الفصل الثاني: نصفي شيطان؟! الجزء الأول

1.1K 41 28
                                    

رمشتُ بأهدابي مصدومة.. وهمي يهددني! هذا جديد. عاود الصوت وكأنه قرأ مافكرتُ به: " أنا لستُ وهماً فريا"

قلتُ فاقدة الأمل: " قضي الأمر.. لقد جننت"
-"أخبرتك أنكِ لستِ مجنونة"

صحتُ غاضبة: " ماذا إذاً؟ أأنتَ ملاك مثلاً.."
قال ماجعل الدماء تجف بعروقي: " بل على النقيض تماماً.. أنا شيطان"

همست مذهولة: " يبدو أني وصلت لمرحلة متقدمة من الجنون.. جنون أو فصام"

خاطبني الصوت الذي بعقلي: " ماذا أفعل لتصدقيني؟ "
قلت ساخرة: " إرفعني بالهواء"

شهقت بعنف عندما وجدت جسدي يطير بالهواء.
"صدقتني الآن؟"  صحتُ مذعورة: "أنزلني.. أنزلنيييي"

لأسقط أرضاً على ظهري ومؤخرة رأسي.
هدرت غاضبة أمسّد رأسي من الوراء: "قلت أنزلني وليس أوقعني"

قال الصوت متجاهلاً ماقلتهُ: " أتصدقين الآن أني موجود بالفعل؟ " قلت: " أجل"
لأضيف مقشعرة البدن: " أنت شيطان حقاً؟ "
_ " أجل،  أترغبين رؤيتي للتأكد؟ "

هتفت بصوت مرتفع: " لا.. لا"
_"كما تريدين"
وقفتُ أدلّك رقبتي: " ماذا تريد منّي؟  أعني لمَ أنا بالذات.. "
_" ماذا أريد منكِ... أريد الكثير، أمّا عن لمَ أنتِ فأود إخبارك أنك مختلفة عن البقية"

أشرت لنفسي باستهزاء: " أنا.. ربما أنت مخطئ"
قسى صوته: " أنا لا أمازحك"
إحتدّت نبرتي: " إذاً ماذا تريد.. ماهو الكثير؟ أتريد حياتي أم روحي؟ أنا لا أبيع روحي للشيطان هذا لعلمك، أنا لا أؤمن بالشيطان بل بالله"
_" تصوراتكم عنّا جرفتكم بعيداً عن حقيقتنا،  أنا لست هنا كي تبيعي روحك لي بل الأمر مغاير تماماً"

أردفتُ أسايره: " والذي هو؟ "
صمت قليلاً وبقيت أنا أنتظره إلى أن قال بالنهاية وياليته لم يتفوه مطلقاً: " أنتِ نصفكِ شيطان ونصفكِ بشرية "

فغرتُ فاهي مصعوقة مما سمعته. أنا بالفعل بإحدى الأفلام الخيالية وليس الرعب.

نهرني الصوت: "كفاكِ سخافة.. أفكارك حمقاء للغاية وساذجة"
قلت ساخرة: "ماذا عنك إذاً؟  ماذا عن غباء وإستحالة ماقلته.. ها؟"  بدى صوته مكتوماً كأنُه ضاغطاً على أسنانه: " أنا أقول الحقيقة"

أشحت بكفي وكأنه أمامي: " دعني وشأني واذهب باحثاً عن حمقاء غيري ستصدقك "

حينها شعرتُ بنوبة الإختناق تعاودني ففهمت الآن سببها،لقد كان هو الذي يجلعني أشعر بضيق بالصدر لدرجة كبيرة.

همستُ وكأن يد غليظة تعتصر قلبي وتمنع عنه الهواء:   " أنت الفاعل "
_ "سابقاً كلا،  أمّا الآن فأجل"

شعرت بحرارة الدماء تتجمع بوجهي فقلت مستخدمة آخر أنفاسي: "دعني.. أكاد أموت" وما أن لفظت أخر حرف حتى أخذت أشهق أعبّأ رئتاي بالهواء الذي حُرِمت منه لهنيهة.

قَلْبُ الشَيْطَان  (سَلِيلِي الجَحِيم)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن