9- ذكريات عابثة..

123 8 2
                                    

"مخالفة القانون من أجل تحقيقه ليس سيئا في النهاية"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

-♡-




حل الصباح و أنا لم أنم دقيقة واحدة، أشعر بالإرهاق و النعاس كذلك، لو أنهم لن يأتوا هذا الصباح لعزمتُ على النوم.. لكن ذلك الآن أصبح غير ممكنا..

ذهبتُ إلى المغسلة أتوضأ لأعود إلى غرفتي أقيم صلاتي، تلك السكينة التي تجتاح القلب حالما يسجد صاحبه إلى خالقه، هذا ما أشعر به الآن، راحة نفسية ستقلب موازين يوم كامل.. قرأتُ القليل من القرآن الكريم قبل أذهب إلى المطبخ أحضر الضيافة للضيوف، لو أني أمتلك سما لوضعته في كأس ذلك الأحمق، لكن لا بأس سأصمتُ حاليا لأني لا أعلم كيف سأظهَر في وجهه أساسا بعدما أدركت ما كان ناقصا..

لكن لماذا كتب لي تلك الجملة تحديدا في ذلك الظرف!؟ أريد التأكد من ذلك، سأسأل منار عندما تأتي، أعلم أنها ستشبع فضولي..
ها قد انتهيت أخيرا، كل شيء جاهز لم يتبقى سوى السم الذي لم أجهزه بعد، لماذا سأستعمله أساسا أنا أملك مسدسا..

لكن هذا غير منطقي، فأنا الآن مدينة له بحياتي مرتين.. بل ثلاثة، كم أنا حمقاء.. لا أجيد إنقاذ نفسي من المصائب..

سارعتُ بالعودة إلى غرفتي بعدما سمعتُ صوت إنفتاح باب أحدهما من الأعلى.. لا أريد رؤية أي منهما بعد ما حدث.. هذا مزعج..
أغلقتُ الباب خلفي أنتظر قدوم منار بفارغ الصبر.. كم هو صعب إنتظار شخص تحبه.. كم هو صعب...

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

فرقتُ جفوني على صوتِ طرقاتٍ على بابي، لقد نمتُ على المكتب دون وعي مني، ماذا يفعل النعاس.. بل الإرهاق، وقفتُ من مقعدي أفتح الباب و كان جواد خلفه..

- لقد أتى ضيوفنا ألم تنتبهي!؟

- كلا.. لقد نمت دون أن أنتبه..أنا قادمة..

أومأ لي مغادرا قبل أن أرتدي حجابا باللون الأزرق القاتم، و خرجتُ من غرفتِي بإرتباك يقيدُ أضلعي، توقفتُ أمام مدخل الصالة آخذ نفسا عميقا.. كيف سأظهر أمامه بعدما أدركت ذلك!؟

سأفعل هذا الآن من أجل منار فقط، تقدمت بخطوات بطيئة نحو المدخل، لأتوقفَ عند عتبة البابِ أرسمُ إبتسامة صغيرة على وجهي..

أحاول إخفاء إرتباكي قدر المستطاع، و لكن جلوس زين في الأريكة المقابلة للمدخل قد عكّر صفو أنفاسي، عن يساره يجلس ياسر و عن يمينه تجلس منار التي وقفت حالما ظهرت في القاعة، و وجدتها تمسك بيدي لخارج القاعة تعانقني بكل ما إستطاعت من قوة..

بادلتها العناق الحار.. فراقها بتلك الطريقة كان صعبا علي، لم يكد قلبي الصغير يتحمل غيابها كل تلك الساعات.. لقد إشتقتُ.. و إشتقتُ و إشتقتُ.. لا يمكن للكلمات أن تصف شوقي لها.. لأني حقا إشتقت..

 the only witness /الشاهدُ الوحيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن