the only witness /الشاهدُ الوحيد

23-إبنة القائد!

كيف تترك نفسكَ في وسط هذا العدد بمفردك و تطلب مني الذهاب! ألا تدرك أنّك أخذتَ قلب هذه الفتاة التي تقف بجانبك! هي لن تذهب إلا و كان قلبها معها!
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.

منار..
مريم لم تأتِ بعد، المحاضرة بدأت و هي لم تأتي! أين هي يا ترى!؟ أشعر بالقلق.. مهما حاولت الإتصال بها أجد هاتفها مغلقا و لا يمكنني الوصول إليه..

بمن أتصل! هل أخبر زين أن يتصل بآدم أم أتصل بآدم مباشرة!

سأتصل به مباشرة.. لا أريد أن يعلم زين لأنه لن يستطيع التركيز إلا معها..

إتخذت قراري و أمسكتُ هاتفي أتصل بآدم..هاتفه مغلق هو الآخر يا إلهي.. ليس معي رقم جواد..حتى لو كان معي لن أجرأ على الإتصال به..
أخرجت زفيري و دقات قلبي تتواثب، أخشى أن يحدث شيء لصديقتي.. لم يعد هناك حل آخر سأخرج من هنا.. و ليحدث ما يحدث بعدها..

كيف علي الخروج من هنا دون لفت الإنتباه!؟ الأستاذ مندمج في الشرح و الطلاب مركزون معه، و أنا هنا أصارع أفكاري السوداء، شعور سيء يراودني في هذه اللحظة و هذا لا يبشر بالخير..
مهلا!
علي إستغلال حراسة ياسر!
.
.
.
.
.
.
.
.
.

وقفت منار من مكانها و هي تضع يدها على جبينها، هبطت المدرج بخطوات غير ثابتة و هي لا تزال تمسك رأسها و تغمض أعينها بعنف من حين إلى آخر و كأنها تشعر بالدوار..
صمت الأستاذ عن شرحه حالما إنتبه لها، و توقفت نظرات جميع من في القاعة عندها..
هي لم تكن بخير و كان هذا واضحا لهم.. خطوة خطوتان ثم تهاوى جسدهها على الأرض..
لحظات دهشة مرت على جميعهم دون إستثناء، قبل أن يجتمعوا حولها و هي مغمى عليها..
- إستدعوا الإسعاف..
- لا داعي، إستدعوا صاحب ال bmw لديه سيارة أسرع من الإسعاف..

صاحت إحداهن فأجابها أحد الطلاب ينظر إلى منار و هو عاقد لحاجبيه، كان كلامه صحيحا لأن سيارة زين كانت أسرع من الإسعاف حقا، فخرج أحدهم يناديه..

لحظات قليلة مرت، إلى أن إقتحم زين القاعة و صدره يختلج قلقا و خوفا عليها..

- منار!

إبتعد الجميع من حولها و تركوه ينظر إليها بعقدة واضحة بين حاجبيه و هو منحني على ركبته، تفحص نبضها ثم قال بهدوء:

- مالذي حدث لها لتفقد وعيها!؟

- الأرجح أنها كانت تشعر بالدوار يا زين..

أومأ لمن أجابه ثم إقترب منها بتردد بعدما تحولت ملامحه إلى الهدوء بعد ذلك القلق، قام بحملها بين ذراعيه وسط نظرات جميع من حوله..هز رأسه بقلة حيلة و أخرج زفيره و غادر القاعة و غادر الكلية بأكملها..