part 1

2.2K 20 9
                                    

الفصل الاول"
صوت حذائها الصارخ يسبق خطواتها، تسير بثقة لا تليق بأي فتاة غيرها، بشعرها البني الداكن وعينيها المماثلة له وملابسها الغاية في الأناقة، سارت تجاه باب رائع طرقت عدة طرقات حتى أتى لها الإذن من صوت رخيم وقور، دخلت تنظر إليه وهو جالس على كرسيه امام مكتبه بملابسه الصعيدية التي لم يتخلى عنها رغم نفوذه وسلطته، اشار لها بالاقتراب فاقتربت "منه" تقبل يده ثم عادت جالسة امامه بهدوء تتميز به، ألقى عليها نظرة تخترق حصونها تجعلها تسرد كل شئ بدون تفكير، حاولت أن تراوغه لعلها تحظي بفرصة أمامه.

حمحمت قائلة: جيت اسلم عليك قبل ما انزل الشغل، قولي بقى اخدت دواك ولا هتتعبنا معاك يا حج جابر ؟!

إرتفع إحدى حاجبيه بعبارة أحقًا، توترت وفلتت منها ضحكة ثم بهتت ملامحها كما لو ان كل هموم الدنيا أصبحت على عاتقها وحدها، تسارعت انفاسها كما أنها تحارب شيطان.

اغمضت عيناها هامسة بصوت وصل له جيدا: نفس الحلم كالعاده، مش عارفة هفضل لحد امتى بفكر في حاجة مش هترجع، وهي عايشة حياتها ولا على بالها اللي بتموت هنا وكل يوم بتصحى تسأل سؤال واحد وهو ليه ؟!

قالت أخر كلمة تزامنا مع سقوط دموعها، ارتفع صوت شهقاتها مرتطمة بأحضان جدها، ملاذها الاخير بعد ان تركتها، تركتها مع ذكريات الماضي تعصف بخلايا رأسها كل ليلة، تركتها تسأل نفسها العديد من الاسئلة كل إجاباتها لدى الاخرى، ابتعدت عن أحضانه عندما شعرت بكفيه تمسح دموعها بحنان .

حدثها بصوت قوي: سيبي كل حاجة مع الوقت يا حبيبتي، وبعدين حفيدتي قوية صح ولا اى

ابتسمت مجيبة: أكيد يا جبورة

عبست ملامحه بشكل جعل ضحكاتها تتصاعد اكثر عندما عنفها بضيق مصطنع : اى جبورة ده، بوظتي الهيبة يا ست منه

قالت "منه" بوجه ضاحك: يباشا هيبتك محفوظة، وبعدين جبورة ده مسموح ليا انا بس، يعني الاقي سكرتيرة بتضحكلك كده بتغمزلك كده صدقني هتبقى عواقبها مش حلوة.

ضحك عليها متحدث : ماشي ياستي، يلا روحي شوفي شغلك بقى اللي سبتي شغلك معايا علشانه

اجابته بهدوء: والله يا حبيبي الحكاية مش كده، انت عارف انا بحبك قد اى ومقدرش استغنى عنك، الموضوع اني حابة ابدأ من الاول واعتمد على نفسي، وكمان وجدي بيه انسان كويس ومحترم جدا

هز رأسه وتحدث: ماشي يا حبيبتي دولت هانم صحيت ولا لسه

اجابته بسخرية مريرة: دولت هانم تصحى دلوقتي ؟!!، ديه بتصحى على بالليل كده تشوف المجتمع المخملي بتاعها، هي مش فاضية تكون ام لحد

حزن بداخله عليها ولكن قال لها : طب يلا امشي انتي عطلتيني

حدثته منه : ماشي همشي انا بقى واسيبك تشوف شغلك مع السلامه يا جبورة

وعد الهامورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن