49 | الفصل الأخير.

207 7 32
                                    

اخوتي في الله، العرب بالخصوص والمسلمين بالعموم، قاطعوا من أجل غزة.
قاطعوا من أجل أطفال فلسطين فهذا أقل أو ربما أقصى ما تستطيعون فعله.
القدس مهرها غالي.

لا تنسوا الدعاء لأهلنا واخوتنا وأنفسها وقلوبنا في فلسطين والسودان 🇵🇸 🇸🇩

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على أرض الميكاتين المخضرة، في إحدى البساتين البعيدة عن العاصمة، صوت العصافير يزقزق مما يجعل ذلك المكان يمتاز بالبهاء والسخاء.

تمشت آخر نسل الأوتشيها بجانب صديقتها العزيزة، ثم أطلقت تنهيدة طويلة تحاول إخبار صديقتها بأمر مهم لكنها محرجة من ردة فعلها.

لتواصل التنهد فهي لم تفهم الغرض مما تفعله مير.

مير: ماذا هناك؟!.

توقفت سارادا عن المشي وحدقت في صديقتها الحامل.

سارادا: على حسب معلوماتي أن المشي الكثير يضر بصحة الحامل، لماذا تستمعين لكلام والدك الذي تعلمين أنه خطأ؟.

ابتسمت مير بودية قبل أن تجيب، ثم أبعدت خصلاتها المتمردة على وجهها -بفعل الرياح- بيدها.

مير: أعلم أن كلام أبي خاطئ، لكن أبي كان يعمل في فرقة الطوارئ عندما كان جندي في الجيش؛ لهذا كان يقول لنساء ريكشايتا المأسورات أن يكثرن من المشي حتى تسهل ولادتهن، وهذه الجملة سجلت في عقله.

سارادا: ألا يجب أن ترتاحي؟ لقد تأخر موعد ولادتك.

وضعت مير يدها على بطنها المنتفخة تتحسس مكان طفلها الصغير، لقد تأخر موعد ولادتها بشهر إلَّا أيام قليلة، تكاد تدخل شهرها التاسع بالفعل.

مير: بجدية أنا متحمسة لرؤية الصغيرين بيني وبين ڤيرا.

سارادا: متى سيعود ڤيرا؟.

مير: لا أعرف، لكن حتى لو لم يحضر ولادتي فأنا سعيدة بوجوده جواري طوال السبعة أشهر السابقة.

حدقت مير في صديقتها التي تنظر لإحدى الاتجاهات التي خلف مير بصدمة وعدم تصديق، عقلها لا يستوعب أن التي أمامها هي ...

سارادا: مير هل نحن بعيدتين عن العاصمة؟.

تعجبت مير من السؤال لكنها أجابتها نظرًا لكونها مصدومة.

مير: نعم، لقد ابتعدنا عن العاصمة بميل.

سارادا: إنها رها.

التفتت مير بعدم تصديق لترتسم الصدمة على ملامحها وهي تنظر لأختها الصغيرة التي لم تكمل شهرها الثامن تزحف بين الأشجار، ظلت تنظر لها بتفاجؤ فهذه الطفلة كانت مع والدها المهمل فكيف وصلت لهنا.

عدت يا كونوهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن