part 7

306 8 0
                                    

«لي ألفُ بيتٍ بالفصيحِ أجدْتُها
لكنَّني في حُبِّها أتلعثمُ!»

صلوا على الحبيب محمد 🤍

                   _________________________

زاغت نظرات دلال بإضطراب من ملامح صغيرتها التي تاهت متراجعه بخطوات بطيئة، بينما هاجر كانت تتصارع الحروف داخل رأسها تحاول أن تستقر بمكان آمن للاستيعاب، ثم اقتربت منها متحدثة بنبرة مهتزة: إيه ؟، يعني...يعني إيه ؟.

اقتربت منها تحدثها مرة أخرى وكأنها توقظها من حلم: اللي خد أبويا وأمي ربنا يا دلال، هما راحوا عند اللي أحن مني ومنك، إنتي بس من خوفك عليا مخدتيش بالك أنا عارفة...صح ؟

سألتها في النهاية وعينيها تنتظر إجابه تثلج قلبها، لكن كل ما وجدته منها هو تصنم ملامحها بشكل مثير للريبة ثم أمرتها بصوت باهت لا شعور فيه: أدخلي إتوضي وصلي عقبال ما أحضرلك لقمة علشان تلحقي شغلك.

ردت هاجر عليها تستعطفها: دلال أنا مش عيلة صغيرة علشان....

انتفضت بفزع على صراخها المرتطم بوجهها: إنتي سمعتي أنا قولت إيه ولا اطرشتي خلاص!، اتفضلي على الحمام وكفايه لكاعه على الصبح .

تطلعت لوجهها بنظرة ستظل دلال تتذكرها لبقية حياتها ثم تحركت من أمامها تتجه لفعل ما أمرت به جدتها، فيما هي تتحرك اوقفها صوتها الساخر: لو مصلتيش صلاة اليوم كله إمبارح إتوضي وصليه، أصل أنا عارفة صحبة ولاد الذوات بتعمل إيه .

التفت هاجر إليها وأجابتها بصرامة جعلت دلال ترى ثمرة تربيتها الصالحة بها: لسه متخلقش اللي ينسيني اللي خلقني وخلاني لسه واقفة على رجلي لحد دلوقتي.

وبنفس الهدوء انسحبت من أمامها تتجه لأداء فريضتها اليوم، فابالأمس وقبل أن تخلد للنوم وقفت بين يدي الخالق تؤدي صلاتها وتطلب منه العفو على تقصيرها في ذلك اليوم، بينما دلال تنهدت بخوف وحب ومشاعر كثيرة لتلك الصغيرة، داعيه الله أن يحفظها لها وأن لا يريها بها سوء.

بعد أكثر من نصف ساعة خرجت هاجر من غرفتها تعدل من حجابها السماوي اللون الأقرب لقلبها، ثم إعتدلت تعيد من ترتيب بلوزتها السوداء كلون بنطالها القماشي الفضفاض تحت أنظار جدتها التي تتجاهلها هي عمدًا، فيما هي تتحرك بإتجاه الباب إنتبهت لصوتها تحدثها بإهتمام بائن تحت ستار الجدية: هتتأخري ؟

أجابتها بنصف إلتفاته وصوت متهكم: زي عوايدي مفيش جديد، لما الشغل يخلص هاجي، بس ليه ؟، يكونش هتخافي تقعدي لوحدك ؟

وقبل أن ترد عليها جائها بقية الحديث بسرعه: بس متخافيش انا أصيلة ميرضنيش اسيبك كده، هسيبلك حاجة تونسك لحد ما أجي .

ضاقت نظراتها تنتظر التكملة على أحر من الجمر، والتي إنطلقت في وجهها من فاه حفيدتها: فيه حد باعتلك مسدچ صغيرة كده على السريع، بيقولك إيه بقى يا دولي ؟ بيقولك إيه؟.....ما تسأليني ؟

وعد الهامورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن