part 5

378 6 4
                                    

لم تكن مجرد عين
       بل كانت وطن لي

_هاجر عاشور

______________________________________

انعقد حاجبي دولت بجهل لوجود فتاة غريبة داخل غرفة المعيشة، تفحصت هيئتها بدقة رسمت التعجب على ملامحها، وجدتها تحدق بصور عائلتها بالاخص ابنتها، ضاقت عينيها بريبة وهي ترى بسمتها تتراجع حين وصولها لصورة تجمع بينها وبين زوجها وابنتها.

اقتربت تتسائل بصوت حازم: مين حضرتك ؟

رأت انتفاضة خفيفة مرت بجسدها ادهشتها، ولكن زادت دهشتها وتصنم جسدها كأن تعرض عقلها لصدمة كهربية حين التفت لها وعرفتها، وكيف لا تعرفها؟!، كيف تنسى عيون كانت ولا زالت تتحداها بجراءة لن تعهدها يوم من طفلة صغيرة!، كيف لا تتذكرها وهي تقف امامها تطلق عليها سهام من نار تحرق جسدها من بعيد! .

وكأن الزمان ارتد لاكثر من عشر سنوات ولكن تبدلت الأدوار، تشعر الان انها الطرف الاضعف، الاكثر هشاشة امام عاصفة تلك الصغيرة المهددة بالانفجار في اي وقت بوجهها


اغمضت عينيها تهز راسها بالرفض للواقع الان، فتحت عينيها وجدت بسمة على وجهها كان ليراها اي احد لطيفة، اما هي ارتجفت برعب حين لمحتها على ثغرها، شحب وجهها وهي ترى خطواتها بدأت ناحيتها، تراجعت بتعثر خائفة تحاول ان تقنع عقلها بأنها لم تأخذ الوقت الكافي من النوم امس، وتلك خيالات وليس اكثر.

الا ان صوتها ارتفع وبدى لها كأنه يوقظها من غفوتها :

اى ده اى ده ؟، دولت هانم بذات نفسها واقفة معايا ؟، عاش من شافك يا بنت بتاعت الكشري.

انهت كلامها بتهمك صريح ونظرات حارقة وبسمة جعلت من دولت كتلة نارية، تلك الصغيرة الوقحة تهينها وفي ارجاء منزلها بوضوح النهار!، تذكرها بأصلها كما كانت تفعل تلك اللعينه جدتها دوما، لولا صغر سنها الذي يظهر بوضوح لكانت حسبتها دلال.

نظرت لها تعنفها ولكن صوت تحطيم شق الصمت، التفتت رؤوسهم لليلة التي كانت تقف متخشبة لاستماعها تلك الكلمات الخارجة من فاه الصغيرة اللطيفة، لم تصمد امام عبارتها الاخير وسقط منها كأس العصير اسفل قدمها.

احترقت دولت اكثر مع زيادة كلمات هاجر التالية لليلة : هاي ليلة، قوليلي بصحيح هو انتوا هنا بتعملوا الكشري بنفسكوا ولا بتسيبوه لدولت هانم؟، هما مش بيقولوا برضو اقلب الادره على فومها تطلع البت لامها.

لم تستطع كبت ضحكاتها بعد ان ارسلت لها غمزة من عينيها السوداء الواسعه، صرخت ليلة بفزع حين وصلها الصوت الحاد : انتي يا زفته، واقفة عندك بتهببي اى ؟!، امشي غوري على جوه يلاا.

انتفضت ليلة بإمتعاض زاد من نقم هاجر، الا انها همست لها : هجيلك اخد كوباية بدالها ونتكلم .

وعد الهامورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن