الغذاء الثاني :
مطعم هذا اليوم كان من اختيار روز ، و قد كانت أجواءه جميلة للغاية.
" قبل أن أنسى ، أردت أن أهديك هذا الكتاب ' قوة الآن ' أحببته للغاية و قد شعرت أنك ستستفيدين منه ، ستجدين بعض ملاحظاتي هناك "
أخرَجَت الكتاب من الكيس الذي كان فيه ثم بدأت تقلب صفحاته بعشوائية لأهددها قائلة " لستُ شخصا يعير كتبه بالمناسبة ، لذا فأنتِ أول شخص أعيرها أحد كتبي "
ردت بسخرية" أ تريدني أن أن أعلق ميدالية حول عنقك أم ماذا ؟ لماذا تخبرني بكل هذا أ تحاول جعلي أشعر بتأنيب الضمير ".
قهقهت بقوة مجيبا" لكي تحسني معاملته أثناء غيابي "
قاطع حديثنا وقوف النادل بجانب طاولتنا ليلقي التحية إليها بابتسامة بشوشة ، أعطيته طلبي لكنها اكتفت بطلب طلبها المعتاد.
اقتربت مني و هي تخبرني عن حبها اللامتناهي لهذا المطعم لدرجة أنها أصبحت صديقة لمالك المكان ، كنت أنصت لكلامها بتركيز إلى أن عاد النادل مجددا بطلبنا .
" يبدو أن هناك خطأ ، فهذه الكمية أكثر بالنسبة لشخص واحد " قلت باستغراب و أنا أشير لصحن روز
قههت بخفة مجيبة إياي" ااه ، نسيت أني لم أخبرك أن صاحب المكان هو نفسه الطباخ هنا ، و أنا زبونتهم المفضلة لذلك يقدمون لي خدمة اسثنائية "
شعرت بمرارة و انزعاج كبيرين و أنا أراقب المعاملة المميزة التي كانت تحظى بها هناك بشكل خارج عن المألوف.
فقد اتجهت بعد ذلك نحو المطبخ لتلقي التحية على صديقها المزعوم ذلك.
أزعجني أيضا و بشدة أنها تشارك لحظات و اهتماما خاصا مع الآخرين بينما أنا هنا أراقب ذلك من بعيد ، و كأن كل إطراء أو اهتمام أراه منها هو تذكير لي بأني بعيد عن مجال اهتمامها .
حاولت ما أمكن أن لا أظهر انزعاجي أمامها و نحن نتناول طعامنا لكنها لاحظت ذلك لتسأل بقلق :" ما خطبك ؟ "
أجبتها دون أن أرفع عيناي من صحني" لا شيء"
ابتسمت بخفة مريحة إياي" لا داعي لأن تشعر بالغيرة، فلا أحد يستطيع ملء مكانك "
توسعت عيناي بصدمة لأدافع عن نفسي قائلا" من قال أني أشعر بالغيرة "
أعادت نظرها إلى صحنها وهي تكمل طعامها مجيبة" وجهك يصرخ بهذا "
"إنك تبالغين مجددا " أجبت بتهكم
" حسنا ، أنا أبالغ " كان ظاهرا أنها لم تصدقني أبدا ، و لم تكن لتفعل حتى و لو قلت آلاف الجمل الآن لذا توقفت عن محاولة إقناعها .
تذكرت فجأة شيئا ما لذا سألتها " أ تودين مرافقتي إلى المعرض الذي سينظم هنا يوم الثلاثاء القادم؟"
وضعت شوكتها بجوار صحنها ثم قالت بعد أن أفرغت فمها" لقد سمعت به ، لكن لا أعتقد أني سأستطيع الحضور ، فقد سبق و أن استهلكت عطلتي السنوية بأكملها "
قلت و أنا أحاول إقناعها"أنتِ متأكدة ؟ فالمعرض سيضم أعمالا لفنانيك المفضلين مارسل دوشامب وفالنتين توديروف "
ملامحها تلك قد أعربت عن دهشتها لتفاجئني قائلة:" حقا !! أعتقد أني سآخذ إجازة مرضية إذا "
يتبع...
أنت تقرأ
مَشَاعِرٌ وَرَقِيَّة
Contoأَظل أحلم بكِ و أستيقظُ على واقعِ أنكِ لستِ هنا ~ ذات فصول قصيرة جوشوا روز