نُبتَلى
لعلنا من الذنوب نَفيق
_______________________________________________(وحشتونا 🥰
وكل سنه وانتوا طيبين)
جلست على أريكة منزلها تغلق عينيها بألم، أسندت رأسها على الحائط تكور يدها تحاول منع إهتزازها، منذ أن هاتفتها تخبرها بوجودها برفقة منه وهي ترتجف داخلها، هي لا تخشى عليها، بالحق هي تهاب ما ستفعله إن أدركت حقيقة ما تعايشه، ترتعش هلعًا من موقفها تجاهها، هزت دلال رأسها ترفض أن تبتعد عنها، هي حفيدتها....بل ابنتها التي لم تلدها، لا يتصور عقلها أن يحيا بدون شقاوتها....عفويتها....مزاحها الدائم....حتى شجاعتها التي تستمد منها قوتها.
سقطت دموعها واحدة تلو الأخرى حين أخبرها عقلها بأنها مثلها تكره الكذب، هاجر نسختها المصغرة قلبها البريئ يسامح أي شئ.... إلا الكذب، لطالما أخبرتها أنها تمقت أن ينظر أحد داخل عينيها وهو ينافقها، ارتطمت على ركبتيها تخفي وجهها بيديها وصوت شهقاتها صداه يرج المكان، وهي تتذكر واحده من أبشع الذكريات بحياتها.... وحياة حفيدتها الوحيدة.
"Flash Black"
نظرت للصغيرة التي يتلاعب المكر بعينيها السوداء كالثعلب بحدة وعنفتها: بت إنتي غشاشة، مش هلعب معاكي تاني.
اتبعت كلماتها وهي ترمي الأوراق أمامهم بعنف، تطلعت إليها هاجر ببسمة لئيمة لا تليق بفتاة صغيرة وهي تحدثها متلاعبه بإحدي حاجبيها: ليه بس يا دولي ؟، مش عشان ديه المرة العاشرة اللي تخسري فيها هتفقدي الأمل، لا اجمدي كده ووفري الزعل خليه لبعد الحداشر.
استقامت دلال تهجم عليها لتنال منها ولكنها فرت منها كالذئبق وضحكاتها تلاحقها، ردت دلال بعصبية زائفة تمنع إبتسامه عليها: على فكرة أنا سايباكي بمزاجي، أنا لو عايزه اكسبك هعمل كده وأنا مغمضة عيني الاتنين، بس بجبر بخاطرك مش اكتر.
اجابتها وهي تهز رأسها بإقتناع زائف: صادقة صادقة يا غالية، إلا قوليلي صح هو مش بابا قالك متلعبيش تاني كوتشينه مع حد، علشان بتفضلي تعيطي طول الليل وضغطك بيعلا وممكن تروحي مننا.
تأففت دلال من احراج ابنها لها أمام الصغيرة الماكرة مرددة بإستنكار: والله ؟!، ليه خايفة عليا يا بنت سيف ؟
هزت هاجر رأسها رافضة ترد بجدية ادهشتها بحق: لا بس لو موتي مش هلاقي حد افرسه
فرت صارخة حين وجدتها تنقض عليها معنفه اياها ولكن منعها صوت طرق شديد على الباب، انتقلت النظرات المتعجبه بينهم لثوان، اتجهت دلال وفتحته، تطلعت لمحمد ابن هلال وهو ينهج بانفعال رهيب مردد: ست....ست دلال
اقتربت منه تحاول تهدأته بقلق: في إيه يا محمد؟، خد نفسك الأول يا بني.
اقتربت الصغيرة تنظر له مرددة: محمد انا مش هنزل دلوقتي، منه لسه مجتش لما تيجي هنزلك.

أنت تقرأ
وعد الهامور
فكاهةليس لكل منا بداية واحده ولا نهاية واحدة، بل توجد بداية للنهاية ونهاية للبداية، توجد صداقات تُهدم وأخرى تُبنَى، ولكن عذرا يا عزيزي نحن نبني فقط لا يهدمنا سوى الزمان واكاد اقسم لك ان حينها يقف عاجز امام قوتنا..اتحادنا...حتى ذلك الذي يُدعى "قدر" ينحني...