الجزء الثاني: "ليه يا زمن"
الفصل الثالث
فكرية : قوموا ناموا رحمة أعصابها تعبانه.
نوال : تصبحوا على خير.
أما سميرة فضلت قاعدة مكانها تفكر في كلام أمها..
فكرية دخلت عند رحمة.
فكرية : إيه اللي انت عملتيه ده ؟
رحمة : تعبت...
فكرية : تقومي تنكري ولادك؟؟
رحمة : إنت مش شايفة حالنا؟! علي من ساعة ما اتجوز حاله انقلب، بقى عايش في عز وما بقاش راضي بعيشتنا. البت فرح اللي كل يوم خناق مع جوزها، ده لسه حماتها بتشتكي منها. فرح كانت نسمة ما تسمعيش حسها، بقت ترد على جوزها!! بقيت شايفاها وحدة تانيه. ولا سميرة اللي جاية بعيالها في نصاص الليالي، ولا البت سماح راحت فطيس، و الولا كريم اللي ما نعرفش أراضيه، ولا موت المعلم مقتول.
ليه حالنا اتقلب كده يا فكرية؟؟ أنا كنت صابرة وساكتة طول السنين دي علشان عيالي، اللي شوفته محدش شافه، إستحملت جوازات أخوكي طول السنين دي، وفي الآخر بقيت أشهد زور. يا فكرية البت مظلومة، وانا حموت ومش عارفه اعمل إيه؟
فكرية : إنت عارفه مين قتل المعلم؟؟
رحمة : والله مش عارفة، بس اللي اعرفه إن زهرة كانت معايا جات عندي المحل، وعلي قالي لو قولت غير كده، أنا وكريم حنروح في الرجلين، وقالي إن كريم اللي ضربه.
فكرية : رحمة بصيلي.
رحمة رفعت عينيها لفكرية.
فكرية : عمرك ما حتعيشي مرتاحة يا رحمة، ذنب البنت الغلبانة هيفضل في رقبتك ليوم الدين. حتقابلي وجه الكريم إزاي يا رحمة؟؟ ده حتى إسمك فيه رحمة، مرحمتيش البنت ليه؟؟ الشهادة لله مشفناش منها حاجه وحشه، هي ضحيه ابنك وجوزك. ابنك فضل يضحك عليها ومتجوزهاش، وجوزك غصب شبابها، ولما وقع لاقاها في ضهره، وقفت جنبه ومسكت شغله، وحتى شغلك، ولا هتنكري ده؟
رحمة : ما بنكرش ده، وكفاية عذابها مع المعلم. واللي عرفنا إنها كانت مخطوفة من أهلها، بس الكلام اللي بيقولوه إنها كانت بتديه دوا.
فكرية : ملناش دعوة، المهم ما تشهديش زور. استغفري ربنا يا رحمة. تصبحي على خير.
طلعت من عندها لقت سميرة لسه زي ما هي قاعدة..
فكرية : خشي نامي جنب عيالك ولينا كلام بكرة
سميرة : أنام ازاي يا عمتي؟ ما سمعتيش ماما قالت إيه؟؟
فكرية : من غلبها يا بنتي، هي مش قصدها حاجة.
سميرة : لا يا عمتي، في حاجة غلط. زمان وانا صغيرة، كان المعلم بيتخانق معاها، وسمعته قالها دول مش عيالي، و روحت عنده وزقني جامد، وبعدها اتجوز نوال. بس نوال شفناها حامل بسماح الله يرحمها وكريم أنا مش فاكرة إني شوفت ماما حامل بفرح.
فكرية : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. إيه يا بنتي؟ كلام امك في ساعة غضب يخليكي تشكي فيها؟ عيب عليكي. وبعدين ده انت كنت عيله، هتفتكري أمك كانت حامل ولا لأ؟ يادوب كان عندك سنتين ونص، وأبوكي قال الكلام ده ساعة غضب. روحي نامي و استهدي بالله.
ثاني يوم في المستشفى....
زهرة ابتدت تصحى وبتحس بألم..
الممرضة بلغت الدكتور اللي راح عندها..
الدكتور : حمدالله على السلامة.
زهرة : الله يسلمك.
الدكتور : حاسة بي إيه؟؟
زهرة : دايخة وراسي بيوجعني، وعندي ألم في بطني.
الدكتور : ده شيء طبيعي بعد العملية. حوديكي دلوقتي غرفه عاديه.
زهرة بصت لي إيديها شافت الكلبش عليها و مربوط في السرير.
الدكتور : معلش يا مدام زهرة الظابط هو اللي أمر بي ده.
وطلع..
كان طارق واقف قدام الباب.
طارق : ممكن أدخل ليها ؟
الدكتور آه تفضل..
دخل طارق.
طارق : حمدالله على السلامه.
زهره : الله يسلمك.
طارق : إسمعيني يا زهرة كويس جدا جدا، إنت مش لازم تطلعي من هنا علشان سلامتك لحد يوم الجلسة. لأني مش ضامن لو رجعتي السجن هيحصل فيكي إيه.
زهرة : أنا كنت حموت، دول قالوا إنهم واخدين فلوس علشان يخلصوا عليا.
طارق : عارف يا زهرة. إنت متوقعه إيه؟ هما عايزين يدبسوكي في التهمه دي ويخلصوا منك.
زهرو : حسبي الله ونعم الوكيل فيهم .
طارق : بصي يا زهره، أنا اتفقت مع ممرضة تبقى تديك حقنه تخلي حرارتك عالية وضغطك واطي بأوامر من الدكتور، أنا كلمته على مشكلتك. هتتعذبي شويه، طول الوقت قوليلهم إنك تعبانة وعندك ألم و وجع. مثلي يا زهرة شوية، وهنا في حراسه من العساكر، وكمان جبت ناس يحرسوكي، يعني هنا أمان لحد ما نشوف حيحصل إيه.
زهرة : والقضية ماشية ازاي؟
طارق : إنت عارفه إني صريح معاكي جدا، القضية لابساكي، خاصه مع شهادة الحاجه رحمة. شوفي، أول جلسة حيكون بس استماع وحنحاول نجدد لحد ما الاقي إثبات براءتك. أوحش الظروف ممكن تاخظي حكم، بس ما تخافيش، حعمل اسئناف وحطلعك براءة من تهمة القتل، بس تهمة الدوا صعبه. بس لازم أثبت إن المعلم مات بحقنه سرعت ضربات القلب مفعولها زي الدوا. بس إنت لازم تساعديني.
زهره : أساعدك ازاي ؟؟
طارق : إرتاحي دلوقتي وفكري مين عارف حكاية الدوا. والشغالة اللي عندك كانت بتدخل الأوضة ولا لأ؟ وراحت فين دلوقتي؟
زهرة : مش عارفة. الدوا محدش عارف، والشغالة في آخر وقت بقت قاعده في الشقه.
طارق : زهرة، مافيش جريمة مكتملة، دي حطيها في دماغك. أنا حدخل كل القضايا في بعض، بس ده محتاج وقت، علشان كده خلي ثقتك فيا وانا والله مش حسيبك.
زهرة : وبنتك؟ إنت في خطر خلي أي محامي تاني يدافع عني.
طارق : هبقى اشوف الموضوع ده، بس القضية بتاعتي. عارف اللي بتمري بيه صعب جدا، ده اختبار من ربنا، كوني قويه وما تستسلميش.
نسرين بلعجيلي
زهرة : تعبت بجد، طول حياتي وانا بعاني. ماكملتش دراسه ونزلت أشتغل في محل كوافير علشان أساعد في مصروف البيت، شغل الكوافير مش سهل، بشتغل مع اللي تسوا واللي ماتسواش، وتهزيق وكلام مش ولا بد. طول المدة دي كان عندي أمل إن علي يتزوجني. ماكنتش طالبه حاجه غير الستر، أتجوز الراجل اللي بحبه. كنت مخلصه ليه، ولا كنت بطلع، ولا بكلم شباب، حتى الحجاب فرضه عليا قولت مش مشكله، بيخاف عليا. كان معايا في السر ومنبه عليا محدش يعرف، و وافقت، وفي الآخر راح اتجوز، والمعلم تجوزني. شوفت أيام سوده معاه، كنت بكرهه بجد. رضيت بقسمة ربنا ليا وسلمت و فوضت أمري الله، وابتديت أتقبل المعلم، بس قبليها كنت بديه الدوا غصب عني وندمت. تعب وفضلت معاه، كان صعب وعصبي وتحملت كل حاجه. وبعدها أعرف إن أهلي مش أهلي، وإني مخطوفة وأختي ميته، وكمان ادبس في جريمه قتل، ذنبي إيه في كل ده؟ ماحدش شاف اللي عشته ولا اللي حسيته، و يا عالم مستنيني إيه تاني؟
طارق صعبت عليه بعد ما شاف دموعها..
طارق : قولي الحمدلله يا زهره، أحيانا ما بنعرفش الخير فين. لو كان ليكي خير في علي، كنت تجوزتيه، بس ربنا حماكي منه. آه المعلم عذبك، وعارف إن العذاب النفسي صعب، بس في المقابل كتب ليكي كل حاجه، خلاكي المعلمه زهره زي ما بيقولوا في الحاره. بقى عندك محل الكوافير زي ما بتقولي، محل ملابس ومحلات المعلم. يعني دي نعم ربنا عليكي، إحمديه عليها، مفيش نجاح من غير وجع، مفيش حاجه بتيجي بالساهل. الحياه كده، وانت مؤمنه وتعرفي ربنا، تقبلتي اللي حصلك تقبلي حتى ده، إرضي يا زهره علشان ربنا يرضى عنك ويوقف معاكي في المحنه دي. ده ابتلاء بيختبرك بيه ربنا، أي حاجه بتحصل لينا في الدنيا ليها حكمه.
أقولك على سر؟
زهره : قول.
طارق : بعد ما اتوفت مسك في الحادثة كنت بموت. سنه وانا قافل على نفسي، جالي اكتئاب حاد، خاصة إن مسك كانت حامل في ولد، وكنت بموت فيها حياتي وقفت. آه راجل وبقول كده لأني ضعفت ساعتها و استسلمت. يمكن لأني كنت السبب في موتها من غير ما اقصد. بعدها وقع في إيدي ملف طبي ليها وهي متابعه مع الدكتورة، واكتشفت إنه كان عندها القلب. حصلت ليها مشكله بعد الولادة وهي خبت عني وكانت متابعه العلاج. آه حياتنا تغيرت بعد الولادة لأنها كانت بتتعب على أقل مجهود. أخذت الملف، روحت للدكتورة بتاعتها وقالتلي الصدمة، إن لو كانت ولدت كانت حتموت، وهي كانت عارفه وكملت الحمل. يعني كده كده كانت النهايه. لو كنت عرفت كنت هتعذب، وهي كمان كانت هتتعذب كل يوم. ربنا رحمها من الموت البطيء ومن العذاب النفسي. السر ده محدش يعرفه أتمنى تحافظي عليه.
هو كان بيتكلم لاقاها نامت من التعب، طلع وسابها.
بعد أسبوع....
علي راح بيتهم في الحاره، استقبلته عمته بعتاب.
فكرية : كده يا علي، كل ده ماتجيش تسأل على امك و اخواتك؟؟
علي : معلش مشغول.
طلعت سميرة راحت حضنته.
سميرة : وحشتني يا علي.
علي : وإنت كمان، معلش ماعرفتش أرد عليكي كنت مشغول.
سميرة : ياه يا علي، اتغيرت كثير. ده أنا كتبت ليك كثير ومفتحتش الرسايل.
علي : معلش. في إيه ؟
فكرية : فيه إن أختك عايزه تطلق وعايزاك إنت ترفع ليها الدعوة. واختك الثانية سابت بيت جوزها وقاعده. يعني اخواتك محتاجين لي راجل.
علي : انا مش فاضي للكلام ده، عندي مليون حاجه في دماغي.
طلعت رحمة من أوضتها..
رحمة : سيبي أخوكي معندوش وقت، فيه حاجات أهم عنده. تعال الأوضه علشان مانضيعش وقتك.
علي راح عندها...
رحمة : عايز إيه يا علي؟؟
علي : عايز أعرف الحقيقه كلها.
رحمة : أنا اللي عايزه اعرف الحقيقه بتاعتك. فلوسك منين؟ فلوس حلال ولا حرام؟ إيه السر اللي مخليك مع مراتك وهي وحدة مش محترمه، أبوك لسه ميت وهي نازله حفلات بلبسها المفضوح وترقص، على الأقل إذا ابتليتم فاستتروا. لا هي نازله على البتاع ده اللي في التلفون واخواتك شافوها. فيك إيه يا ضنايا اللي خلاك تغير جلدك؟ بقيت مجرم يا علي؟ يا عالم مين قاتل أبوك وعايز تلبسها في البنت الغلبانة وخلتني أشهد زور.
علي : هو انت ليه بدافعي عنها ؟؟ ليه مش عايزه تقتنعي إن هي إللي قتلتله.
رحمة : علشان كنت معاها وقت الحادثة وشوفتك وإنت وشك مقلوب والورق معاك، وعرفنا إن الخزنه اتسرقت. بدور على إيه علشان تقتل أبوك وتسرقه.
علي : آه أبويا!! هو بجد أبويا ولا إيه الحكايه؟ على العموم الحقيقه هتبان قريب.
رحمة : بقولك إيه، أنا حروح أغير شهادتي، كفايه اللي حصل للبنت وهي في المستشفى.
علي بعصبيه..
علي : أقسم بالله لو عملت كده ما حسكت. إنت بتلفي ودوري عليا، قوليلي أبويا مين وإنت مين؟ أنا بقيت أشك إنك مش أمي، ولا عايزه تتكلمي.
أقولك لو روحت شهدت في المحكمة هتشوفي مني ردة فعل مش هتعجبك. ودلوقتي عايزك تنزلي معايا تعملي ليا توكيل عام علشان اطعن في الوصيه.
رحمة : مش هتطعن في الوصيه، ولا أنا هنزل معاك، وحروح أغير شهادتي.
علي بص ليها بغل، فقد كل مشاعره اتجاه أي حد.
علي : خلاص، تبقي إنت إللي قتلتي المعلم.
رحمة : بتقول إيه؟؟
علي : بقول اللي هيحصل، لأنك مش عارفه إنت بتلعبي مع مين. عن إذنك. آه نسيت، خافي على نفسك وعلى بناتك.
وهو طالع وصل باب الشقه جات عنده فرح.
فرح : الحاجه أهي، يلاه بسرعه قبل ما حد يشوفنا.
علي أخذ منها شنطه بلاستيك وطلع. قفل الباب بقوه لدرجة إن رحمة وقعت من طولها..نسرين بلعجيلي
أنت تقرأ
ليه يا زمن
ChickLit...اه يا زمن، غريب امرك، تتلاعب بالناس تارة يمينا وتارة يسارا، تحركهم كانهم بيادق على رقعة شطرنج، توهمم انك اعطيتهم كل شيء ثم تسحب منهم كل شيء...لماذا يا زمن تغير عباءة الملاك لتلبس سلهام الافعى؟ فتمتص دم ضحاياك لاخر جرعة...تنفث سمومك حتى تتمكن منه...