الفصل الحادي عشر : عن الماضي القريب البعيد

211 14 17
                                    

فضلاً وليس أمراً أضأن النجمة، وأتركن تعليقاً يشجعني  على الإستمرار🦋
♡ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡

أتاني صوته العميق البارد: "ما الذي تفعلينه هنا؟"
إنه هو!.. ويحي.  لم أستطع الإجابة وبقيت غارقة في صمتي المترقب لغضبه المعتاد.

أدارني ناحه وبقي ساكتاً، أشعر بنظراته الثاقبة تخترق دماغي حرفياً. فتحت نصف عين أتفحص مدى سوء الوضع لأجده كالتمثال فقط يتنفس.

بللت شفتاي بحلقي الجاف مرتبكة وهمست متعثرة بالحروف: "أنا.. أأنا.. أنا آسفة".
زفرت متمالكة نفسي وأكملت بشكل سليم، بينما طبول قلبي تقرع وتقرع:" أنا آسفة للغاية على هروبي من المعسكر".

نظرت إليه مترقبة ردة فعله، قال بكل هدوء وملامح جامدة، جمدت عروقي والدماء التي كانت تجري بها: "لا عليك، إنسي ماحدث".

هتفت ولم أستوعب ماقاله بعد:" أقسم بأني لم أكن بوعيي، مهلأ.. ماذا قلت! " رفع حاجباً مستغرباً يكرر كلامه: "لا عليك، إنسي ماحدث".

فغرت فاهي مذهولة:" بهذه البساطة؟ كيف.. أأعني أنك الصارم كاس.. تباً، هف.. كيف لك تجاهل مابدر مني؟ ".

رفع سبابته بسرعة جعلت جسدي ينتفض، قائلاً:" إنها مرتك الأولى والأخيرة، مفهوم؟ ". هززت رأسي مرتاحة وكأن حملاً ثقيلاً إنزاح من على صدري.

سألته:" هل عرف أحد بأمر... أحم مابدر مني؟"
_"لا أظن أن أحداً سيعرف مادام ماحدث عرفناه ثلاثتنا لاغير"
_"وأصدقائي؟ "
رد: "لا يعرفون، وإياك وإخبارهم".

وضعت سبابتي على فمي دليل على كتماني للسر. أمسك بمعصمي وقال وهو يسير أمامي:" تصرفي على طبيعتكِ، لم يحدث أي شيء". تمتمت: "حاضر".

توقف آيفان عن التحدث  ما أن رآنا، ليتسائل الجميع عن سبب تطلعاته نحونا، حيث لم يرونا بعد. إستداروا إلينا فلُجمت ألسنتهم ما أن رأوا كاسيوس ممسكاً بيدي.

هذا ليس وقت عودته للمنزل، وهذا سبب إضافي لذهولهم. سحبت يدي براحة وجلست بجانب داين. جلس هو على الطرف المقابل لي، ووضع قدماً على قدم. مريحاً ظهره للخلف وكأنه أحد الملوك.

تباً لكاريزمته الرجولية الخارقة. حضوره لوحده أربك الحضور، فبقوا صامتين لا يدرون مايفعلونه. يبدوا أنه أحس بذلك ليقول بهدوء:" أكملوا حديثكم وكأني لست موجود".

همس داين بجانب أذني: "ما الذي يحدث؟" دنوت منه هامسة بالمثل: "لا شيء، صادفته بينما أنا قادمة لهنا".
نظرت إليه لأصدم بأنه آيفان. متى بدل مكانه؟.

قال بصوت خفيض دفعني للشك بأنه يغار:" لمَ كان ممسكاً بيدكِ؟ " نرفزني فضولهم المزعج: "مابالكم؟ فقط صدفته وأنا قادمة".

تسائل:" لم يزعجكِ بشيء؟ يوبخك أو يصرخ بوجهك "
نظرت بطرف عيني للمعني قائلة متعجبة: "أبداً.. وهذا ماأثار دهشتي، كيف له ألا يغضب"
_"ربما أحس بأنه السبب فيماحدث"
سخرت:"مستحيل".

قَلْبُ الشَيْطَان  (سَلِيلِي الجَحِيم)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن