14

12 5 1
                                    

رفعت عيناها تراقب القمر للحظات ثم نطقت بضيق

" أتدري يا جوش ، أحيانا أتمنى لو كنتُ شخصا آخر ، شخصا ينحدر من عائلة غنية مرموقة ، حيث أمضي حياتي بدون أي مخاطرة أو خوف من المستقبل ، أ لا تظن أني كنت سأعيش حياة أفضل "

لاحظت لمعان عينيها الرماديتان لأجيبها بعد أن طال الصمت للحظات" لا أعتقد ذلك ، لو كنتِ كذلك لن تكوني بهذه الشخصية التي تملكينها حاليا "

سألت بنفس وضعيتها السابقة:"ماذا تقصد؟"

" أقصد أن محيطنا و تجاربنا الخاصة هي التي تصنع شخصياتنا "

حولت أنظارها إلي متسائلة"كيف هي شخصيتي ؟ "

" إنك شخص جيد ، مراعي ، طيب ... "

قاطعتني قائلا " و ما أدراكَ أني لستُ كذلك ... "

قهقهت بخفة " رجاء لا تمازحيني ، إنكِ أول زبونة توظب منضدة المقهى لأجلي ، كنتُ أعتقد في البداية أنك تفعلين ذلك لأني صديقك لكني لاحظتُ أنكِ معتادة على فعل هذا حتى مع زملائي الآخرين  "

ضيقت عيناها متسائلة" أ كنتَ تراقبني ؟ "

أجبت بنبرة متأسف " آسف "

تأففت قائلة"رجاء توقف عن الاعتذار في كل مرة نتحدث فيها "

" حسنا ، لن أفعل "

سألت فجأة بعشوائية" ما هو كتابك المفضل بالمناسبة ؟ "

" ألف ليلة و ليلة ، و أنتِ ؟ "

" أعلم أنك ستسخر مني لكني سأقول ذلك على أي حال "

ابتسمت بخفة و أنا أستلطف حالتها هذه التي لا تشبهها أبدا "لن أفعل ، فقط أخبريني "

" قرأت "great expectations " لتشارلز ديكنز و قد أعجبني كثيرا "

" واو ، إنك فريدة من نوعك "

قهقهت بثقالة و هي تراقبني بأعين ناعسة :" لم أكن أنتظر هذا في الحقيقة ....  حسنا بإمكانك الضحك الآن إن أردت ذلك ، أنا أعطيك الحق في ذلك"

ضحكت بخفة و أنا أسألها " لماذا ؟ أ كنت تعتقدين أني سأغيظك مجددا لأنكِ قلتِ أنكِ لا تفضلين الروايات الكلاسيكية "

تواصل بصري نشب بيننا للحظات لتقطعه هي بنبرتها الثملة و هي تقول:" دعني أسدي إليك نصيحة بالمناسبة، لا تجرب التدقيق في أقوالي أو أفعالي... صدقني ستجن إن فعلت ذلك ، فأنا أكثر شخص يغير رأيه بسرعة "

قهقهت بقوة و أنا أستمتع بالاستماع إلى كلامها المتلعثم ،

لأسأل نفسي فجأة بحسرة ، ماذا فعل ذاك الراستن بحياته السابقة ليحظى بها ؟"

" جوش " نادتني بجدية

"نعم" أجبتها بهدوء

" أ تراني كطفلة ؟ "

عكرت حاجباي باستغراب " كلا"

" إذا لم و *** أحضرتني إلى هنا "

هززت رأسي بقلة حيلة من كلامها البذيء" أ تعلمين كم الساعة الآن ؟ كل المقاهي مغلقة بهذا الوقت "

" حسنا لا تتحاذق معي " ردت علي بتحذير

صمتت طويلا لتطلب مني قائلة:" فلتأخذني إلى مكان آخر أرجوك ... مكان يصمت هذه الأصوات التي في داخلي "

"حسنا لكِ ذلك "

كان من الجميل أن أشهد على جانبها ذاك

يتبع ...

مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن