7

36 7 7
                                    

في الحقيقة ، بعد ذاك اليوم الذي تكن فيه روز بخير، أنا لم أعد أستطيعُ إيقافَ نفسي عن تعقبها ، فقد صرت في أغلب الأوقات أشعر بشوق بل برغبة ملحة في رؤيتها لاسيما بعد أن قَلّت زياراتها إلى المقهى.

و من خلالِ جريمتي الصغيرة هذه استطعت معرفةَ طبيعةَ عملها ، هي تعمل بأحد الأبناكِ القريبة، لذا قررت فتح حساب بنكي لديهم.

و كم أضحكني وجهها المنصدم حينما أبصرتني و أنا أدخل مكتبها ، لكنها مسحت تعابيرها المصدومة بسرعة و هي ترحب بي بحفاوة.

فكرة أنها لا زالت تذكر اسمي جيدا قد جعلتني أتفائل بفرصتي معها ...  

لأسألها بعد أن تبادلنا السؤال عن أحوالنا عن سبب غيابها مؤخرا عن مقهانا ، فأجابتني بابتسامة

' فقط لأن شغفي قد قل مؤخرا بالكتابة  '

همهمتُ بإيجاب ثم سألتُ بفضول

' أ يمكنني سؤالكِ ماذا تكتبين ؟ '

رفعت عيناها و هي تفكر قليلا ثم قالت

' بإمكانكَ القولُ أنها مجردُ مذكرات '

'ااه هكذا إذن '

ودعتها بعدها وأنا أفكر بطريقة أخرى لأراها بها و قد وجدتها أخيرا بعد تفكيرٍ مطول و عميق ، فأنا أشتاق إليها ... رغم أني أدرك جيدا أنها ليست لي

.

لا زلتُ أذكر جيدا ملامحها الحانقة و هي تتذمر مني ، فهذه كانت المرةَ الخامسةَ التي يبتلع فيها الصرّاف الآلي بطاقة ائتماني ، و لكن صدقوني الأمر ليس بيدي علي أخذ جرعتي اليومية منها لذا أتعمد فعل ذلك .

لكني بعدها توقفت عن ذلك بعد أن ضاقت ضرعًا بأفعالي و أصبحت تكلف أحدهم ليعيد بطاقتي.

لحسنِ الحظّ أن حيطان مكتبها زجاجية لذا أنا أستطيع رؤيتها من الخارج دون الحاجة إلى إزعاجها و إلا لوجدت سببا آخر لأراها به.

في أحد تلكَ المرات هي كشفتني ، فخرجتِ إليّ و هي تعقد حاجبيها بانزعاجٍ

' أ هي بطاقتك الائتمانية مجددا ؟ '

ابتسمت بحرج وأنا أخدش قفاي بخجل

' لقد كنت مارا من هنا ، ففكرت في أن ألقي التحية عليكِ ؟ '

نظرت إلي مطولا و كأنها تتأكد من صدقي ، بادلتها بهدوء و أنا أرجو أن تصدق هذه الكذبة التي لن يصدقها طفل بعمر العاشرة ...

' أ تناولتَ طعام الغذاء ؟ '

يبدو أنها هذه الكذبة البيضاء قد انطلت عليها

في الحقيقة ، لقد سبق و أكلت لكني لن أفوت فرصة الأكل برفقتها بالتأكيد.

لقد كان طعام الغذاء ذلك نقطة تحول كبير في علاقتنا ، فقد أعطتني رقم هاتفها بعد أن طلبت صداقتي و هي توصيني أن أتصل بها إن لم أجد رفيقا بالأكل ،

و يبدو أن هذا سيكون أكثر قرار ستندم عليه طوال حياتها

كنت آكل و أنا أحاول إخفاء سعادتي بتقدمي الملحوظ ، فأنا لم أضع في اعتباري أبدا أني قد أحظى بفرصة صداقتها حتى ؟ لذا كنت سعيدا للغاية لأني لن أضطر للبحث عن حجة لأراها بها بعد الآن

في بعض الأحيان أشعر و كأني قريب منها ، لكن في نفس الوقت بعيد بشكل لا يطاق

يتبع

مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن