في الأفق البعيد، حيث تتلاقى السماء مع الأرض، وقف هيروشي، عيناه تشتعلان بلهيب الغضب الذي يكاد يحرق روحه. شاهد صديقه يتألم، وشعر بالجزع يخترق قلبه، فتحول غضبه إلى قوة دافعة. بإرادة لا تلين، استدعى هيروشي الأفتار العملاق، وهو إحدى تقنياته التي تمتلك قوة تفوق الخيال. مع صرخة حماس، أطلق هيروشي سهامه العملاقة التي اخترقت جسد الملك الظالم بلا رحمة.
الملك، بحجمه الهائل وقوته المهيبة، لم يهدأ لحظة. بضربة واحدة قوية، أسقط الأفتار العملاق، ومعه هيروشي الذي كان يتحكم به من الداخل. صوت تفعيل العين، وهو قوة خارقة يمتلكها هيروشي، ارتفع مدويًا، وبدأت الدماء تتدفق من عينيه اللتين تحولتا إلى مصدر لقوته الغامضة.
فجأة، وكأنها إرادة القدر، اشتعلت النيران على جسد الملك من العدم. كانت نيران عين الأوريجامي، قوة خفية أطلقها هيروشي في لحظة اليأس. ومع صرخة غضب تعمد السماء، أعلن هيروشي تحديه الأخير: "لن أسمح لك بإيذاء رفاقي، حتى لو كان ثمن ذلك حياتي!"
مع كل سهم يطلقه هيروشي، كان الملك يشفي جروحه بسرعة خارقة، وكأنه يتحدى قوانين الطبيعة نفسها. لكن هيروشي لم يستسلم. بدون تردد، استخدم قوته لتجميد المياه المحيطة بالملك، ومن قلب الجليد البارد، انبثقت أعمدة حادة كالسيوف، اخترقت جسد الملك، معلنة عن بداية نهاية معركة أسطورية.
في ظلال الغسق، حيث السماء تتلون بألوان الغروب الساحرة، برز ساجي، حامل العيون الزرقاء الساطعة، متألقًا بقوة عظيمة تتجاوز حدود الواقع. لم تكن نهاية المعركة بعد، فبترتيل تعويذة قديمة، تعويذة ماه، ابتلع الجليد الملك العنيد وحوله إلى تمثال متجمد، صامت وبارد.
لكن الفرحة لم تدم طويلًا، فبقدرة ما، تحرر الملك من قيود الجليد، معلنًا عن استمرارية قوته. في هذه الأثناء، كان أليكس مستلقيًا على الرمال الناعمة، يراقب المشهد بابتسامة مطمئنة، كأنه يشاهد فيلمًا مثيرًا يتكشف أمام عينيه.
ومن ثم، بصوت مرعب يخترق الصمت، تحدث الملك، صوته يتردد في الأرجاء، مخلفًا الرعب في قلوب الجميع: "لا أحد يمكنه قتالي، منذ ألف سنة لم يستطع أحد أن يترك أدنى ضرر بسمعتي."
بقوة مدمرة، هاجم هيروشي، محطمًا الأفتار الذي كان يحميه، ومع تحريك أجنحته القوية، دفع ساجي بعيدًا. في تلك اللحظة، أطلق الذهبي قوته الكاملة، متذكرًا كلمات ليليث التي لا تُنسى.
"ما هي تلك القوة؟" سأل الذهبي بفضول محموم.
ابتسمت ليليث ابتسامة عريضة وخبيثة، وقالت: "تلك القوة تُدعى الأمواج، ستمنحك دفعة قوية لقوتك وطاقتك كلما استخدمتها. ولكن هذا ليس كل شيء، فهي ستمنحك أيضًا تحولات، مثل الفتى الشيطاني."
وأضافت بنبرة جادة: "لكن احذر، فمع كل مرة تستخدم فيها قوتك بعد نهاية المعركة، سيتضرر جسدك، ومع كل استخدام، يزداد الضرر، حتى يأتي يوم وتموت."
في لحظة تحولت إلى أسطورة، وقف الذهبي، محاطًا بذكريات الحوارات القديمة التي كانت تتردد في ذهنه. ومع تفعيل قوته الجديدة لأول مرة، انبثقت منه هالة ذهبية لامعة، تشع بقوة مهيبة، ولكنها ممزوجة بخيوط من الظلام الغامض.
الملك، بعينيه التي ترصد كل حركة، نظر إلى الذهبي بتساؤل محمل بالدهشة والريبة: "من أين لكم بهذه القدرات العجيبة؟"
وبسخرية لاذعة، رد الذهبي، وهو يستعد للتحول: "ربما عليك أن تسأل والدتك."
وفجأة، أضاء الذهبي المكان بقوة ساطعة، ومن بين أشعة الضوء الخالدة، ظهر فارس ذهبي اللون، ممسكًا بسيفه الطويل اللامع، وبنظرة فخمة تعكس عزمه وشجاعته، أعلن بصوت جلي: "التقنية الضوئية، ذهب الملك!"
من اليمين واليسار، انبثقت أعمدة حادة ضخمة من الذهب، اخترقت جسد الملك بلا رحمة. وبينما كان يصرخ الملك، متحديًا: "لن ينجح هذا معي!"، انفجرت الأعمدة داخله، محولة أجزاء من جسده إلى ذهب خالص.
وبغضب يليق بملك مهزوم، نظر الملك إلى الذهبي وصاح: "أيها الذهبي، أنت أقوى شخص فيهم، هيا واجهني!" وبذلك، بدأت مواجهة ملحمية، حيث القوة والشجاعة تتصادمان في معركة لن ينساها التاريخ.
في قلب المعركة العنيفة، حيث الصراع يتجسد بين النور والظلام، تحرك الذهبي بسرعة خاطفة، سيفه يلمع كبرق يقطع السماء، مخترقًا جسد الملك بضربات محكمة. كان يتفادى هجمات الملك برشاقة الريح، وكأنه يرقص مع الخطر.
وفي تلك الأثناء، كان الفتى الشيطان ينزف بغزارة، رؤيته تغشاها ضبابية الموت، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، يتساءل في صمت مؤلم: "هل هذا هو الموت؟ أن تكون وحيدًا..."
دماؤه تتدفق كنهر من الأسى، وقد فقد كل بصيص أمل، سقطت يده على الأرض الباردة وهو يهمس بكلماته الأخيرة: "أليكس، أنا أترك الجميع في حمايتك..." ومع هذه الكلمات، غادر روحه عالمنا.
وسط الفوضى، رأى الذهبي صديقه جثة هامدة، وصرخ باسمه، صرخة ملأت الأفق بالألم. لكن الملك، بلا رحمة، وجه إليه ضربة قوية أطاحت به إلى الأرض.
وفجأة، توقف الزمن، القمر يتحول إلى اللون الأحمر الدموي، والمياه تتلون بلون الدم الأحمر. وكأن الطبيعة نفسها تعلن عن حزنها، انبثقت أشجار من الأرض في لمح البصر، ومن بين أغصانها، ترددت ترنيمة مرعبة، ومنها خرج العديد من الأشخاص يرتدون عباءات سوداء، وجوههم مخفية خلف أغطية سوداء، كأنهم شهود على نهاية عصر.
في اللحظة التي تمزق فيها الصمت بترنيمة غامضة، وقف ساجي قلقًا، وسأل بقلق يعتصر قلبه: "ما هذا؟" فأجابه الذهبي بنبرة محملة بالجدية: "هذه ترنيمة استقبال... هناك كائن ليس ببشري قد أتى إلينا."
تصاعدت الترنيمة المرعبة، وظهرت أمامهم امرأة بعباءة بيضاء ناصعة، كأنها عروس تتهيأ للزفاف. لكن عندما رفعت رأسها، كشفت عن ملامح شيطانية تخفي وراء جمالها خبثًا لا يوصف.
عينا الملك تحولتا إلى اللون الأسود العميق، وبدأ ينضم إلى الترنيمة بصوت يشبه الوقوع تحت تأثير التنويم المغناطيسي، وهو يردد مع الجمع:
"احذروا... إنه قادم... الموت... الملك المبجل... الشيطان، نزيل الشؤم... لقد أتى... لقد أتى..."
ومع تصاعد الرعب والقلق، بدأت الشياطين تظهر من كل حدب وصوب، من الأشجار والبحر وحتى السماء، وهم يرددون بصوت واحد:
"لقد أتى... الملك... الملك... عاد من الموت لينتقم... ها هو ذا... هيبة الملك... لقد عاد بقوته الجبارة، محملًا بالرعب والغضب..."
في لحظة مفاجئة، انبثقت هالة مشؤومة محملة بالرعب، وأصابت قلوب أعضاء البلاك أستورم بالفزع العميق. كان مصدرها مكان جثة الفتى الشيطان، حيث اندفع من بين الأشجار شخصية مهيبة، ترتدي بنطالًا أسود وهاي كول أسود، شعره أبيض يتخلله خصلات حمراء، وعين حمراء مدوية تسيل منها الدماء، وبشرته سوداء كالليل. الغضب والغرور يتربعان على محياه، وقرن أسود ينبثق من جبهته، مزين بزخارف ذهبية تضفي عليه هيبة ملكية.
مع كل خطوة يخطوها، تتشقق الأرض وتذبل الأشجار، وعندما وقف أمام الماء، انحنى له الشياطين في خضوع، وبدأت المياه تغلي وتتبخر بسرعة مذهلة.
وبينما كان يمشي، ظهرت فتاة صغيرة جميلة، الخبث يطل من وجهها، متعلقة برقبته كظله الخاص.
وبصوت ترحيبي حار وعالٍ، نادى الشياطين جميعًا: "الملك المبجل، الفتى الشيطان. الملك المبجل، الفتى الشيطان."
أصيب الفريق بالصدمة، وتساءلوا بقلق وهم يشعرون بجلال الموقف: "كيف هذا؟ الفتى الشيطان... لا، لا، إنه شيطان!"
لكن أليكس أنهى التساؤلات بقوله: "لا، إنه الفتى الشيطان، لكن تلك هيئته الشيطانية. لقد أيقظ الجانب الشيطاني منه، وهذا يعني أن الجانب البشري قد مات."
كانت هيئة الفتى الشيطان الجديدة جذابة وتحمل هيبة، لكنها كانت مرعبة في الوقت ذاته.
في لحظة تحولت إلى أسطورة، تبددت الشياطين كالضباب تحت أشعة الشمس، واستعاد الملك وعيه. لكن بسرعة البرق، اختفى الفتى الشيطان وظهر بشكل مفاجئ أمام الملك، معلنًا عن نفسه بأربعة أذرع ضخمة، كل منها تمسك بخنجر عملاق مزين بالذهب.
بضربة سريعة ودقيقة، جرح الفتى الشيطان وجه الملك، ثم وجه له لكمة قوية أطاحت به في الماء. ومع عودته إلى الأرض، تطاير شعر الفتى الشيطان مع الريح، وهو يهز رأسه بتحدٍ وينادي: "الحوت لفياثان."
من أعماق الماء، برز حوت عملاق ضخم، قضم نصف الملك في مشهد مليء بالقلق والرعب. وبغرور ملكي، تحدث الفتى الشيطان: "ليس من العدل أن تكون عملاقًا." ثم ردد بترنيمة مفيستو القديمة:
"أوجيا شريكه، أوجيا شريكه، نولا فولما مي أوجيا نو شريكه."
وبصوت عالٍ مليء بالغضب، أعلن: "التقنية المحرمة، مغيل الأرواح!"
صرخ الملك من الألم، وتقلص حجمه إلى ثلاثة أمتار فقط. وأمامه، وجه الفتى الشيطان سلسلة من اللكمات العنيفة لوجه الملك، ثم أمسكه بقوة وألقاه نحو الأرض.
قبل أن يلامس الملك الأرض، انقض عليه الفتى الشيطان مرة أخرى، ضاربًا رأسه بالأرض ومحركًا وجهه عبر التراب. وبخناجره الذهبية، قطع قدم الملك وألقاه بعيدًا.
محاولًا استعادة شتات نفسه، صرخ الملك: "يا أعواني، اقتلوه!" ومن الأرض، برزت حشود الشياطين، لكن قبل أن يتحركوا، ذُبحوا جميعًا، فالفتى الشيطان قد ذبح نفسه، لكن بفضل قوته، لم يتأثر بشيء.
وبسخرية مريرة، تحدى الفتى الشيطان: "هل الملك الأخطبوط خائف لتلك الدرجة مني؟ الآن، لننهي الأمر!" وبذلك، استعد للضربة القاضية.
لا تنسوا التصويت و ترك تعليق تشجيعي
و المتابعه ♥️
أنت تقرأ
الفتي الشيطان سراديب الأرواح
Terrorيذهب الفتى الشيطان مع أعضاء الكرمسون اوردر فى مهمه البحث عن الكتب المحرمه فى سرداب يقال ان كل من دخله لم يعد فا هل سوف ينجحون و ما هدف الملك اسموديوس الحقيقي.