الفصل الواحد والأربعون

596 56 6
                                    

الفصل الواحد و الأربعون
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
فرغ فاه ليرد لكن قاطعه صوت رنين هاتفه وقعت عيناها على اسمها نظرت له و قالت بنبرة مغتاظة:
- لا واضح فعلًا إنها بنت عمك و بس

نادت والدها بنبرة مرتفعة و قالت:
- بابي أنا تحت في العربية ماشي

كاد أن يسير خلفها لكنها اوقفته بسبابته و قالت:
- خليك مكانك مش عاوزة خدمات من حد

تمتمت بغيظ شديد و قالت:
-يا بتاع هدية !

تمتم بخفوت و قال :
- أنتِ هبلة ؟! و انتِ مالك ابقى بتاع هدية و لا غيرها يخصك في إيه أصلًا .

طالعته بحزن و حيرة شديدان،  كأنها تخبره هي نفسها لا تعرف تشعر بهذه الغيرة، عادت لها " تميمة" التي تعرفها جيدًا و اعتاد عليها الجميع رفعت ذقنها بشموخ ثم غادرت من المنزل عازمة الأمر على أن  لا يتكرر ماحدث مهما دفعها فضولها  تجاه ذاك الجاسر .

عاتب نفسه و حاول ان يستوقفها لكن منع نفسه في اللحظة المناسبة،  وقفت والدته جواره و قالت بفضول
- كانت بتقولك إيه تميمة يا جسور ؟!

رد بكذب و قال:
- هتقول إيه يعني يا دعاء كلامها العادي واللي اتعودت عليه تقريبًا

لم تصدقه والدته لكنها مجبرة على أن تجاريه حتى يتحدث هو دون ضغط،  حركت رأسها وقالت بجدية حين عادت للأريكة التي جلس عليها أبيها:
- البنت دي عمرها ما هتتغير  أبدًا .

تابعت و هي تناول أبيها قدح القهوة و قالت:
- تصورا  من كام يوم اتقدم لها ابن صاحب أبوها و ماديًا مافيش احسن من كداو الولد زميلها في الجامعة و فضل بيقول إنه متوقع له إنه يكون محامي شاطر جدًا جدًا و اللي عرفته إن الولد بيسعى يكون وكيل نيابة .

رد " جاسر" بهدوءٍ  عكس ما يدور داخله من صرعات نجحت أمه في تأججها،  تناول منها قهواه و قال بتساؤل:
- و هي رأيها إيه بقى ؟!

تتطلعت إليه تقرأ تعابير وجهه الذي نجح و بجدارة في تحكمها و فشلت هي في قرأتها  فقالت  بهدوء و هي ترفع كتفيها للأعلى قليلًا
- رأيها كالعادة أنا مش عاوزة اتجـ ـوز دلوقتي  أنا بكون مستقبلي  و ناوية اشتغل بعد الدراسة مش اقعد في البيت و اخرط بصل و طماطم .

رد والد دعاء و قال بإبتسامة خفيفة
- البنت دي ذكية جدًا و شاطرة كمان بصراحة مكنتش متوقع إنها بالحنية دي

ردت " دعاء"  بنبرة ساخرة :
- حنينة اوي اوي يا بابا

تابعت بجدية قائلة:
- اسكت دي عليها قلبة لما بتطلع يكفيك شرها ربنا  واخواتها عاملين معاها زي الطفلة اللي عندها خمس سنين سياسة و محايلة  عشان متقلبش قلبتها  و اللي طالع عينه صحيح  الواد ساجد بيحايل في دي و يدلع دي عشان محدش يحس بفرق في المعاملة .

ختمت حديثها قائلة بنبرة جادة:
- بس الشهادة لله تميمة حنينة على اخواتها بل بالعكس مش أي حنية دي حنية الأم،  من الآخر متقمصة دور لميس  اوي،   و أي حد يطلب منها أي حاجة بتعملها حتى لو تعبانة و لا مش حابة تعملها بتعملها عشان ترضي اللي قدامها .

أنا ووشمي وتعويذة عشقك ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن