11- قضايا معلقة..

59 7 0
                                    

"يوما ما سنلتقي"
.
.
.
.

"ما بين الكلمات و ما خلف السطور أسرار ستكشف في وقتها"

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.



مريم..
كنت جالسة في الصالة أنظر إلى التلفزة المشغلة بملل.. أشعر بفراغ كبير و هذا مزعج.. أريد العودة إلى الجامعة.. ستتراكم علي الدروس.. هل ربما يجب علي الدراسة في البيت!؟

نعم كي أتدارك ما فاتني..

زين..

لماذا أتذكره هكذا فجأة دون سابق إنذار!؟ أبعديه عن تفكيرك يا مريم.. أبعديه..

و لكني لا أستطيع سحقا.. لقد إستسلمتُ لتلك القضية مجددا..

نظرتُ إلى جواد الذي دلف إلى الصالة و هو يحمل كتابا في يده يقرأ منه بكل تركيز.. هل هو قارئ!؟

الأمر أغرب مما أتصور.. و كأنني لا أعرف أخي، أستطيع حساب عدد المرات التي رأيته فيها يجالس كتابا ما..

و إن تحدثنا عن نوع الكتب، فهي خاصة بطقوس المحققين تلك، علم النفس و لغة الجسد.. لغة العيون.. و الكثير من الأشياء الغريبة الأخرى..

جلس على أريكة فردية يقلب أعينه بين أسطر الكتاب بهدوء، أين هو الأحمق الآخر!؟
أشعر بالملل.. ليته يأتي و يخرجني من الكآبة التي عصفت بي.. لأني فجأة أجد نفسي أشتاق لسخريته و مزاحه معي رغم أني أكره ذلك في كثير من المرات..

الظرف الرمادي.. لا أعلم أساسا لما تذكرته الآن!.

لنعد الآن إليه..بعدما أدركته من خلف ما كتبه هناك أصبحت محركات عقلي تعيد ذاكرتي إلى الخلف بشكل كبير..

ليظهر أمام عيناي ذلك اليوم الذي رأيت فيه تلك العبارة قبلا أي قبل سنة واحدة .. أظن أن الرمادي لم يكفي لتذكيري بعينيه حينها.. لا أدري سبب ذلك.. لكن ربما بسبب تجاهلي لكثير من الأشياء في حياتي و تعاملي معها بلا مبالاة..

هو كتب تلك العبارة تحديدا ليذكرني.. نعم ليذكرني بأحد أيام السنة الماضية.. اليوم الذي كان لي فيه لقاء معه..

المهم.. قبل سنة واحدة على أرض الوطن.. كانت أيام الربيع لطيفة جدا.. تداعبنا أشعة الشمس الدافئة بخيوطها الذهبية.. و يعبر النسيم العليل مخلفا في صدورنا راحة نفسية..

لم يكن يوما غير عادي أبدا في كلية الطب و بالطبع برفقة صديقة الروح منار..القلة فقط من نجو.. و جميع من في داخل الجامعة أنذاك قد تم حبسهم من قبل قوات الشرطة بحثا عن مجرم أو مخترق أو شيء من هذا القبيل داخل الكلية..

أذكر أني و منار كنا قد أخذنا حقيبتينا نية في الخروج.. إلا أنهم منعونا من ذلك لتدابير أمنية..

أفراد شرطة مسلحون برشاشات و مسدسات موضوعة في أحزمتهم في وضع الإستعداد..و أفراد آخرون يرتدون الأسود كليا..كانوا مسلحين و يخفون هوياتهم بشكل آمن..كانوا يحيطون بالجامعة من كل الجهات و في كل مكان..و تم وضع قناصين في أماكن عالية و خفية.. إضافة إلى القوات الدركية التي تركزت في معظم الطرقات...
و تمركز بعض المختصين في الأنظمة داخل القاعات برفقة عتادهم العملاق و الحواسيب و اللوحات الإلكترونية و الشاشات العملاقة..
كان الأمر ينذر بحدوث كارثة.. و إن قلت أنه قد تم إستجواب جميع من في الداخل فلقد فعلوها حقا و لأكثر من مرة.. لم يتركوا أي أحد إلا و تم إستجوابه.. و تم حبسهم في الداخل ليوم كامل و كنت سأكون معهم لو لم يكن آدم فردا من الشرطة..

 the only witness /الشاهدُ الوحيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن