ليه يازمن الجزء الثاني
بقلم نسرين بلعجيلي
Nisrine Bellaajiliالفصل السادس..
في القاعة بقي الكل يتكلم ومش مصدقين إن طارق عمل حادثه.
و انهارت زهرة...
القاضي : هدوء لو سمحتم، الجلسة هتكمل إن شاء الله.
عم الهدوء القاعة....
القاضي : على بركة الله نبتدي الجلسه رقم ..... بتهمة القتل العمد الموجهة إلى زهرة محمد علي، يتفضل رئيس الدفاع العام..
النائب العام : سعادة القاضي، إحنا قدام قضية رأي عام، زي ما حضرتك شايف الصحافة ماليه القاعة لأن قضية اليوم مش مجرد قضية قتل عاديه والسلام، إحنا قدامنا شابة في مقتبل العمر، مكملتش تعليمها ونزلت تشتغل علشان تساعد أهلها الناس الغلابه، الأب اللي كان شغال مع المرحوم في محل العطاره، و الام اللي كانت بتخدم في البيوت، وخاصة في بيت المرحوم. البنت اشتغلت في محل كوافير بسيط في الحاره، وكانت على علاقه بإبن المرحوم علي الزيات، ولما شافت إن القصة مش جايبه همها، راحت لفت على المعلم واتجوزته، اللي كتب ليها كل ما يملك بيع وشراء، وحرم ابنه الشرعي من الورث بطلب منها. قتلته في رجولته، كانت بتديه دوا يقلل من رغبته الجنسية، ويخليه في حاله مش كويسه، الدوا ده أثر على أعصابه وفقد التحكم في أطرافه العضويه وأصبح مقعد على كرسي لمدة سنه. وهنا الزوجة سيطرت على كل حاجه، وباعت واشترت في أملاك المرحوم، وفي الآخر قتلته، وكل ده علشان اكتشف خيانتها مع المحامي اللي عمل حادثه دلوقتي. واهو كلكم شوفتوا ردة فعلها ووقعت ومش قادره تصلب طولها. كل ده بالدلائل اللي عيلة المرحوم تقدمت بيها. وكمان نقطه مهمه، المرحوم ما كنش يعرف إن زهرة كانت على علاقه بإبنه البكري.
زهرة هنا انهارت..
زهرة: كل ده كذب، حرام عليكم. دفعوا ليكم كام علشان تقولوا الكلام ده عليا. يا حسره!! فكرت المحكمه محكمة العدل، طلعت بتنشرى بالفلوس.
القاضي انفعل....
القاضي : كلامك ده ممكن تتعاقبي عليه، إنك بتشككي في نزاهة المحكمه.
خالد تدخل بسرعه..
خالد : سعادة القاضي، النائب العام بيشكك في أخلاق موكلتي، وانا بعترض على ده.
النائب العام : عندي أدله، طيب نسأل المتهمه إيه علاقتها بالمحامي طارق وجدي؟؟
القاضي : جاوبي يا زهرة على النائب العام، بس خلي بالك من كلامك لأنك ممكن تتعاقبي عليه.
،نسرين بلعجيلي
زهرة : سعادة القاضي، أنا فعلا بتعاقب على جريمة معملتهاش. علاقتي بالمحامي طارق، هو كان المحامي الخاص بالمعلم، كان ماسك كل أملاكه، وعمري ما كانت عندي علاقه بيه من غير الشغل، والمعلم كان شاهد على ده، حاولوا كثير يشوهوا صورتي، بس ربنا كبير، غير إن طارق أبو بنت أختي. طارق كان جوز أختي مسك الله يرحمها.
محمد و فاطمه اتخضوا..
محمد وقف..
محمد : يا سعادة القاضي، الكلام ده كذب، أنا مليش بنات تانيه غير بتي وداد.
القاضي: محدش سمح ليك إنك تتكلم.
محمد : يا سعادة القاضي، سامحني بس الكلام ده مش صح.
علي كان تايه، ومش فاهم إزاي زهرة أخت مسك مرات طارق. بص لسالم اللي عمل ليه اشاره بي لأ.
القاضي : عندك دليل على كلامك؟
زهرة : للأسف الإثباتات مع المحامي طارق. بس زي ما حضرتك شايف تعرض لحادث، وأكيد بفعل فاعل.
القاضي : إيه اللي يخليكي تقولي كده؟؟
زهرة : أكبر دليل سعادتك إني ورا القضبان دي في جريمه ما عملتهاش.
النائب العام : سعادة القاضي، المتهمه بتحاول تستعطف حضرتك. دي مجرمة خربت عيله كلها، وبترمي بلاها على المحامي وتقول إنها أخت مراته، في حين إن أبوها بينكر ده.
أنا حابب أوجه اسألة لأب المتهمه.
القاضي : والد المتهمه يتفضل.
محمد قام راح وقف في المكان المخصص له....
القاضي : إسمك و سنك.
محمد : إسمي محمد علي حسنين، 69 سنه.
القاضي : قول والله العظيم أقول الحق.
محمد بحماس..
محمد رفع إيده وقال..
محمد : والله العظيم أقول الحق.
النائب العام : قولي يا محمد، زهرة بنتك؟؟؟
محمد : أيوه يا بيه بنتي، ووداد بنتي، وكان عندي ولد مات وهو صغير.
النائب العام : طب ليه زهرة بتقول إنها أخت مرات المحامي طارق؟
محمد : معرفش يا بيه. البت دي أنا متبري منها ليوم الدين، وطت راسي في الحاره، الكل بيتكلم على سيرتها البطاله.
هنا زهرة إبتدت تعيط.. معقول هو ده الراجل اللي رباها و نزلت تشتغل وهي صغيره علشان تساعده؟؟؟
القاضي : إحكيلي ازاي اتجوزت المعلم.
محمد : يا سعاده القاضي، أنا راجل غلبان وبمشي جنب الحيطه، وكنت شغال شيال في محل المعلم الله يرحمه، البت كانت كل شويه تيجي للمحل، المعلم شافها عجبته طلب إيدها. بصراحه يا سعادة القاضي، أنا رفضت، إكمن المعلم كان متجوز 3 والبت لسه صغيره. بس هي وافقت، وعملنا الفرح في الحاره، بس ماكنتش أعرف إنها كانت على علاقه بابنه علي.
هنا تدخل علي....
علي : تسمحلي يا سعاده القاضي أسأل الشاهد؟ ودا توكيل من أهل المرحوم اللي هما اخواتي وأمي إني أترافع عليهم، واخذ حق أبويا الله يرحمه.
القاضي :تفضل.
علي : قولي يا عم محمد، لما جيت وخطبت زهرة، هل ساعتها المعلم الله يرحمه تقدم ليها ؟؟
محمد : الكذب خيبة، لا إنت لما جيت ساعتها، المعلم ما كلمنيش عليها إلا بعد زيارة الست الوالده وعمتك. ساعتها المعلم إتصل بيا و قابلته برا الحاره، وطلب إيد زهرة. ولما رجعت البيت قولتلها، قالتلي موافقه.
علي : يعني هي وافقت بعد ماعرفت إني اتقدمت ليها؟؟
محمد : آه. وكمان ساعتها رفضت وقالتلي إنه فيه عريس أحسن منه، بس ماكنتش عارف مين هو.
خالد : أعترض يا سيادة القاضي، كل الكلام ده كذب. يوم كتب كتاب زهرة روحت أنا و طارق نطمن عليها، واتكتب الكتاب من غير ما تعرف مين العريس. بعد ما المعلم هدد محمد بفيديوهات سرقه ليه، زهرة وافقت مضطره. بس لما عرفت إن العريس هو المعلم هربت، والحاره شاهده على ده، وفيه الحاجه رحمه ممكن نسألها.
علي : للأسف أمي حالتها النفسيه ماتسمحش ليها إنها تكون شاهده. حصل ليها صدمه نفسيه بعد موت المعلم، ودي شهاده طبيه تأكد كلامي.
القاضي أخذ الشهاده يقراها.
خالد : لو سمحت يا سعادة القاضي، ممكن نسألها؟ لأن شهادتها مهمه في القضيه.
القاضي : الست الوالده فين؟؟
علي : كانت معانا في القاعه، بس بسبب حالتها النفسيه هي بره مع الممرضه الخاصه بيها.
القاضي : خليها تدخل.
زهرة كانت عينيها طالعه مصدومه على الحاجه وهي داخله مع الممرضه و وشها مش طبيعي.
خالد تأكد إنهم إدوها حاجه، لأنه كان شافها طبيعيه لما جات المحكمه.
وصلت رحمه المكان المخصص وهي بتضحك ضحك مش طبيعي. لدرجة إن علي اتخض عليها.
علي : مالك يا أمي فيكي إيه؟؟
رحمه : إنت مين؟ و جايبني هنا ليه؟؟
القاضي : إسمك إيه يا حاجه؟؟
رحمه بضحك : هو أنا حاجه؟ يا حلاوة يا ولاد، أنا حاجه.
نسرين بلعجيلي
علي توثر جدا من حالة أمه. مش هو ده الإتفاق اللي عمله مع نوال. إداها دوا يخليها دايخه وساكته، وهو عمل شهاده طبيه عند دكتور نفسي إن أمه عندها صدمه.
القاضي : لا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم. طلعها يابني ترتاح. في الحاله دي شهادتها لا تنفع.
علي طلع والدته بره، وطلب من الممرضه تاخذها البيت وتطلب ليها الدكتور. ورجع القاعه.
القاضي : روح أقعد يا محمد.
محمد رجع مكانه.
القاضي : محامي المجني عليه يتفضل.
علي : سعادة القاضي، عمري ماكنت أتوقع في يوم من الأيام أقف قدام هيئتكم الموقره، و اترافع في جريمه قتل، والمتهه تبقى إنسانه حبتها من كل قلبي. الإنسانه دي قتلت أبويا بعد ما قتلتني لما اتجوزته. لا، وكمان خلته يكتب ليها كل حاجه بيع وشراء. وزي ما حقدم لحضرتك، الملف ده فيه كل الأدله اللي تأكد كلامي. فيه صور ليها مع المحامي طارق في حياة أبويا، صور وهي في حضنه وهي على ذمة أبويا، اللي في الوقت ده كان مقعد، بعد ما كانت بتديه الدوا اللي مكتوب في التقرير إنه بيسبب عجز جنسي وتشنج في العضلات، واللي أدا إلى عجز كلي في جسم المجني عليه. لا وكمان قتلته بآله حاده أدت لوفاته. وفوق كل ده أنا بطعن في الوصيه اللي كانت مع المحامي، اللي مكتوب فيها إني محروم من الورث. وده خلى الشك يدخل قلبي، وروحت عملت تحاليل DNA وطلعت إبن المعلم.
القاضي : إحنا في ملف جريمة قتل، الطعن في الوصيه لازمله ملف تاني. خلينا في جريمه القتل.
علي : أكيد طبعا، أنا بس بوضح لحضرتك، وفعلا أنا واخواتي قمنا بالطعن في الوصيه.
سعادة القاضي، المتهمه دمرتنا كلنا. حياتنا اتقلبت لما اتجوزت أبويا. بسببها طلق بنت عمه، اللي هي أمي، وبقالها سنين متجوزاه. وطلق مراته الثانيه اللي كل الحاره عارفين قد إيه كانت بتحبه. وطلق مراته الثالثه. وفضلت هي لوحدها على ذمته.
هنا نوال كانت مبسوطه جدا من كلام علي.
علي : سعادة القاضي، بطلب من حضرتك العدل. المتهمه دمرت اخواتي البنات، كل وحده بقت عايزه تطلق مش قادره تواجه أهل جوزها. وأختي سماح انتحرت بعد ما المعلم طلق أمها، وأخويا بقى مدمن بيتعالج في مصحه. الماثله أمامكم مجرمه بكل المقاييس، مجرمه لأنها ضحكت عليا سنين و أوهمتني إنها بتحبني، وفي الآخر اتجوزت أبويا.
القاضي : بتقولي إيه في التهم المنسوبه إليكي يا زهرة؟؟
زهرة : حقول حسبي الله ونعم الوكيل في كل ظالم، وفي كل واحد ليه يد يرميني هنا. أنا وحده مكملتش تعليمها علشان انزل أساعد أبويا، اللي كنت فاكره إنه أبويا.
القاضي : إنت زودتيها أوي. إزاي تتهمي أبوكي إنه مش أبوكي؟؟
زهرة بصت لخالد...
الوقت ده دخل طارق.... كله دم و وشه متبهدل..
طارق : آسف يا سعادة القاضي، زي ما حضرتك شايف، حصل ليا حادثه. بس جيت أترافع عن موكلتي.
القاضي : ألف سلامه عليك، بس فيه المحامي خالد بيترافع.
طارق : بعد إذن حضرتك، ملف القضيه اتسرق من العربيه، وده اللي خلاني أدي صديق نسخه من الملف. لأن النسخه اللي كانت مع المحامي خالد إتغيرت، حضرتك إحنا في قضيه مش عاديه، إحنا في قضيه فيها قضايا كثيره، داخلين مع عصابات كبيره في البلد، وهما اللي قتلوا المعلم، ودخلوا موكلتي السجن. لا وكمان كانوا حيقتلوها.
بدأت الهمهمات في القاعه....
طارق بص لخالد يشكره بعنيه، لأنه كان فاتح التليفون، وطول الطريق، طارق بيسمع إيه اللي بيدور في المحكمه.
القاضي : هدوء لو سمحتم، ولا اخليها جلسه مغلقه.
الصحافه اعترضت كثير.
في الآخر عم الهدوء في القاعه..
القاضي : المتهمه بتقول إن محمد علي حسنين مش أبوها. هل لديك ما يثبت ذلك ؟
طارق : طبعا يا حضرة القاضي. إتفضل حضرتك، دول تحاليل DNA.
الخوف مسك محمد..
وحتى علي قلق جدا من وجود طارق في المحكمه.
طارق : ده الملف اللي مع حضرتك اللي حاولوا كثير يغيروه. وحضرتك فاهم كل قضيه بكون فيها أنا وعلي الزيات زميلي، بتكون قضيه مش عاديه. وطبعا من غير ما اقول ايه اللي بيحصل.
القاضي توثر جدا جدا، لأن القضيه كان المفروض قاضي ثاني يترافع فيها، وفي آخر لحظه تعب ودخل المستشفى.
طارق : كنت مفكر إن بعد ما القاضي تعب ودخل المستشفى، القضيه تتأجل. ده المفروض. الطبيعي إن القاضي سعيد محمد الشقنقيري المعروف بنزاهته، معروف إن أي قضيه ياخذها بتكون ثقيله.
القاضي : الدفاع بيحاول يوصل لإيه؟؟ و بتشكك في نزاهة المحكمه ؟
طارق : أنا رجل قانون، وياما وقفت هنا قدام حضرتكم. أنا بس سؤالي، ليه القضيه ما تأجلتش بعد تعب القاضي الرئيسي فيها؟؟ وسؤالي هل بإمكاني أأجل القضيه لحد ما سعادة القاضي الشقنقيري يرجع بالسلامه، ده لو رجع.
القاضي بتوثر و عصبيه...
القاضي : قصدك إيه؟؟
طارق : قصدي واضح يا سعادة القاضي. هل طبيعي إن جاي ورا البوكس اللي فيه المتهمه، والاقي فرامل العربيه باظت بعد ما كنت سايقها و وصلت المستشفى من غير مشاكل؟؟؟ هل من الطبيعي الصبح الاقي رساله في تليفوني، إن أسيب القضيه أو يقتلوا أمي و بنتي؟؟ هل من الطبيعي إن نتايج التحاليل تتزور؟؟ زي ما شايف حضرتك في الملف إن النتيجه بتقول إن زهرة بنت محمد، وفيه تحاليل كمان بتقول إن علي إبن سعد. أحب أقول لحضرتك إن كل التحاليل غلط، ومعايا التحاليل الأصليه. و هنا المفاجئة....
إن علي يطلع إبن ..........يا ترا علي ابن مين؟؟
أنت تقرأ
ليه يا زمن
ChickLit...اه يا زمن، غريب امرك، تتلاعب بالناس تارة يمينا وتارة يسارا، تحركهم كانهم بيادق على رقعة شطرنج، توهمم انك اعطيتهم كل شيء ثم تسحب منهم كل شيء...لماذا يا زمن تغير عباءة الملاك لتلبس سلهام الافعى؟ فتمتص دم ضحاياك لاخر جرعة...تنفث سمومك حتى تتمكن منه...