الفصل السابع عشر : تحدي فريد من نوعه

184 15 8
                                    

فضلاً وليس أمراً أضأن النجمة، وأتركن تعليقاً يشجعني  على الإستمرار🦋

♡ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡

لقد شاهد بعيناه الجحيميتان مافعله، رغم غليان دماؤه إلا أنه لم يستطع التحرك أو فعل شيء سوى النظر فقط. رآه يريح كتفه قليلاً ليسقط رأسها ويمسكه بيده بسرعة، مستقراً بنهاية المطاف على صدره.

راح يمسح على شعرها بطريقة أثارت جنونه وغيرته لحد العماء. ماالذي يفكر أو يشعر به بهذه اللحظة تجاهها؟ أليس متبلّد القلب و المشاعر؟. لمَ كل هذه العاطفة والحنان بلمساته ونظراته؟ .

لقد عرف عنه كل شيء تقريباً عندما كان بداخلها، قبل أن يظهر نفسه لها ويصطحبها للمعسكر. رأى كل ذكرياته الماضية، طباعه وكم كان قلبه قاسي متحجّر.. لا يرف له جفن أمام الجنس الآخر. قابل على حسب ذكرياته العديد من أفتن النساء، وعلى مدى أعوامه الأربعمئة، لم يهتم ولو بنسبة بسيطة لجمالهنّ.

إذاً لمَ كل هذه المشاعر الدافئة أمام فتاة شابة ليست شيئاً أمامهنً. هو يعترف بأنها من وجهة نظره والجميع يجدونها.. شديدة الجاذبية،  سواء بمظهرها الخارجي اللطيف أو صفاتها الأكثر لطافة.

وجد نفسه لا إرادياً مبتسماً بحب جارف عندما مرّ شريط ذكرياته معها أمام عيناه، حتى تلك التي لم يشاركها بها وبقي متفرّجاً.

لقد أغفل عن شيء شديد الأهمية وهو أن الذكر سواء كان بشرياً او شيطاناً او جنياً، سينجذب بشكل دائم وقوي للفتيات الشبيهات بها. أما الجميلات من خارجهنّ والقبيحات بداخلهنّ، فسينفضّ المعجبين من حولهنً تباعاً. لإدراكهم مدى فراغهنّ الداخلي.

مشت قدمه خطوة للأمام لينظر لأسفل حيث هي وينتظر مفكراً، ربما سيشبّ عراكاً طاحناً بينهما إن تدخل الآن، ستغضب فريا وستوبخه كعادتها، كلما دخل بعراك معه كونها لا تحب المشاكل.. رغم إحداثها الدائم لها.

عادت قدمه للخلف وإستدار داخلاً للمنزل بقلب مثقل بالهم، ليس هو من يحبها فقط.. أيضاً هنالك كاسيوس، وإحتمالية خسرانه لها باتت كبيرة.

توقف بوجه متشنج وعينان حادتان.. هو لن يستسلم أو ينسحب من معركة الفوز بقلبها مهما كلّفه الأمر. سيحارب لأجل نظرة حب واحدة من عيناها السماويتان.

عاد خارجاً ليجده على حاله، وقف أمامه ليرفع الأخير وجهه باستغراب. ظلال الليل و الإضاءة الصفراء الخافتة لعمود الإنارة، المنعكسة على نصف وجهه ذو النظرة... التملكية.

أجل.. إستطاع وبكل سهولة إدراك معنى نظراته الصارمة، وكما فهم آيفان مشاعره.. فهمها هو الآخر.

قال بصوت أجشّ: "ماذا تريد؟" جلس القرفصاء ليغدو وجهه بمستوى طول وجه الآخر، قائلاً ينظر لما يخصّه: "أريد حملها لسريرها، إن تكرّمت علي بذلك".

قَلْبُ الشَيْطَان  (سَلِيلِي الجَحِيم)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن