في زنزانات قلعة الخطايا حيث يعذب الخائنون ويُسجن كل من يقف أمام الخطايا،
في نهاية طرق مظلمة متناثر على جدرانها الدماء ورموز تحكي عما يحصل في المكان، في نهايتها غرفة تعذيب.
حيث الفتى الشيطان مقيد من يديه بسلاسل صلبة، يقوم شخص مرتدٍ قناع على وجهه.
يملأ المكان صوت جلد عنيف، يقوم ذلك الشخص بجلد الفتى الشيطان.
يتحدث ذلك الشخص ويبدو أنه يتمتع ويتلذذ بتعذيب الفتى الشيطان ويقول له:
- يا له من عار، تركت ذلك الكائن يسيطر عليك وفشلت في المهمة.
- يا له من عار، كيف تسمي نفسك الفتى الشيطان وأنت لا تستحق الاسم، كيف تخذل الخطايا في مهمة بسيطة.
كان ذلك الشخص يجلد الفتى الشيطان والفرحة على وجهه، والخبث، لكن سرعان ما أصبح غاضباً.
- لماذا لا تتألم؟ لماذا لا تقول شيئاً؟
مع أن الضرب كان عنيفاً وضربات الصوت تترك علامات على جسد الفتى الشيطان إلا أنه لا يشعر بالألم وكأن مشاعره تبلدت.
زادت عنف الضربات وبقي ذلك الشخص يصرخ بغضب متناثر بضرباته دماء الفتى.
- أين مشاعرك... أين ألمك... أريد سماع صوت صراخ واحد...
- انتظر، أنا أعلم ماذا أفعل، هل... هل أقتل الذهبي؟
وقبل أن يكمل كلامه كُسرت إحدى السلاسل التي تمسك يده، وبنظرة سيكوباتية قال الفتى الشيطان وهو يبتسم ابتسامة مرعبة:
- أقسم، أقسم إن لمست الذهبي أو أي من أصدقائي سوف أقتلع قلبك وسوف آكل كل جزء من جسمك اللعين ذاك، هل تفهمني؟
رجع ذلك الشخص إلى الوراء والخوف يتملكه خصوصاً أن الظلام أكل المكان وغطي الفتى الشيطان، ولم يبقَ سوى نور أحمر خارج من عين الفتى الشيطان.
ثم همسات ظهرت في عقل ذلك الشخص وقال: يمكنك الرحيل، الخطايا ينتظرونك في المحكمة.
كسرت السلسلة الأخرى واتجه الفتى الشيطان نحو الباب ليخرج، وعندما أصبح بجانب ذلك الشخص قال له بكل غرور:
- أقسم إن لمست الذهبي سوف أعذبك حتى الموت وسوف أتركك هنا حتى تتعفن.
اتجه الفتى الشيطان إلى محكمة الخطايا يمشي في ممرات القلعة وأضوائها الجميلة، وكل ضوء يظهر علامة من علامات الجلد على جسد الفتى الشيطان.
مع جمال القلعة وأضوائها الجميلة، كان الفتى يشعر أنه يمشي على أحجار بُنيت بدماء الضعفاء، خصوصاً بعد ما عرف وهو في غرفة التعذيب أن دائماً يتم اختيار مجموعة من السجناء يُشغّلون في القلعة إلى أن يموتوا جوعاً.
دخل الفتى الشيطان المحكمة ووقف في نصف المحكمة في مكان ضوء دائري.
نظر إليه الخطايا، كأنهم يتأملونه، وقال الملك زاركس:
- أيها الفتى الشيطان، نظراً لأننا نحترمك ونحبك اخترنا تعذيباً صغيراً بدلاً من قتلك، لكن لا تقلق نحن نسامحك ونتقبل فكرة وجود الكتب بداخلك، لكن عندما نجد طريقة لإخراج الكتب منك سوف نستخدمها.
- افعل ما تريد، لا يهم، الكتب لا تفيدوني في شيء.
- إذن دعني أقول إننا لسنا متضايقين بسبب قتل الأعضاء، وهذا لأنهم لم يكونوا الأعضاء الحقيقيين.
- انتظر، هل تقول إن الذين كانوا معنا كانوا ممثلين للأعضاء الحقيقيين؟
- نعم، والآن أخرجوا من الظلمة يا أعضاء الكرمسون أوردر الحقيقيين.
