part 4

447 4 2
                                    

أنا شاب ولكن عمري ألف عام .. وحيد ولكن بين ضلوعي زحام".
_صلاح چاهين
                       
  ___________________&________________

لاحت الصدمة على وجوه الصديقين من ما يروا، بعد أن انتفضت قلوبهم هلعا على صوت صراخ وصل اليهم جيدا، وتسابقت اقدامهم في الوصول للأسفل ومئة سيناريو يرتسم داخل عقولهم، واذا بهم يجدوا جدة هاجر جالسة تبكي على الاريكة و ملامحها متشنجة بشدة

اقتربت هاجر بفزع تركع امام ركبتيها تحدثها برجفه : دلال!، مالك حصل اى ؟، حد عملك حاجة طيب؟!، ام شروق قالتلك حاجة زعلتك؟.

جلست منه بجانبها ترفع يداها عن وجهها وتحدثها بحنيه : مالك يا دلال مين زعلك بس ؟

اشارت لهم بإتجاه شئ، فالتفت رؤوسهم ولكن لم يجدوا سوى التلفاز وبعض الاشياء التي تزين الحائط خلفه، ضاقت عين هاجر بريبة وهي تحاول ان تفهم ماذا حدث.

التفتت لها تحدثها بهدوء مريب : فيه فار ورا التليفزيون ؟

انكمشت ملامح منه متراجعه للخلف والتي تغاضت عنها هاجر فاهي تعلم أنها تهابه منذ الصغر، انتبهوا لهدوء دلال وهي تمسح على وجهها وتتحدث بصوت متحشرج من البكاء : مكنتش اعرف ان هيحصل كده دلوقتي.

اجابتها منه وهي تحاول مواساتها : اللي هو اى طيب؟

صاحت في وجوههم بصوت عالي جعل منه تتراجع للخلف ترتطم رأسها بالحائط خلفها مطلقة صرخة ضعيفة، غافلة عن هاجر التي افترشت الارض من الفزع : الواد اعترفلها بحبه اخيرا، كل مرة يفضل فاتح بوقه زي السمكة اللي بتتنفس تحت المايه وميقولش حاجة، ده ابوه بقى شبه امه من كتر ما هما مستنيين، وخلاص بقى هيقروا الفاتحة .

قالت الأخيرة بحماس اخترق الصمت الذي عم عليهم، انتقلت نظراتها المتوترة بين منه التي تضع يدها فوق راسها من الالم، وهاجر التي تنام على ظهرها ترتسم على وجهها علامات الغباء.

انطلقت زغرودة في الارجاء انتفضوا لها تليها كلمات هاجر بفرحة عارمة : يا الف نهار ابيض، يا الف نهار مبروك، اخيرا جالها جال احبك جالها، قولي والله ؟!

ردت عليها ببهجة وهي تصفق بإيديها : اه والله، بس انا مش عارفة هما هيقروا الفاتحة ولا لا، اصل هما عالم بيعبدوا البقر فا مش عارفة بيقرأوا اى، ولا هيعملوا طقس الكركم والكاري والبهارات بتاعتهم ديه.

همست هاجر بتعبير جعل منه تتراجع من الخوف : لا متقلقيش احنا هنقرأها.

ابتلعت منه ريقها متجنبه القادم عندما تسائلت دلال : وده بمناسبة اى ؟

صرخت بوجهها مما جعلها تسقط خلف الاريكة وهروب منه خارج المنزل من صوتها الذي رج المكان : جنازتك يا دلااااااااالل.

_____________________________________

نزل من سيارته بهيبته المعتاده وصوت خطواته يشق الصمت داخل المديرية، وبالحق من لا يهاب الرائد عمر يحيي الزيني مثال الانضباط والجدية ذو السادسة والعشرون من عمره، يحمل من الصرامة والمرح مقدار يجعله مميز وسط زملائه ومن أكبر منه ايضا في الرتب، لم يحصل على قضية الا وحلها اصبح يجري بين اصابعه في ايام قليلة، الا تلك صاحبة العدسات البنيه اللامعه، يشعر انها تتسلل داخله كاللص المحترف الذي يعرف أين تقبع اثمن الاشياء لديه، زفر ينفض راسه محاولا اخراجها من رأسه فاهي أصبحت تسكن عقله من موقف واحد فاماذا بعد ان اقترب منها ؟!

وعد الهامورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن