحا..

49 5 0
                                    

"لن تضطري للدفاع عن نفسك في وجودي.. قلتها قبلا و أعيدها.. "
.
.
.
.
.
.
.
.

بعد ساعتين..

إجتمع الجميع حول ياسر و هو لا يزال نائما على سرير المشفى بملل واضح من ملامحه، لن يصدّق أحد أن الراقد في تلك الغرفةِ قد نجى من رصاصة كادت تخترقُ قلبه البارد، و أنه خرجَ من غرفة العمليات قبل أقلِ من يوم، و هو يلعبُ بذلك المسدس بيده الموصولةِ بأنابيبِ المغذيات..

طالع سقفَ الغرفةِ يخرج زفيره بضجر قبل أن ينقل مقلتيه التي إكتست رماديا مظلمًا بين جميعِ من في الغرفة..

كان آدم جالسا على يمينه برفقة مريم، أما زين و منار فكانا على يساره.. و كل شخص منهم يصارع أفكاره في شرود، أما هو فقد رفع يده التي تحملُ المسدس نحو الأعلى يصوب نحو سقف الغرفة قبل أن يطلق رصاصةً وحيدة مزقت الهدوءَ و أخرجت الجميعَ من هدوئهم دون أيّ ردة فعل تُذكر!

نظر إليه الجميع بأعينهم الخاوية، قبل أن يقف زين يقتربُ منه يأخذ السلاح من يده يخفيه على حزام خاصرته يعاود الجلوس، فإبتسم ياسر إبتسامته الباردة التي تُظهر غمازتيه و نظر إلى زين قبل أن يخرجَ عن صمته..

- أرى أن جميعكم غارق في بحره..ألن يخرج أحدكم عن صمته و يخبرني ماذا حدث!؟

ترك سؤاله جميع من في الغرفة صامتين أو من الأحسن أن أقول عاجزين عن نطق ما لم ترتبه ألسنتهم بعد، كشفُ الشرطةِ لأمر المحقق في هذه المدة لم يكن بالحسبان، و سيسبب مشاكل ربما لم يضعها الشاهد الوحيد في خطته..

هذا ما كان يضنه معظم من في الغرفة، لأنهم لا يعلمون أن الشاهد الوحيد وضع حساب أدق التفاصيل، حتى الخطة التي أفسدها العمدة كانت خطته الثانية..

لا يزال الجميع صامتين، لم يخرجو من شرودهم، إلا أنّ طرقات على الباب قاطعت حديث ياسر الذي فرق شفتيه للحديث، فأطبقهما ينظر إلى الباب الذي فتح بعدما أعطى توأمه الإذن للطارق بالدخول، دلفت الممرضة إلى القاعة قائلة بنبرة هادئة :

- هل كل شيء على ما يرام!؟ صوت رصاص صدر من هذه الناحية!؟

- نعم حضرة الممرضة كل شيء على ما يرام.. مجرد مجنو..

و قبل أن تكمل منار كلامها أغلق زين فمها بيده يحذرها بمقلتيه الحادتين قبل أن يلتفت إلى الممرضة يشير لها بالإنصراف، فأبعد يده عن منار حالما خرجت من المغرفة، بينما إبتسم الآخر يوجه كلامه نحوها..

- أعيدي ما قلته رجاء..

فنظرت إليه و هي تعقد ذراعيها أمام صدرها، هي منزعجة لأن أخاها الشاهد الوحيد معروف بلا مبالاته تجاه نفسه، و إن غفلت عنه لحظة ستجده يتجول في شوارع لندن رفقة سلاح القتص خاصته..

- مجرد مجنون إعتاد اللعب بالأسلحة و يبدو أن سرير المشفى لم يعجبه.. أنا لا أصدق أنك خرجت من غرفة العمليات و أنت هكذا بكامل قواك المجنونة! و أنت لا تصمتني مجددا!

 the only witness /الشاهدُ الوحيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن