الفصل الثامن والعشرون : الرابطة

190 17 5
                                    

فضلاً وليس أمراً أضأن النجمة، وأتركن تعليقاً يشجعني  على الإستمرار🦋

♡ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡

مددها آيفان على سريرها، ممسكاً بكفها المرتخي.
وقف دايفد عند رأسها مغمضاً عيناه، يهمس بتعويذة ما.
كان كاسيوس وجواره ميا يطالعانها بقلق. تشبثت بكفه الكبيرة قائلة: " ستصبح بخير، صحيح كاسيوس؟ "
نظر إليها ثم ليده الممسكة بها، هامساً: " فريا فتاة قوية، هي فقط فقدت الوعي لقساوة ما شاهدته ".

فتح دايفد عيناه المتوهجتان بالفضي ثم قال:"  لقد تم تلاوة تعويذة عليها، هي الآن لا تقدر على التحدث أو التواصل مع قلب الشيطان ".

سأله آيفان متلهّفاً: "  وما الحل مولاي؟ "
أجابه: " سأقوم بجلسة التخلص من آثار تلك التعويذة، لكن عليك البقاء بجانبها لتخفّف عنها وطأة الألم، كَون الرابطة التي بينكما ستخفف عنها ".

إتسعت عيناه مصدوماً، متمتماً:" رابطة! ".
نظر له كاسيوس بعدم فهم:"  ماهي الرابطة مولاي؟ "
رد دايفد: " إنها التي تربط كل إثنان مقدران ببعضهما، من المستحيل أنك لا تدري عنها شيئاً ".

تسائل آيفان:"  ولماذا لم يشعر كلانا بالرابطة حتى هذه اللحظة؟ "
_" قلبيكما اللذان أحسّا بها، مشاعرها ستميل إليك بشدة ما أن تريا بعضيكما "
_" لكن هذا لم يحدث "
_" ربما كونكما تملكان حالة خاصة، لا تنسى أنك قلب الشيطان وهنالك قواعد إستثنائية عندك ".

قال كاسيوس حزيناً  : "  إذاً من البداية كانا مقدران لبعضهما؟ " هز دايفد رأسه مؤكداً: " طبعاً، الرابطة هي  كالقدر الذي لا مفرّ منه. مهما حاولت الإبتعاد عن شريكك ستجد نفسك تنجذب إليه مجدداً، وهذا بفعل الرابطة ".

سأله مجدداً:"  وكل شخص يملك رابطة؟ "
_" طبعاً.. أساساً من الصادم أنك لا تدري عنها شيئاً. الجميع يعرف بأمرها ". إستطرد متذكراً فريا: " بسرعة قبل أن تتوغّل التعويذة بها وتبطل مفعول الرابطة ".

هتف آيفان ملتاعاً:" أرجوك أسرع سيدي ".
قال يخاطب ميا:" إذهبي وأحضري من حجرتي رماد أبيض اللون، ستجدينه عند مكتبي " أومأت وإنطلقت تلبي أمر ملكها.

أحسّ كاسيوس براحة تغمر ثنايا قلبه بالكامل عندما عرفَ أن المقدّرة له لم تظهر أمامه بعد. إذاً كانا مقدران لبعضهما وهو لم يكن سوى دخيل بينهما.. دخيل لفظته الرابطة لحمايتهما منه.

وقف بجانب آيفان، عند رأسها وقال: " سأقوم بمسح ذكرى قتلك له حتى لا تخافك عندما تستفيق ". إشتدّت نظرات دايفد سخطاً عليه ما أن تذكر ما بدر منه، رغم إعطائه الحماية. وهذا يُعدّ أمراً مهيناً له.. ولولا أهميته وصفته كقلب الشيطان لقام بقتله فوراً.

تحاشى نظراته الغاضبة قائلاً: " أجل أرجوك، بعد ما رأته لربما لن تحادثني لفترة طويلة ". وضع كاسيوس كفه على كتفه مبتسماً:" لن أسمح بحدوث ذلك، بالنهاية أنتما مقدران لبعضيكما ". تكدرت ملامحه هامساً:"  أنت ستجدها.. " قاطعه والبسمة الهادئة مستقرة على شفتيه: " الآن تيقّنت بأنها لم تكن سوى مفتاح خلاصي، لم أحبها كما تحبها أنت. لقد أحببتها لأنها أول من عاملني بلطف وإنسانية. سأبحث عن نصفي الآخر وأجدها ".

قَلْبُ الشَيْطَان  (سَلِيلِي الجَحِيم)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن