رفعت عيناها تراقب القمر للحظات ثم نطقت بضيق
" أتدري يا جوش ، أحيانا أتمنى لو كنتُ شخصا آخر ، شخصا ينحدر من عائلة غنية مرموقة ، حيث أمضي حياتي بدون أي مخاطرة أو خوف من المستقبل ، أ لا تظن أني كنت سأعيش حياة أفضل "
لاحظت لمعان عينيها الرماديتان لأجيبها بعد أن طال الصمت للحظات" لا أعتقد ذلك ، لو كنتِ كذلك لن تكوني بهذه الشخصية التي تملكينها حاليا "
سألت بنفس وضعيتها السابقة:"ماذا تقصد؟"
" أقصد أن محيطنا و تجاربنا الخاصة هي التي تصنع شخصياتنا "
حولت أنظارها إلي متسائلة"كيف هي شخصيتي ؟ "
" إنك شخص جيد ، مراعي ، طيب ... "
قاطعتني قائلا " و ما أدراكَ أني لستُ كذلك ... "
قهقهت بخفة " رجاء لا تمازحيني ، إنكِ أول زبونة توظب منضدة المقهى لأجلي ، كنتُ أعتقد في البداية أنك تفعلين ذلك لأني صديقك لكني لاحظتُ أنكِ معتادة على فعل هذا حتى مع زملائي الآخرين "
ضيقت عيناها متسائلة" أ كنتَ تراقبني ؟ "
أجبت بنبرة متأسف " آسف "
تأففت قائلة"رجاء توقف عن الاعتذار في كل مرة نتحدث فيها "
" حسنا ، لن أفعل "
سألت فجأة بعشوائية" ما هو كتابك المفضل بالمناسبة ؟ "
" ألف ليلة و ليلة ، و أنتِ ؟ "
" أعلم أنك ستسخر مني لكني سأقول ذلك على أي حال "
ابتسمت بخفة و أنا أستلطف حالتها هذه التي لا تشبهها أبدا "لن أفعل ، فقط أخبريني "
" قرأت "great expectations " لتشارلز ديكنز و قد أعجبني كثيرا "
" واو ، إنك فريدة من نوعك "
قهقهت بثقالة و هي تراقبني بأعين ناعسة :" لم أكن أنتظر هذا في الحقيقة .... حسنا بإمكانك الضحك الآن إن أردت ذلك ، أنا أعطيك الحق في ذلك"
ضحكت بخفة و أنا أسألها " لماذا ؟ أ كنت تعتقدين أني سأغيظك مجددا لأنكِ قلتِ أنكِ لا تفضلين الروايات الكلاسيكية "
تواصل بصري نشب بيننا للحظات لتقطعه هي بنبرتها الثملة و هي تقول:" دعني أسدي إليك نصيحة بالمناسبة، لا تجرب التدقيق في أقوالي أو أفعالي... صدقني ستجن إن فعلت ذلك ، فأنا أكثر شخص يغير رأيه بسرعة "
قهقهت بقوة و أنا أستمتع بالاستماع إلى كلامها المتلعثم ،
لأسأل نفسي فجأة بحسرة ، ماذا فعل ذاك الراستن بحياته السابقة ليحظى بها ؟"
" جوش " نادتني بجدية
"نعم" أجبتها بهدوء
" أ تراني كطفلة ؟ "
عكرت حاجباي باستغراب " كلا"
" إذا لم و *** أحضرتني إلى هنا "
هززت رأسي بقلة حيلة من كلامها البذيء" أ تعلمين كم الساعة الآن ؟ كل المقاهي مغلقة بهذا الوقت "
" حسنا لا تتحاذق معي " ردت علي بتحذير
صمتت طويلا لتطلب مني قائلة:" فلتأخذني إلى مكان آخر أرجوك ... مكان يصمت هذه الأصوات التي في داخلي "
"حسنا لكِ ذلك "
كان من الجميل أن أشهد على جانبها ذاك
يتبع ...
أنت تقرأ
مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّة
Short Storyأَظل أحلم بكِ و أستيقظُ على واقعِ أنكِ لستِ هنا ~ ذات فصول قصيرة جوشوا روز