خرج من عتمة المكان أعضاء الكرمسون أوردر الحقيقيين، وكانوا يرتدون دروع الفرسان، دروعاً بلون أحمر دموي، وكل واحد منهم يمتلك سلاحاً يميزه عن الآخر. وقفوا أمام الفتى الشيطان بكل شموخ وفخر قائلين بصوت واحد:
- نحن أعضاء الكرمسون أوردر، أقوى فرسان العائلة الشيطانية وقادة جيش الخطايا، قادة الجيش الثامن.
- نحن نهنئك على قتل الممثلين وحدك، هذا يدل على قوتك، ونحن نأمل أن نتقاتل سوياً.
تحدث الملك مامون وقال للفتى الشيطان:
- كمكافأة منا على محاولاتك وعلى إحضارك الكتب، حتى إن بقيت معك، نحن نكافئك بكتاب سحر الدم، استخدمه بحكمة.
ظهر كتاب من العدم أمام الفتى، أخذه الفتى بكل هدوء.
وتحدثت لفياثان وقالت:
- الآن اذهب وغير ملابسك، لأن هناك حفلة تقام في قلعة العائلة الشيطانية بمناسبة دخول العائلة في تصنيفات الفرق المميتة، أتمنى أن تستمتع.
خرج الفتى الشيطان وذهب إلى غرفته، وكل من في المحكمة اختفى وذهب كل منهم إلى مملكته الخاصة.
لكن كان هناك زائر ينتظر في غرفة الملكة لفياثان، تحدثت لفياثان بنبرة توقّع:
- اخرج، أنا أعلم أنك موجود يا صديقي القديم!
خرج شخص يرتدي بذلة سوداء وشعره أحمر ويمتلك شكل البشر.
- نعم، إنه مفيستو.
- إذن، ما أخبار الفتى؟
- الفتى في حالة جيدة، لا تقلق، أقلق على نفسك أولاً.
- لا يهم... في الواقع لم أكن أتوقع أن رؤيتك سوف تتحقق.
- قلت لك، أنا أرى المستقبل وأتوقع ما سوف يحصل.
- إذن سوف أرحل الآن، لكن لا تنسَ صفقتنا.
- لا يهم، ارحل الآن.
طار مفيستو عالياً في السماء يتأمل قلعة الخطايا، ضحك مفيستو ضحكة خبيثة قائلاً: قريباً... قريباً سوف تكون المملكة ملكي.
وفتحت بوابة سوداء في السماء، خرجت منها ليليث، وقبل أن ترفع رأسها،
أمسك مفيستو رقبتها وقال بغضب:
- لماذا تدخلتِ في الأمر دون علمي؟
تحدثت ليليث بصعوبة بسبب ضغط مفيستو على رقبتها قائلةً بصوت متقطع:
- لقد... كنت... أحاول... مساعدتك.
تركها مفيستو، أخذت ليليث أنفاسها بصعوبة، ونظر مفيستو لها وقال: لا يهم، افعلي ما تفعلين لكن أعلميني قبل أن تنفذي أولاً.
في تلك الأثناء دخل الفتى الشيطان غرفته ليجد أليكساندر ينتظره ومجهزاً له بذلته.
وقال بفرح: لماذا تأخرت؟ بسببك سوف نتأخر على الحفل.
قال له الفتى الشيطان بكل غرور وهو يرتدي بذلته:
- أنت مستعجل وكأنه حفل أختك.
- لا يا ذو الدم الخفيف، هناك الكثير من الفتيات الجميلات هناك وعلى تنفيذ رغباتي.
- إنك وغد نجس، لم أعرف يوماً أنك هكذا؟
- لا يهم أيها الفتى الشيطان، لكن أسرع نريد الذهاب بسرعة،
أنا الآن أتخيل الفتيات هناك.
ارتدى الفتى الشيطان بذلته وصفف شعره وفتح بوابة أخرجتهم عند السلم المؤدي إلى قاعة الاحتفال.
صعدوا السلم ليجدوا الفتى الذهبي وفانتين والباقي في انتظارهم.
نظر الجميع باستغراب إلى أليكساندر بسبب التشابه الكبير بينه وبين الفتى الشيطان، وأيضاً لأنهم لم يروه من قبل.
تحدث الفتى الشيطان وقال: أقدم لكم أخي التوأم أليكساندر، ممثل خطيئة الشهوة.
رحب الجميع به ورحب أليكساندر بهم، ودخلوا القاعة معاً.
بعد دخولهم القاعة، أضاءت الأنوار الخافتة وتردد صدى الموسيقى الرقيقة في أرجاء المكان. كانت القاعة مزينة بألوان زاهية تعكس الفرح والسرور في قلوب الحاضرين. تبادل أليكساندر النظرات مع الجميع، وكأنه يقرأ أفكارهم دون أن ينطق بكلمة. كانت هناك همسات بين الحضور عن القوة التي يمتلكها هذا الشاب الغامض.
اتجه الجميع للرقص مع الحاضرين، واتجه الفتى الشيطان والذهبي إلى شرفة القاعة ليحكي كل منهما قصته للآخر.
وقف أليكساندر يتأمل المكان والنساء بفرح وذهول، ثم تقدم وأمسك يد أريكا وقال لها: هل تقبلين الرقص معي؟
ذهلت أريكا من سرعة الموقف وبدأ وجهها بالاحمرار وتباينت عليها علامات الخجل وبصوت منخفض: نعم، أقبل.
بدأ الثنائي بالرقص على إيقاع الموسيقى الرائعة، ومع كل حركة يتألق كل من الطرفين تحت الأضواء الزاهية.
بينما فانتين وأريك يأكلان ويحتسيان النبيذ.
الفتى الشيطان: أنظر لقد أوقع أليكساندر بأريكا.
- دعهم يمرحون، لقد رأوا الدماء والجثث لفترة طويلة.
دخل عليهم أليكساندر وأخرج من جيبه سجائر وأعطى لكل منهما واحدة.
- هاى، لماذا لا تدخنون؟ هل تخافون على صحتكم أم ماذا؟ جربوها.
ورحل، قام الاثنان بتوليع سجائرهما.
- إن أخاك صديق سوء.
- نعم، إنه كذلك.
دخل فانتين عليهم وقال: تعاليا بسرعة، أليكساندر على وشك الغناء.
الفتى الشيطان: أتمنى ألا تكون أغنية منحرفة.
وقف أليكساندر وأخرج ميكروفون وبدأ بالغناء:
أنت مميز... أنت مميز.
في عالم مجنون... العالم السفلي سوف يشتعل... الأخبار تنشر الخبر...
أحبك يا عزيزتي، لنرقص تحت ضوء القمر مهما كان الأمر، مهما كانت المصائب، قلبي يتغير ويدمر، نعم أنت مميز.
انظر للأشلاء تملأ أرض المكان... نعم الموت... انظر لوجهي... ينتهي الأمر دائماً بالدم، نعم أنت مميز.
أرجوك لا تتركني وحدي...
هذه لعنتي وقدري... أنت مميز.
أنت مميز... لا تتركني وحدي... ينتهي الأمر بالدم... وأخبر أي أحد مميز عن الأمر.
أنت مميز... في قلبي أنت دائماً تبقى.
في الليل الهادئ... حيث النجوم تلمع في السماء.
أحلم بك دائماً... وأتمنى ألا تغيب.
أنت مميز... في عينيك أجد الأمل.
في الأوقات الصعبة... أنت ملاذي والسكون.
أحبك يا عزيزي... فأنت نور القمر المضيء.
أنت مميز... لا تتركني في الظلام.
في قلبي مكانك... وبدونك يصبح العالم خراباً.
أنت مميز... أنت الحب الذي لا ينتهي.
أنت مميز... وينتهي الأمر بالدم... لا تتركني وحدي.
هذه لعنتي وقدري ومصيري.
وأخبر أي مميز آخر... أنت مميز... أنت ملعون... وأنت مميز.
أنت تقرأ
الفتي الشيطان سراديب الأرواح
Horrorيذهب الفتى الشيطان مع أعضاء الكرمسون اوردر فى مهمه البحث عن الكتب المحرمه فى سرداب يقال ان كل من دخله لم يعد فا هل سوف ينجحون و ما هدف الملك اسموديوس الحقيقي.