"و المؤلمُ أني أشعر به!
تفاجئنِي سعادةٌ دون سابقِ إنذارٍ لسعادته، و أتألمُ عندما يتألم، و يضيقُ صدرِي و أعلمُ أنّه السبب"
.
.
.
.ياسر..
أخذتُ أقبضُ على الموقدِ بعدما خرجتُ من عندِ جواد، لقد تبيّنَ سببُ شُعورِي بالضيقِ أمس..
ذلك الأحمق..كيف يرتكبُ جريمةً و يتركُ وِزرَها على فتاة!؟
لستُ أدرِي أنواعَ المشاعرِ التِي تخالجنِي الآن في الوقت آنه.. الغضب.. الحزن.. الخيبة..
و كل هذا بسبب توأمي!الذي من المفترضِ أن يكونَ روحي و أخي و كتفي..
لماذا حياتنَا متقلبةٌ بهذهِ الطريقة.. كنا سنعيشُ كأيّ توأمينِ في هذا العالم، لكننَا و بطريقةٍ ما لا نفكرُ مثلَ بعضنا..
لا نعيشُ مع بعضنا، و لا نلتقي أساسا!
"و المؤلمُ أني أشعر به!
تفاجئنِي سعادةٌ دون سابقِ إنذارٍ لسعادته، و أتألمُ عندما يتألم، و يضيقُ صدرِي و أعلمُ أنّه السبب"حتى أني أشعرُ بالضيقِ الآن، مالذي فعله مجددًا يا ترى!؟
أنزلتُ زجاجَ السيارةِ بجانبِي لأتنفسَ قدرًا كبيرا من الهواء لعلّ ذلكَ الضيقَ يفارقنِي..
لكن كيفَ سيفارقنِي و الأفكارُ المتشابكةُ تعزفُ على أعصابي..
سحقا..
حتى القضيةُ التي حدثت عندما كنتُ في الثامنةِ عشرة قد فُتحت أبوابها من جديد..
صحيحٌ ربّما تعدٌّ فرصةً لإدخالهِ للسجنِ من جديد في دعم المحققيْن، لكن العشيرةَ ستعملُ على إخراجهِ مثلمَا حدثَ من قبل..لكن ماذا عن إيجادِ دليلٍ قوي ضده!؟
حينها سأعودُ لأكونَ الشاهدَ الوحيدَ مجددا، و مستعدٌ للقيامِ بتلكَ المهمةِ مهما كلّفنِي الأمرُ في سبيلِ التخلُّصِ من شخصٍ كوالدي..
ربّما حتى مناداتهُ بأبِي كثيرٌ على شخصٍ مثله..
لاحول و لا قوة إلا بالله..
صبرك يا ربي.. صبرك..
أخرجتُ زفيرِي بإنهاك بعدما نالت الأفكارُ مني، لأزيدَ من سرعةِ سيارتي، أريدُ أن أصلَ إليهِ بسرعة..
.
.بعد زمن.. وصلتُ إلى المنزلِ أخيرا، طالعتُ بوابتهُ السوداءَ و أنا أحدِثُ نفسي أنّ هذا المنزلَ كانَ منزلاً قبلَ أن يرتكبَ أبي جرمه، و قبلَ طلاقِ أمي و عودتهَا إلى الوطن آخذةً معها أختي..
أخرجتُ زفيري بضيقٍ لتُفتحَ البوابةُ السوداءُ من طرفِ الخدم، و دلفتُ إليها بسيارتِي ببطئ و أنا أسترجعُ ذكرياتٍ من كل ركن، ففي ذلك الركنِ كنا أنا و زين نلعبُ الكرة، و في ركنٍ آخر وجدتُ الشجرةَ التي زرعناها معا..
هذا مزعج، فحتى الذكرياتُ الجميلةُ تصبحُ بشعةً بالنسبةِ لي..
أنت تقرأ
the only witness /الشاهدُ الوحيد
Akcja-♡- الحياة صعبة جدا عندما تجبرك على إتخاذ قرارات خطيرة قد تدخلك في دوامات لا رجعة منها، لن تتأقلم مع حياة مأساوية قد دخلتها مجبرا، و في ذات الوقت لن تستطيع الرجوع و العودة عن قرار كان إعداما بالنسبة لك، هذا ما سيحدث لك عندما تدخل العالم السفلي و تري...