part 2

675 7 6
                                    

كل ما ادركته في تلك اللحظة انها حقيقة بالفعل، لمعت عيون  هاجر لرؤيتها امامها بصحة جيدة وهذا ما تتمناه وليس أكثر، ترقبت خطواتها وكأن كل حركة من قدمها مسئولة عن نبضات قلبها المرتعشة غافلة عن الكون حولها... ولما لا فاماضيها ومستقبلها يحاوطاها الان يتبارزوا في غزوة رئيسها يقترب منها كالمحارب المحترف يعرف اين يسدد جيدا والهدف فؤادها، اخرجت نفس خرج حاد كالنصل لرئتيها   تستقبل به الوقت الثابت بوجودها...

صديقتها....صغيرتها....ابنتها التي لم تلدها....نغزه دهست على شريان الحياة لديها مع تذكرها لفتاتها الرقيقة الصبورة المحبوبة من الصغير داخل رحم امه قبل الشائب الذي يزوره الموت كل يوم، ااه صغيرة هربت من حنجرتها محاوله نفض تلك الذكريات الكثيرة على عقلها الرافض للواقع المرير، وقلبها المرتعش مطالب بالارتماء بأحضانها والبكاء حتى الكفاية ولكن يقسم عقلها على ان لا يوجد كفايه للبعد الذي تعايشه بعيدا عن عيناها، ولا تريد ان تحتضنها داخل ضلوعها حتى لا تعلم ما بمكنوناتها ويؤذيها، تخشى عليها من اقرب الاقربين اليها...حتى يوم ان كانت هي اقرب اليها من حبل الوريد .

خلل...عطل...تخيل ان ترتطم صخرة برأسك تجعلك تشعر انك عدت لمئة سنه، ليس هذا فقط ما تشعر به منه، بل كشخص تحت جهاز انعاش القلب يجتمع حوله المسعفون لاعادته للحياة، وحياته تقف مشوشة الان بعيده عنه ولا يستطيع لمسها، لا يسري الدم داخل عروقها جيدا لكي ترى تلك الصغيرة...الخائنه نعم خائنه لم ترأف بحالها المريض، تركتها تصرخ وتستغيث بها، تركتها تبكي بألم جسدي ونفسي تنادي بإسمها في ارجاء المستشفى وهي لا تأتي

...كانت تنتظر كل ليلة، تثني ركبتيها لصدرها وحدقات عينيها لا تحيد عن باب الغرفة منتظرة دخولها بأي وقت، تسدل جفنيها وتسد اذنيها عن كلماتها المسمومه التي لا زالت تترد بكل غفوه وكل لحظة تختلي بنفسها بها، اتت على غفله رمت جمر عباراتها بوجهها بكل ما يحمله من لهيب يحرق الروح قبل الجسد واعطت لها ظهرها وذهبت، ذهبت ولم تعر اي انتباه لحالتها الهزيله والمريضة، هتف عقلها بأن لا يوجد مريض اخر سوى تلك الصغيرة ذات الملامح الطفولية البريئة الخبيثة، ذات العقل الوقح، ذات القلب الذي تريد احتضانه بشدة... حقا بشده، وبلحظة ضعف لم تعييها سحبها قلبها بسرعه لسحابة ذكرى لهم قديمة انتهت، ولكن لم تفنى من خبايا قلبها...

"Flash Back"

" وفي يوم لقيته ...لقيته هو
        هو اللي كنت بتمنى اشوفه
                نسيت الدنيا وجريت عليه.... سبقني هو و...
قطعت هاجر الغناء بصوتها العذب لاحدى اغانيها القديمة المفضله لديها، لطالما كانت مثل والدها الاستاذ سيف الدين المحاسب، تحب سماع الالحان العتيقة المميزة حتى وهي طفله ذات الحاديه عشر  ولكن قليلا، دائما كانت تحاول جاهده ان تقلل منها حتى لا يسمع الشيخ داوود امام المسجد ومحفظها للقرآن ويحزن منها، انتبهت لحركة خفيفة خلفها وبسرعه البرق علمت لمن تكون، تلك الصغيرة منه تتصنت عليها للمرة الالف، فقد كانت تعشق سماع صوتها وهي تنشد ولكن لم تعد تغني أمام احد حتى لا تشاركه ذنبها، فاهي لم تتعافى منه ولا تريد لاحد ان يستمع اليها وتحمل هي ايضا وزره معه فما بالك بصغيرتها منه.

وعد الهامورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن